الزواج في شمال سيناء.. بين البساطة والاصالة
رغم تغير المفاهيم وتغير العادات والتقاليد التي دخلت على المجتمعات ظلت قبائل شمال سيناء تحتفظ بكثير من عاداتهم وتقاليدهم الخاصة بمراسم الزواج بداية من الخطبة والمهر ونهاية بالحفل الذي يقام ابتهاجاً بالزواج (العرس) وتختلف عادات اهل شمال سيناء في عادات الزواج من مدينة الى أخرى حسب جذور العائلة الموقع الجغرافي للقبيلة أو العائلة ولكنهم يشتركون جميعاً في صفة الكرم والافراح التي تقام بمناسبة الزفاف.
قامت دار الهلال بجولة في ربوع شمال سيناء لتنقل صورة حية لحفلات الزواج عند اهلها التي ما زالت مغلفة بنكهة الماضي العريق الذي يتميز بالبساطة والبعد عن البذخ بعكس حفلات المدن التي تتصف بالبروتوكولات والتكلف والاسراف والتقت العديد من كبار السن الذين تحدثوا عن مراسم الزواج في البادية والحضر .
الخطبة..
حدثنا عنها الشيخ محمد ابو عياد وقال انة لها اعراف وتقاليد لا يمكن البعد عنها او تجاوزها حيث يرتبط افراد الاسر والعوائل بميثاق فعندما يريد الشاب الاقتران بفتاة يطلب الشاب او والده المشايخ والاعيان من اهل المنطقة للذهاب معه كوفد إحتراماً لوالد الفتاة التي يريد الزواج منها، حيث يتقدم اكبرهم سناً الوفد الذي يتجاوز عدده العشرين والذهاب الى والد الفتاة المطلوبة واخباره بأنهم يريدون بنته لابن فلان وبعد ذلك يكون رد والد الفتاة بعد مدة محددة بعد اخذ رأيها و موافقتها سواء كان بالقبول أو بالرفض ومن ثم يتم تحديد المهر وموعد حفل الزواج.
المهر..
وعن مهر الفتاة عند قبائل شمال سيناء قال الشيخ سويلم ابو راجح بعد الموافقة على طلب والد العريس يتم تحديد المهر الذي يختلف من منطقة الى اخرى ولكن في الغالب يكون عبارة عن حلي ذهبية وبعض الاثاث االمعيشية واشار ابو راحج الى ان للقرابة دوراً هاماً في تقدير المهر فيتم تسهيله وتخفيضه لاتمام زواج ابن العم ببنت عمه وابن الخال ببنت خاله او بنت خالته، وفى حالة عدم وجود قرابة بين اهل العريس واهل العروس يكون المهر اكثر نسبياً ولكنه في المتناول وفي الضفة الاخرى هناك آباء يحاولون البحث عن ازواج لبناتهم بمهر زهيد ما داموا يتمتعون بالشهامة والرجولة والنبل وقادرين على صيانة واحترام الحياة الزوجية والتكفل بالامور المعيشية .
حفل الزفاف يوم العرس..
تحدث لنا المهندس جلال محمد الرميلات عن حفل الزفاف قائلاً: ان عرس المجتمع البدوي في شمال سيناء يعد يوماً جميلاً يقام فيه مهرجان متكامل ابتهاجاً بالعروسين يتميز بتقاليده المتفاوتة بين منطقة واخرى ولا سيما فيما يتعلق باليوم نفسه الذي يتميز بالبساطة والمشاعر الصادقة للقبيلة بشكل عام وللاسرة بشكل خاص ، قبل العرس بثلاث ايام يبدأ السامر وهو عبارة عن تجمع كبير للرجال والنساء على ضوء القمر ، يتجمع الشباب ويشكلون صف يسمى "السامر " وتبدأ معه مراسم العرس وهو من الفنون الشعبية الاصيلة يتخلله اداء صوتي بين شاعرين، وبعد ذلك يبدأ تجهيز الولائم بذبح الجمال او مجموعة من الاغنام دون اسراف، حيث يشرف على ذبحها وطهيها الرجال وتقدم مباشرة للحاضرين على مدار 3 ايام متواصلة.
الطلاق..
يقول سالم ابو الحج ان نسبة الطلاق قليلة جداً بين قبائل شمال سيناء، ونادر ما يُقدم الرجل على طلاق زوجته، لكنه إذا أرادت الطلاق يأخذها الى ولي امرها . إلاّ أن أغلب حالات الطلاق تكون بناء على طلب الزوجة، فإذا أرادت المرأة الطلاق من زوجها لأي سبب من الأسباب ذهبت إلى شيخ القبيلة واستنجدت به للخلاص من زوجها وهو يعتبر قاضي الأحوال الشخصية يقوم شيخ القبيلة أولًا بتهدئتها، ومحاولة إرضائها وردها عن عزمها، وتهوين الأمر عليها ويحكم على الزوج بإرضاءها فإذا فعل الزوج ذلك وبقيت الزوجة كارهة له مصرة على طلاقها، طلقها أمره الشيخ بطلاقها منه في حضور والدها وكبار القبيلة .