«مصر مش بتسيب حقها».. رحلة عودة 114 قطعة آثرية من فرنسا ومحاربة تجار التاريخ (صور)
تواصل الدولة المصرية جهودها في محاصرة تهريب القطع الآثرية من البلاد والقبض على مهربين الآثار، وذلك بالتزامن مع استرجاع القطع الآثرية التي خرجت من مصر بطرق غير شرعية من خلال إدارة الآثار المستردة، والتي نجحت في استرداد 114 قطعة من فرنسا، بالإضافة إلى الجهود الداخلية حيث استطاعت قوات الأمن القبض على النائب السابق علاء حسانين، بتهمة الإتجار في الآثار عقب العثور على مغارة على بابا في شقة الزمالك.
وقال الدكتور مصطفى الوزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: "مصر مش بتسيب حقها"، إذ أن إدارة الآثار المستردة قامت بالتعاون مع السفارة المصرية في باريس وبالتنسيق الكامل مع النيابة العامة المصرية، استطاعت القاهرة أن تسترد 114 قطعة آثرية تنتمي للحضارة المصرية القديمة خرجت بطرق غير شرعية عن طريق شخص فرنساوي من فرنسا.
وتابع الوزيري في تصريح خاص لـ"دار الهلال": أنه كان هناك تعاونا كبيرا بين السلطات المصرية والفرنسية والقطع حاليا في السفارة المصرية بباريس، وسوف تعود إلى أرض الوطن في 27 من الشهر الجاري، كاشفًا أن من بين القطع خرطوش للملكة لحتشبسوت، ورؤس لتماثيل ملكية أحدهم للملك أمنحوتب الثالث ولوحة من الحجر الرملي عليها نقش للملك أخناتون.
القبض على النائب السابق علاء حسانين
في إطار جهود الدولة للقضاء على تجار الآثار بعد واقعة كنز شقة الزمالك المعرفة إعلاميًا باسم "مغازة على بابا"، نجحت وزارة الداخلية في إلقت القبض على النائب السابق علاء حسانين، الشهير بنائب "الجن والعفاريت"، لتزعمه تشكيل عصابة للتنقيب والإتجار في الآثار وعلى الفور تم إحالتهم إلى جهات التحقيق.
واستطاع رجال الشرطة ضبط عدد 201 قطعة أثرية مع المتهمين، منهم 36 تمثالا، و52 عملة مختلفة، كما تم ضبط العديد من الأدوات التى استخدمها المتهمين فى التنقيب عن الآثار، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالتهم للنيابة التى تولت التحقيق.
وتم العثورعلى مائدة قرابين حجرية، 2 طبق بازلت أسود اللون على شكل سمكة وأخر على شكل اوزتين، 4 فازات مختلفة الأحجام و24 نموذج لأوني مختلفة الأشكال والأحجام ،و 3 أواني صغيرة من المرمر، إبريق أخضر من الفيانس، و إبريق من البرونز ومجموعة من بقايا البرونز ، و6 قطع من الدرائق .. وقطع أحجار تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
كما تم ضبط 3 أطباق صغيرة الحجم من الفخار،6 قطع من الفخارعلى شكل صغير الحجم، غطاء إناء حجري وقاعدة غطاء حجري.
وعثر على مسند ورأس من الخشب،10 قطع من الفيانس أخضر اللون 3 مسرجة من الفخار ترجع للعصر اليوناني و الروماني ،جزء من تمثال على هيئة حيوان من الخشب،3 ثقل ميزان أحدهم بازلت وأخر حجري، 3موازيين من البازلت، 3مكحلة من المرمر، وتمثال جنائزي صغير الحجم غير مكتمل.
وبشأن أدوات التنقيب عثرت قوات الأمن على 15 كوريك، و 12 فأس، و3 أزمة حديدية بمقبض خشب، 9 مطارق، 3 مطارق كبيرة ، مسمار حديدي،15 أجنة حديدية، 8 مطارق،كمية من الأحبال،كابل كهرباء، 4 مولد كهرباء، 5 شنيور دقاق، 4 حفرات بنطاق قسم شرطة مصر القديمة مساحة 1 متر إلى 2 متر وعمق كبير.
وكان نائب الجن والعفاريت، قد نجح في انتخابات مجلس الشعب دورتين متتاليتين عامي 2000 و2005، كما كان مرشحًا عن الحزب الوطني المنحل عن دائرة دير مواس بالمنيا.
قضية الآثار لم تكن الأولى
كما لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم القبض عليه حيث ألقي القبض عليه سابقًا يوم 26 أغسطس 2017 بعد البلاغ الذي تقدم به رجل الأعمال حسن راتب ضده يتهمه بالنصب والاحتيال، والحصول منه على مبالغ تقدر بـ3 ملايين دولار، وبالرغم من أنه يمتلك شركة للرخام والجرانيت،وعدد من المحاجر في المنيا، إلا أنه ظهر بنفس القميص الذي كان يرتديه أثناء القبض عليه في عدد مناسبات.
نائب الجن والعفاريت
معروف لدى وسائل الإعلام بـ"نائب الجن والعفاريت"؛ لإيهامه عددًا من المواطنين أنه على اتصال بقوى خارقة للطبيعة التي يستخدمها لإخماد الحرائق، حيث قال: "أنا مصاحب ملك الجن وأكبر واحد فيهم بيدلني على كل حاجة"، وأنه قاهر الجن والعفاريت فقط، وتحدى الجميع بأن أي حالة مس لا تستغرق معه أكثر من 10 دقائق، وأن هناك اتفاقات بينه وبين الجن؛ للخروج من الإنسان.
شقة الزمالك
وبحسب علي ضاحي، رئيس اللجنة الأثرية التي شُكلت لمعاينة الآثار وجرد مقتنيات شقة الزمالك، الذي أكد العثور على عملة فريدة لدرهم عبد الملك بن مروان.
عملة شهادة لا إله إلا الله
تعتبر العملة قطعة فريدة من نوعها، ولا يوجد لها مثيل في مصر، وهي أول عملة سكت وتحمل شهادة "لا إله إلا الله"، وليس معروف كيف وصلت إلى صاحب الشقة".
وذكر أن تلك العملة لو وُجد لها مثيل تُباع في المزادات بملايين الدولارات،حيث أنها "بالنسبة لنا كأثريين، تلك العملة لا تقدر بمال، وغمرتنا الدهشة حينما عثرنا عليها أثناء فحص مقتنيات الشقة"، مضيفا: "عملة اكتشاف"، مؤكدا أن قضية شقة الزمالك أكبر من قضية الآثار الكبرى، والتي هربت فيها 21 ألف قطعة لإيطاليا".
2907 قطع من الذهب
ووفقًا للجنة مصلحة الدمغة والموازين،حيث فحصت اللجنة 3707 قطع هذا بالإضافة إلى ما تم اعتباره أثرياً، منها 2907 قطع من الذهب سواء الأصفر أو الأبيض أو البلاتين والماس عالي الجودة ومنخفض الجودة، والأحجار الكريمة وشبه الكريمة والتي تحلى بعض القطع من معدن النحاس وغيره من المعادن الأخرى، و800 قطعة اكسسوار عالي القيمة.