رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المهرب الجديد لإخوان تركيا!

28-6-2021 | 17:15


إسلام كمال,

خلال الأيام الأخيرة، اشتعلت بورصة التوقعات ذات الخلفية المعلوماتية التحليلية والاجتهادات السوشيالية غير المنطقية، حول الملجأ الجديد الذي سيستقبل الإخوان الخونة الهاربين من تركيا بعد التضييقات الأردوغانية عليهم لتهدئة المصريين، في إطار تفاهمات برجامتية تعطلت عن عمد من أطراف إقليمية، بخلاف ألاعيب الأتراك.

وتشمل القائمة المقترحة، دول جنوب شرق أسيا الإسلامية ذات الأنظمة الإخوانية، ومنها ماليزيا وإندونيسيا، خاصة أن الأجواء سلبية بشكل ما، خلال السنوات الأخيرة، وكان قد تردد اسمهما كملجأ للإخوان المصريين الخونة، في كل أزماتهم التى تعرضوا لها.

وتم استبعاد قطر بشكل مؤقت بعد التفاهمات المستمرة بين القاهرة والدوحة، والتى تسير بشكل مقبول حتى الآن، وسط ترقب مصري حثيث.

 وهناك ترديدات حول بريطانيا، بؤرة نشاط التنظيم الدولي للإخوان، وهذا ليس مستبعد بالمرة خاصة مع تواجد المرشد نفسه هناك، ولكن سيكون إطار تفاعلهم أهدى، كما هو الحال مع المرشد، الذي لا يظهر تقريبا.

وأحاديث تدور حول دور للإخواني الصهيوني منصور عباس في ترسيم الحدود الجديدة للتنظيم الدولي للإخوان، في الصورة الذهنية العالمية، ومنها تحويل الأنظار عن أمثال زوبع وناصر ومطر، كما يتم بين الحين والآخر مع المدعو محمد على.

وبذكر محمد علي، لم تستبعد تصورات أن تكون إسبانيا بين الخيارات، خاصة أن لها موقف سابق مع السلطات المصرية في رفض تسليم المدعو علي، في عدة حالات.

وكان غريبا أن تركز السوشيال ميديا على إثيوبيا كملجأ ممكن، لتركيزها على استفزاز مصر لضرب السد الذي يعانى من أخطاء فنية كثيرة، من شأنها تدميره أو على الأقل عدم الاستمرار في تخزين كميات كبيرة من المياه وراءه، وبالتالي تحميل المصريين مسئولية كارثتهم، التى يخفونها عن شعبهم المغيب.

وأخيرا، ظهر احتمال مختلف بدعوة الحوثيين لهؤلاء الإرهابيين الإخوان بتوفير ملجأ لهم في مناطق سيطرتهم باليمن، في تطور خطير ينهى على أي تقارب محتمل بين مصر وإيران، والأغرب إن قائد الحوثيين كان كثيرا ما يحاول استرضاء مصر في عدة مواقف، حتى إنه عرض ذات مرة التدخل لدى أديس أبابا لتهدئة الخلاف المائي معها، ودعم القاهرة في عدة مواقف أخرى، وبالتالي فهذا التحول ما هو إلا موقف صبياني جديد من هذا الطفل المدلل لإيران، ليرسم سياسات هذا النظام الشيعي المتزمت خلال الفترة المقبلة تجاه مصر، أم أن هذا المختل الحوثي اجتهد بشكل شخصي فورط النظام الإيراني الجديد مع القاهرة؟!، لا أتوقع ذلك، فهو لا يتنفس إلا بأمر ولية نعمته طهران.

من ناحية أخرى لا أتصور أن الإخوان الجبناء من أمثال ناصر ومطر وزوبع وغيرهم سيذهبون لمناطق الصراع الحوثي، لأنهم يكتبون بذلك نهاية سريعة لأنفسهم.

والمغرب، ليست بعيدة عن المقترحات المرددة، فالحكومة المسيطرة هناك منذ سنوات إخوانية، والعلاقات المصرية المغربية متوترة بشكل ما خلال السنوات الأخيرة، وهناك عدة مواقف دالة على ذلك، ومنها التعاون المغربي الإثيوبي، وكان إخوان المغرب من أقوى المهاجمين لمصر بعد أحكام الإعدامات النهائية الأخيرة في قضية رابعة.. لكنى لا أتصور أن العاهل المغربي سيصعد الأمور إلى هذا الحد، الذي لا رجعة فيه مع القاهرة، خاصة مع انهيار معسكره القطري التركي بشكل ما.

وطالما نحن في المناطق المغاربية، فسيكون من الصعب الولوج على تونس، حيث النظام الإخواني الأكثر إثارة خلال الفترات الأخيرة، لكن من المستبعد أن يتخذ قرارا كهذا، في وقت يعانى فيه بقوة داخليا مع التيارات السياسية والشعبية المعارضة له، بخلاف التوترات الكبيرة بين حزب النهضة الإخواني ومؤسسة الرئاسة التونسية.

مهربهم الجديد، ليس الشغل الشاغل لي بشكل مباشر، لكنه سيكون مؤشرا لما هو أبعد من ذلك، ومنها رسم الصورة الجديدة للشرق الأوسط، وهذا ما يهمني.. لنترقب.