شعار الزوجة المخدوعة .. مش هتنازل عنك أبدا
تحقيق: هدى إسماعيل
كم هو موجع أن أضع سعادتى بين يدي رجل ليس في قلبه شيء إلا الخيانة.. نعم الخيانة ويا لها من كلمة قاتلة تغتال كل إحساس جميل، ويوما تلو آخر تشيد جدارا عازلا مع الذات التى لا ترضى بأخرى تشاركها حب زوجها، ولا تتحمل بعاده وغدره بها.. فماذا أفعل؟ هل أواجهه أم أضع شريطا لاصقا على فمي عله يكتم المتبقي من أنفاسي؟ لا أعرف، لكن المؤكد أنني سأتمسك به حتى آخر العمر.
قليلات هن النساء اللاتي اقتحمت أخريات قلوب أزواجهن وخرجن من أزمتهن محطمات ورغم ذلك واصلن رحلة الحياة حتى لا يهدمن البيت يستطعن الإفصاح عن مشاعرهن فتقول «ب.ط » وكأن حزن العالم تجمع فيها: أعلم أنه يخونني ولكن ليس لدي من الدنيا إلا هو وأولادي فماذا أفعل؟ إذا واجهته لن أستطيع أن أنظر إليه مرة أخري وبذلك سنبدأ رحلة الانفصال ثم الطلاق وسأجد نفسي فى نهاية الأمر مطلقة ليس لها مكان تأوى إليه.
وتقول «ل.ع »: لدى دائما إحساس بأنه يخونني لأنه دائم السفر بسبب عمله، وحتى لا يقع في ما حرم الله طلبت منه أن يتزوج خاصة أن لدى مشاكل صحية تؤثر على علاقتنا الطبيعية وبالفعل بحثت له عن زوجة ثانية وفي كل مرة كان يرفض ما زاد شكوكي ولكن للأسف ليس هناك مجال للمواجهة طالما لا أملك دليلا.
«نعم حدثت الخيانة وتمت المواجهة » هكذا بدأت «ن.س » حديثها قائلة: أنا امرأة عاملة ولا أحتاج لمن يعولنى لكن للأسف حبى لزوجى يجبرني على العفو عنه واستكمال حياتى معه، ولا أنكر أنه مر وقت طويل على هذه النزوة المؤقتة لكنها تبقى غصة في القلب لن تزول أبدا.
المواجهة بشروط
بعد وفاة والدها أهملت زوجها بسبب حزنها عليه ما دفعه لخيانتها وعندما أفاقت لنفسها وعادت إليه فوجئت بابتعاده عنها قائلاً «لن أقترب منكِ، أفهمي بقى أنا خنتك »، ورغم صدمتها إلا أنها سعت إلى استعادته، هذه الشخصية جسدتها الفنانة حنان ترك في فيلم «الحياة منتهى اللذة » الذي كتبته شهيرة سلام، فترى ماذا تقول كاتبته لزوجة تعرضت لنفس الموقف؟ تقول شهيرة سلام: هناك طريقتان في التعامل مع ذلك الزوج أولها التجاهل لأن من الجائز أن تكون هي سبب الخيانة بسبب مشاكل خاصة بينهما فإذا كانت على يقين من حبه لها فعليها أن تربط على قلبها وتتصرف بعقلانية حتى تعرف سبب المشكلة وتبحث عن حلها، أما الطريقة الثانية فهي المواجهة ويجب ألا تلجأ إليها إلا حال عدم وجود مشاكل أو عقبات في حياتهما الزوجية لأن المواجهة قد تتسبب فى إنهاء علاقتهما لذلك قبل أن تلجأ للمواجهة عليها أن تجيب عن هذه الأسئلة: ماذا بعد المواجهة؟ هل الانفصال أم أن الخيانة مجرد نزوة عابرة ليس أكثر؟ وإلى أي مدى وصلت هذه الخيانة؟ وهل هناك فجوة حدثت في علاقتهما دون أن تشعر؟ عليها أولا أن تصارح به نفسها بكل هذه التساؤلات قبل أن تواجهه بالخيانة وإذا قررت أن تغفر له وتكمل حياتها معه فلا أحد يمكن أن ينكر عليها حق الحفاظ على حبها وزوجها.
الشعور بالأمان
«الأمان هو ما يربط المرأة بالرجل » هكذا بدأت الفنانة نادية رشاد حديثها وأضافت: القدرة على المغفرة ليست لدى كل النساء فهناك من تسامح وتغفر وتكمل حياتها ولكن تظل بداخلها غصة لا تزول مع السنين، وهناك من لا تستطيع أن تكمل حياتها معه حتى إن عاد إليها نادما وهذا ما عبرت عنه خلال فيلم «آسفة أرفض الطلاق » فالرجل يجري وراء نزوته دون النظر إلى حياته واستقراره العائلي، أو الشعور بالندم عند النظر إلى وجه زوجته التي تتهافت عليه بمجرد دخوله إلى المنزل، لذلك كل أحداث الفيلم أوافق عليها بكل تفاصيلها لأنها واقع، فالأمان هو العنصر الأساسي فى العلاقة الزوجية وإذا اختفى فسدت الحياة.
دليل مادي
أما د. فاطمة خفاجى، مدير مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة سابقا فتقول: إذا تكررت الخيانة ليس لها حل إلا الخلع أو الطلاق بشرط أن تمتلك الزوجة دليلا ماديا وليس مجرد إحساس فقط، ولكن قبل كل هذا عليها أن تبحث عن الأسباب فربما تكون هي جزءا منه، أما إذا كان الرجل معروفا بنزواته وعلاقاته النسائية المتكررة فلا حل سوى الانفصال، إلا أن هناك الكثير من السيدات يرضين بالحياة رغم الخيانة بسبب الحاجة إلى المادة وبالطبع هذا وضع غير سليم لأنها قانونا تستطيع إثبات الخيانة والحصول على جميع حقوقها.
طبيعة بشرية
وتقول د. بسمة سليم، خبيرة تنمية بشرية وإرشاد أسرى: طبع الرجل لا يتغير ولكن على المرأة أن تراقب زوجها فهناك بعض التصرفات التى تدل على سلوك الإنسان، ولكن ليس معنى المراقبة الوصول إلى حد الهوس لأن الرجل إذا شعر بأن زوجته تشك فى تصرفاته سيعمل على زيادة شكوكها واستفزازها.
وتابعت: يجب أن تجدد المرأة من نفسها دائما ولا تنسى أنها مهما حققت فى حياتها العلمية والعملية فهي أنثي، ولتعلم أن الرجل لا يحب المرأة ذات الشخصية المسترجلة فمهما زادت الضغوط عليها أن تلقي كل هذا جانبا بمجرد عودتها إلى منزلها وتضع زوجها فى مقدمة اهتماماتها.
العفو عند المقدرة
ولأن الشريعة الإسلامية خير علاج لكافة مشاكلنا سألنا د.أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر عن نظرة الشرع إلى مثل هذه العلاقات وكيفية حلها فقال: حرم الشرع تكوين علاقات خارج إطار الزواج الشرعى، وإذا علمت الزوجة بخيانة زوجها لها فعليها بالستر لأن الله سبحانه وتعالى لا يحب الجهر بالسوء كما أوصى الرسول الكريم بالستر فقال: «من ستر مسلما ستره الله عز وجل »، فالزوجة العاقلة عليها بالتقويم والإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة دون التشويه والسب أو تدخل أطراف خارجية سيكون كل دورهم إفساد الحياة بينها وزوجها، والزوجة الصالحة هى من تعفو وتصفح فيكون أجرها على الله، فنحن بشر ولسنا معصومين من الأخطاء، وعلى الزوجة أن تعتبر خيانة زوجها نزوة عابرة وتبحث عن أسباب الخلل الذي أدي إلى المشكلة، وليس معنى هذا أننا نبرر الأخطاء ولكن علينا أن نتعامل مع المشكلات بالعقل والحكمة دون الغضب.