بعد نجاح زيارة الرئيس السيسي إلى بغداد.. أبرز ما حققته القمة المصرية العراقية - الأردنية
استطاعت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي استعادة مكانتها الإقليمية والعالمية جراء الجهود التي تبذلها القاهرة في الداخل والخارج والحفاظ على مقدرات الشعب العربي وتجلى ذلك قي القمة المصرية العراقية - الأردنية التى عقدت أمس في العاصمة العراقية بغداد، إذ عاود الرئيس السيسي، إلى أرض الوطن، عقب مشاركته في القمة الثلاثة حيث ناقش كافة الأوضاع المطروحة على الساحة السياسة فضلا عن ملف أمن المياه وسبل تعزيز التعاون المشترك بين الدول الثلاث.
وأعلنت الولايات المتحدة ترحيبها بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وملك الأردن عبد الله الثانى إلى العراق، وذلك حسبما جاء في بيان على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية" أن الولايات المتحدة ترحب بالزيارة التاريخية التي جرت أمس التى قام بها الرئيس المصرى وملك الأردن لبغداد".
ووفقا للبيان: "فإن هذه الزيارة تعتبر خطوة مهمة في تقوية الاقتصاد الإقليمي والروابط الأمنية بين مصر والعراق والأردن وتعزيز الاستقرار الإقليمي".
وخلال السطور التالية نرصد أبرز الأحداث التي شهدتها القمة المصرية العراقة الأردنية.. في القاعة الرئيسية بالقصر الجمهوري، استقبل الرئيس العراقي برهم صالح، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وظهرت في خلفيتهما لوحة جدارية كبيرة مربعة الشكل، كُتب عليها "وادي الرافدين مهد الحضارة الأمر الذي يعكس عمق وأصاله الفن العراقي الذي يعتبر جزء لا يتجزء من تاريخ وثقافة البلد.
كما شارك السيسي، في اجتماع رباعي ببغداد مع برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق، وأكد خلال الاجتماع تطلع مصر إلى تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء سواء في الإطار الثنائي أو الإطار الثلاثي المصري العراقي الأردني، والانطلاق سوياً نحو آفاق واسعة من الشراكة الاستراتيجية الممتدة تهدف بالاساس لتعزيز العمل العربي المشترك، لاسيما في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الدول الثلاث
الاستفادة من التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب والبناء
في المقابل، رحب الرئيس العراقي بأخيه الرئيس ضيفًا عزيزًا على بغداد، مؤكدًا اعتزاز بلاده بزيارة الرئيس والتي تعد الزيارة الأولى لرئيس مصري إلى العراق منذ أكثر من 30 عامًا، وعمق الروابط التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وحرص بلاده على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعبين الشقيقين، وكحجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر إقليمياً ودوليًا.
وأثنى الرئيس العراقي عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من على التجربة المصرية الناجحة في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية الشاملة، و رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرات المصرية في إطار الجهود الحالية لإعادة إعمار العراق، فضلاً عن الاطلاع على الجهود المصرية الحثيثة في مكافحة الإرهاب والتطرف، عن طريق زيادة التواصل والتنسيق بين المؤسسات المعنية في البلدين.
وشهدت القمة لقاء حول التباحث بشأن تطورات مسارات التعاون المختلفة في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، وتم التوافق بشأن استمرار التنسيق والتشاور تجاه كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المتبادل، بهدف توحيد الرؤى والتحركات، ودعم العمل العربي المشترك وبذل الجهود اللازمة لصون الأمن القومي العربي.
وتطرق اللقاء إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن الجهود المصرية العراقية لتعزيز أطر التعاون الثلاثي مع الأردن، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار.
العلاقات الثنائية المصرية الأردنية
وأكد السيسي الحرص على التشاور والتنسيق المستمر مع شقيقه العاهل الأردني في ضوء ما يتمتع به البلدان الشقيقان من روابط تاريخية وطيدة وعلاقات أخوية على المستويين الرسمي والشعبي، معربًا عن التطلع لمواصلة التنسيق القائم بين البلدين على مختلف المستويات، سواء ثنائياً أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع العراق، لاسيما في ظل تعاظم التحديات التي تواجهها المنطقة.
وأكدت مصر على تضامنها ودعمها للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وقيادتها، كما أن أمن الأردن هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ودعم مصر لمسيرة التنمية التي يقودها جلالة الملك عبدالله، ومساندته في كافة إجراءاته وجهوده للحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد أي محاولات للنيل منها. التعاون في ملف الطاقة ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وعلى الجانب الآخر أكد العاهل الأردني اعتزاز بلاده بالعلاقات شديدة الخصوصية والروابط القوية التي تجمعها بمصر على جميع المستويات، مشدداً على حرص الأردن على تعميق التنسيق والتشاور المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا، وكذلك تطوير آفاق التعاون الثنائي في ظل مردوده الهام على المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين واستقرارهما وازدهارهما، فضلاً عن أهمية ومحورية الدور المصري بالمنطقة، بما يساهم في مواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها الأمة العربية.
كما شهدت القمة استعراض مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصةً ما يتعلق بالتعاون في ملف الطاقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، مع الترحيب في هذا الصدد بنتائج اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة التي اختتمت أعمالها في ۲۳ مارس الماضي، فضلاً عن بحث الآليات الفعالة من أجل تنفيذ المشروعات المتفق عليها في إطار آلية التعاون الثلاثي مع العراق.
أحداث غزة الأخيرة
وحول أحداث غزة الأخيرة وتصعيد الاشتباكات بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال، تناول اللقاء تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين في هذا الإطار، على هامش الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، حيث أشاد العاهل الأردني في هذا الإطار بالجهود المصرية الحثيثة التي أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومبادرة مصر لإعادة إعمار القطاع.
وعلى مستوى العلاقات البرلمانية بين القاهرة وبغداد التقى السيسي محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب العراقي، حيث أكد حرص مصر على مواصلة العمل على تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، خاصةً على الصعيد البرلماني، أخذاً في الاعتبار ما سيساهم به ذلك في تعزيز التواصل بين الجانبين على المستويين الرسمي والشعبي.
سد النهضة والأمن المائي العربي
كما شهدت طاولة الحوار الحديث حول ملف سد النهضة، وشدد مصر حرصها على الحفاظ على الأمن المائي العربي، مرحبة بموقفي العراق والأردن المساندين للموقف المصري بشأن سد النهضة، وقالت مصر إن هذه القضة تمثل إحدى أولويات السياسة المصرية، لتهديدها المباشر للأمن القومي المصري بمختلف جوانبه، مجدداً التأكيد على أن موقف مصر الثابت يقضي بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.