دراسات لإنشاء سد بجنوب السودان.. خبراء: سيتسبب في تدفق المياه لمصر
أسهمت مصر في إنشاء الكثير من السدود بدول حوض النيل، كسد «أوين» بأوغندا، وكذا «خزان جبل الأولياء» بالسودان، مما يعزز العلاقات المصرية، الإفريقية، وبجانب تلك السدود، قررت مصر التعاون مع جنوب السودان مرة أخرى لأجل بناء سد جديد متنوع الأغراض، بغرض توليد الكهرباء، وتنمية السودان.
وفي هذا الإطار أكد خبراء الموارد المائية، أن ذلك السد سيكون بعيدًا عن نهر النيل الأزرق الذي بنت عليه إثيوبيا سد النهضة، فيما أوضح آخر أن الهدف من ذلك السد هو حماية بعض الأماكن والتجمعات السكنية، وتكثيف الأراضي منعًا للفيضانات.
سد «واو» بالنيل الأبيض وليس له علاقة بسد النهضة
قال الدكتور أحمد عبدالخالق الشناوي، الخبير الدولي في الموارد المائية وتصميمات السدود، إن السد الذي سيقام بمنطقة واو، بتعاون مصر مع جنوب السودان، سيتم تصميمه على بحر الغزال، حيث ينزل من جبال «رونزوري»، على الحدود الغربية لجنوب السودان، وسيكون بعيدا عن نهر النيل الأزرق الذي بنت عليه إثيوبيا سد النهضة، مشيرًا إلى أهمية المنطقة التى ترتكز في منطقة "واو" حيث يصل منسوبها إلى 416.5 عن سطح البحر، كما أن المستنقعات عند منسوب 390، موضحًا أن السؤال المطروح هو أن المياه التي سيتم حجزها في تلك المنطقة ستسرب إلى أين من بعد ذلك؟.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن تصريف المياه من بعد ذلك يجعلها تنزل إلى المستنقعات، حيث إن الأرض في تلك المنطقة كلها مستنقعات، مفيدًا أن هذا يجعل تلك الأرض تحتاج إلى تصميم أكثر من سد لحجز المياه ليتم الاستفادة منها في مصر، بدلًا من ضياعها في المستنقعات.
وتابع الخبير المائي، أن الماء في تلك المنطقة محملة بالطمي، مما يجعل الأهمية القصوى في تصميم السدود هو عملها بطريقة لا يجعلها تطمي، بمعني أن المياه تمر من السد، ويظل الطمي أمام السد، مما يتسبب في سده.
وأضاف أن جبال «الرونزوري»، ينزل منها أكثر من نهر، وتتجمع معظم الأنهار عند «واو»، مشيرًا إلى أنه قام بعمل مشروع يمكن من جمع تلك المياه التي تتجمع عند منطقة واو، لتنزل على النيل الأبيض، ومن ثم على مصر، بعيدًا عن السد العالي، لتصبح بذلك مثل إيراد نهر النيل 6 مرات، وكذلك توليد الكهرباء ليصل إلى 34 جيجا وات، حيث يتم توزيعها على السودان، وجنوب السودان، ومصر، بحيث تأخذ مصر 20 جيجا، بجانب وجود 6 جيجا فواقد.
التعاون المائي بين مصر والسودان يحقق الرفاهية للبلدين
قال الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير المائي بالأمم المتحدة، وأستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، إن مصر شاركت ولا تزال تشارك في دراسات، الجدوى الفنية الإنشائية الخاصة بإنشاء سد في منطقة «واو»، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك السد هو حماية بعض الأماكن والتجمعات السكنية، وتكثيف الأراضي منعًا للفيضانات.
وأضاف في تصريحات لـ«دار الهلال»، أن السد سيجعل هناك استمرارية، لتدفق المياه من جنوب السودان لمصر، إلا أن إنشاءه لا يزال تحت الدراسة.
وتابع، مشروع السد يسبق إنشاء سد النهضة بسنوات عديدة، موضحًا أن إنشاء سد النهضة يمكن أن يشجع المزيد من دول حوض النيل من إنشاء السدود، إلا في حالة التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف في ملف سد النهضة.
وأوضح أن هناك الكثير من المياه المهدرة في جنوب السودان، وأن السودان ليس في حاجة إلى المياه بقدر حاجتهم إلى المعونات الصناعية، والخدمات التعليمية، وحال تحقيق تعاون مائي بين مصر والسودان من الممكن أن يحقق الرفاهة لمصر وجنوب السودان، حيث أن الهضبة الاستوائية تشهد هدر الكثير من المياه بها.
وتابع: في حالة إنشاء مشروعات على بحر الغزال وبحر الزراف، وكذلك تطهير نهر النيل من الحشائش والأشجار يمكن أن يعود بالنفع على مصر وجنوب السودان، إلا أنه سيكون أكبر على مصر، في الحصول على المياه.