أعلن دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين المعروف بـ "الدير الأبيض" في سوهاج، للأقباط الأرثوذكس، غلق أبوابه خلال أيام صوم الرسل، قبل أن يعاود فتح أبوابه مرة أخرى بدءا من 19 يوليو المقبل، على أن يقتصر الحضور على صلوات القداسات فقط إلى جانب زيارة معالم الدير.

وشدد مجمع رهبان الدير بعدم السماح بالمبيت أو تواجد البائعين داخل أو خارج أسوار الدير، والالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدًا أن أبواب الدير ستظل مفتوحة أمام المصليين بصفة يومية.  

كانت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قد قررت تفويض الأساقفة ورؤساء الاديرة في قرارات فتح أو استمرار غلق الكنائس طبقًا لمنحنى الإصابات بفيروس كورونا المستجد، والوضع الوبائي فيها.

والدير الأبيض هو أحد أهم وأشهر الآثار القبطية في مصر، وأهم الأديرة السياحية بمحافظة سوهاج، حيث اعتمد وزير الآثار مبلغ 100 ألف جنيه في شهر أغسطس 2019 لاستئناف العمل بمنطقة الحفائر داخل الدير، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في أعمال الترميم لبعض المواقع داخله، حيث يقع الدير في الجنوب الغربي من مدينة سوهاج.

يعود تاريخ إنشاء الدير يرجع إلى نهاية القرن الرابع الميلادي، وبداية القرن الخامس الميلادي، وتم وصف كنيسته بالرحابة، واحتوائها على جثامين من تلاميذ السيد المسيح، وأشار المقريزى إلى حراب هذا الدير في أيامه، وعدم احتوائه على أي من عناصره، سوى الكنيسة، وذكر مساحته خمسة أفدنة إلا ربع، وكذلك أشار أيضا إلى تقلص مساحته، وذكر هذا الدير الكثير من المؤرخين، والخططيين، والسائحين، مما يدل على عظته وقدمه.

  وسمى بالدير الأبيض لأنه مبنى من الحجر الجيري، بالإضافة إلى الأحجار الأخرى المستخدمة في البناء، ويتبع كنيسة الدير أسس التخطيط "البازيليكى" المسيحي، إذ تمتد من الشرق إلى الغرب، ومقسمة إلى ثلاثة أجزاء وهي من الغرب إلى الشرق "دهليز المدخل، والصحن، والهيكل"، وتأخذ هذه الكنيسة شكل المعبد الفرعوني من الخارج، فهي ذات جدران خارجية، تحتوي على كرانيش، وتفاصيل فرعونية أخرى.