بحث وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي مع وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية هايكو ماس، سبل تعزيز التعاون الثنائي بما يستوعب الإمكانيات المتاحة ويستجيب للمتغيرات الناجمة عن جائحة كورونا.
وذكر بيان للخارجية التونسية صدر اليوم الجمعة أن الجرندي أعرب - خلال اللقاء - عن الارتياح لما تشهده علاقات التعاون الثنائي من تطور مطرد ولا سيما منذ عام 2011، مثمنا الدعم الألماني لتونس سواء على مستوى تعزيز الديمقراطية وتحسين الحوكمة أو من خلال العديد من المشاريع المهيكلة التي تتماشى مع أولويات تونس واحتياجاتها التنموية، كما نوه بتنوع مجالات الشراكة بين البلدين وتعدد أطرها والمتابعة المستمرة لها على المستويين السياسي والتقني حتى في سياق جائحة كورونا.
وأثنى الجرندي على دعم الحكومة الألمانية لتونس لمجابهة التداعيات الاقتصادية والصحية لجائحة كورونا من خلال المرونة التي أبدتها لمواءمة بعض برامج التعاون المالي والفني مع السياق الجديد بالإضافة إلى دعمها لتونس لتكون ضمن البلدان 18 الأولى المتمتعة بجرعات اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 الموزعة في إطار منصة اللقاحات COVAX أو من خلال منحها العديد من التجهيزات ووسائل الحماية الطبية.
وأكد أهمية العمل سويا من أجل مزيد من تعميق التعاون لما بعد جائحة كورونا على المستوى الثنائي وفي إطار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي من أجل إرساء شراكات متجددة موجهة نحو المستقبل ولا سيما فيما يتعلق بتحقيق التحول الرقمي والانتقال الطاقي وتأخذ بعين الاعتبار تفرد التجربة الديمقراطية التونسية والخصوصيات التنموية لتونس.
وفي سياق آخر، ناقش الوزيران الوضع الاقتصادي في تونس والإصلاحات اللازمة والمحادثات القائمة بين تونس وصندوق النقد الدولي، حيث أبرز الجرندي أهمية الإنعاش الاقتصادي كشرط من شروط تعزيز الديمقراطية واستدامتها.. وأكد هايكو ماس أن ألمانيا ستواصل دعمها للحكومة التونسية من أجل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة.
كما كان اللقاء فرصة أكد - خلالها - الجانبان تطابق وجهات النظر بخصوص أغلب المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ولاسيما الملف الليبي على إثر نجاح ألمانيا في تنظيم مؤتمر برلين 2 حول ليبيا الذي انعقد أمس الأول /الأربعاء/ وكانت تونس من بين المشاركين فيه.
وفي هذا الصدد، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور من أجل معاضدة حكومة الوحدة الوطنية الليبية على تنفيذ الاستحقاقات المقبلة.
وفي ختام جلسة العمل بين الطرفين، قام الجرندي وهايكو ماس بالتوقيع على وثيقة إعلان النوايا للتعاون بين البلدين في إطار برنامج الشراكة الجديدة لتعزيز الديمقراطية "Ta’ziz" الذي تعد تونس من بين 4 بلدان المؤهلة للتمتع بهذا البرنامج الذي يرمي إلى دعم الديمقراطية مما يؤكد الثقة المتجددة للسلطات الألمانية في الديمقراطية التونسية وحرصها على مواصلة دعمها وتعزيزها.