الصمت .. «فيروس قاتل » للعلاقة الزوجية
بقلم : ماجدة محمود
تنتابنى حيرة شديدة كما تنتاب كثيرات من السيدات كلما شاهدت الزوجات والأزواج صامتين ، لا يتحدثون أو حتى يتهامسون في ما بينهم ، يحزننى جداً هذا المشهد وكثيراً ما أتساءل بينى وبين نفسى ترى أين يكمن العيب ؟، ومن تقع عليه مسئولية ما آل إليه حال كثير من الأزواج ؟
هناك من يحمل مسئولية إنعدام الانسجام والود بن الأزواج على الزوجة كونها من تحتوى وتدلل وتلم الشمل ، وهناك من يرى أن الرجال صاروا أكثر سلبية وعدم قدرة على تحمل المسئولية فيكون الصمت هو الملاذ من الالتزام بالطلبات والأوامر التى لا تنتهى من جانب الزوجة ، أما المحللون الاجتماعيون فأوجزوا القضية فى كلمتن وبس هما ، أن الرجل يكتفى بالحديث مع أصدقاء العمل أو شلة المقهى أو النادى وعندما يعود إلى البيت يكون مشبعا تماماً وليس لديه الرغبة فى الكلام خاصة وأن الكلام يكون عبارة عن استجواب ، رحت فين؟ ، كلمت مين ؟، اتأخرت ليه؟، عايزين وعايزين وعايزين، وكأنه متهم يتم استجوابه فيكون الصمت السبيل إلى الهروب من كل هذا ، إضافة إلى أن الصمت دائماً ما يكون مصاحبا بتكشيرة محترمة تجعل الكلام يقف فى الحلق .
هناك أيضا زوجة تنشغل بالأولاد وطلبات البيت متناسية أن هناك زوجا له متطلبات يجب الاهتمام بها وبه مثل الأبناء تماماً أو يكون اهتمامها منصبا على أهلها وصديقاتها مشغولة دائماً بمشاكلهن وبعيدة عن دائرة الزوج ما يدفع الزوج هنا إلى البعاد وشيئا فشيئا يخيم الصمت على العلاقة الزوجية ، وأحيانا يفضل الزوج عدم الحديث مع زوجته إذا كانت من النوع الذى لا يكتم السر ويخاف من تعرضه إلى المشاكل جراء إفشائها أسراره فيكون الصمت من قبله أبلغ من الكلام ، ولكن ليس معنى كل هذا أن الزوجة هى المتهم الأول والأخير فى حدوث هذه الفجوة والجفوة والبعاد وإنما أسباب الأزمة قد يكون وراءها مثال أسلوب التربية منذ الصغر وعادات وتقاليد حالت دون وجود الحميمية والدفء المطلوبين فى العلاقة ، وقد تكون كما نشاهد فى كثير من الحالات نتيجة شعور الرجل بالالتزامات الكثيرة التى أصبحت مسئوليته الأولى والأخيرة خاصة مع عدم عمل الزوجة فيكون الصمت أول أسباب عدم الاعتراف بالتقصير.
أما درة الأسباب والتى تتمثل فى وجود أخرى فى حياة الزوج، هذه الأخرى تشعره بالإشباع وعدم الاحتياج إلى زوجته فى كثير من الأمور فيبدأ بالصمت وعدم الرغبة فى التحدث حتى مع أولاده وتنتهي بفتور فى العلاقة الخاصة وإن فعلها تكون فى قمة البرود.
الأخرى هذه سبب من أسباب دمار وخراب البيت ، والغريب فى الموضوع أن الرجل غالبا ما يذهب إليها طواعية وهو لا يعلم مدى المشاكل والأزمات التى سوف تنتج عن هذه العلاقة، فقط يريد أن يغير رتم حياته الذى يتصور أنه ممل فى حين أن وجود الأخرى يخلق كثير من المشاكل لكنه فى الوقت ذاته يختطف من الزمن لحظات ممتعة يسمو بها فوق المشاكل ثم فى نهاية المطاف يجد نفسه قد تعرض لمخدر مؤقت وعندما يعود إلى سيرته الأولى قد يندم على كل خطوة خطاها.
هذه الأخرى بما لها وما عليها محور ملف هام نستعرضه فى الصفحات التالية عله يكون نبراسا تهتدى به الزوجة إلى الطريق الصحيح من أجل أن تحيا حياة زوجية مستقرة مغلفه بالأمان والحب .