رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قصص مأساوية لهدم الأسر.. انتشار «مقلق» لظاهرة الطلاق فى أسيوط

25-6-2021 | 15:35


انتشار حالات الطلاق فى اسيوط

إلهام علي

يُعاني المجتمع الأسيوطي من الطلاق في تلك الآونة، وذلك من جراء الزواج المبكر، الذي هو أيضاً ظاهرة عادية بالنسبة لهذا المجتمع، وهناك العديد من الأسباب وراء الطلاق، فنجد الضحية في هذا الموضوع هم الأطفال، الذي يترتب على إنفصال الأبوين إصابة الأطفال بمرض نفسي في بعض الأحيان، لذا نلقي الضوء على بعض الحالات في محافظة أسيوط في هذا التقرير.

وتقول" س،ع" عمرها 35 عاما، مطلقة منذ 4 سنوات، لديها 5 أطفال، تزوجت في سن 14 عاما، ولم تنجح تلك الزيجة نظراً للاختلاف الشديد في التفكير بينهم، فهي في بداية زواجها كانت عبارة عن طفلة تريد أن تلعب وتلهو وهو أكبر منها بعشر سنوات أي شاب بالغ عاقل، ولذلك لم يكن هناك تفاهم، وكثرت المشاكل إلي أن وصلت للطلاق كحل يرضي الإثنين، ولكن كثيراً ما فكرت تلك المرأة في نظرة المجتمع لها بعد الطلاق، خاصةً أنه مجتمع صعيدي، يجد في طلاق المرأة أن هناك عيب أو خطأ قامت به، لذا وجب عليها الطلاق، ولكن سرعان ما تمت إجراءات الطلاق من أجل العيش بحرية.

وتذكر" ر، س" عمرها 25 عاما، مطلقة بعد زواجها بسنة، لديها طفل واحد، خريجة جامعة، لم تنجح تلك الزيجة بسبب كثرة إهانة الزوج لها المستمرة، وعدم تقديره لها، ذلك لأن أغلب الرجال في الصعيد، يعتبرون المرأة ليس لها أي حقوق وإنما عليها العديد من الواجبات، ونظراً لأن الزيجة هذه سنة واحدة فحاول الأهل التوفيق بينهم، ولكن الزوجة رفضت قبل فوات الأوان، وأن هناك سيدات تفضل العيش في مهانة وذل كي تتقي شر نظرة المجتمع.

تضيف" ش، خ" عمرها 40 عاما، مطلقة بعد زواجها بخمسة أعوام، نظراً لزواجها في سن متأخر، فكان زوجها يعايرها بذلك، بالإضافة إلى الإهانة المستمرة والضرب والتعذيب، كما أن عدم الإنجاب سبب العديد من المشاكل، لذا قررت الإنفصال، والبحث عن عمل مناسب.

وتسرد " ص، م" عمرها 28 عاما، لديها طفلين، ربة منزل، أنها مطلقة بعد زواجها بـ3 سنوات، سبب الطلاق هو بخل الزوج بالإضافة إلى أنه كثير الشكوك، لذلك كانت تعاني منه كثيراً، وقررت الإنفصال، وترك الأطفال مع والدهم، نظراً لحالتها المادية الصعبة، ومن وجهة نظرها أن الزواج تجربة كأي تجربة في الدنيا ومشروع محتمل النجاح أو الفشل.

وتذكر" د، ط" عمرها 50 عاما، مديرة مدرسة،تخشي من الطلاق، وذلك لأنها أصبحت جده لأحفاد، وأن المجتمع لن يرحمها من القيل والقال، وأقل إتهام يمكن أن يقال، أنها كبيرة في السن فهل تريد الزواج للمرة الثانية، ولكن أن ذلك ليس في الحسبان وإنما تريد الاستقلالية والتمتع بحريتها، ولا تريد الزواج مرة أخرى، وتفضل عيش الباقي من عمرها في هدوء وسكينة.

وأوضح علي أحمد" محامي بمحكمة أسيوط، أن نسب الطلاق مرتفعة في أسيوط، فقد وصلت عام 2020م إلي 85% أي بمعدل حالة طلاق في الثانية الواحدة، وهذا الأمر يهدد كيان الأسرة الصعيدية التي كانت أكثر تماسك من قبل في الأعوام الماضية، ونجد العديد من البرامج ووسائل الإعلام تقوم بدور توعية الناس بصفة مستمرة، كي تحد من تلك الظاهرة، ورجوع تماسك الأسرة بشكل يحفظ حياة الأطفال، لأنهم هم الضحايا في حالة طلاق الزوجين.

وأكد الدكتور محمود عبد الفتاح الاستاذ بجامعة أسيوط، أن الطلاق يهدد حياة الأسر المصرية بشكل عام، وذلك لأن عجلة الحياة تسير بشكل سريع، ويوجد العديد من الضغوطات على كاهل المواطنين، لذلك لا يتحمل الزوج زوجته والعكس، إلي جانب غياب الوعي الديني، وعدم فهم أمور الدين، ولا بد من فهم معني كلمة المودة والرحمة التي قال عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.