بالفيديو...تبطين ترع مصر.. حكاية دولة تحتضن كل قطرة لمياه النيل (خاص)
يصر النيل أن يستكمل رحلته من مجاهل أفريقيا حتى يلتقي بالبحر المتوسط على مدى المستقبل على غرار تاريخ العطاء لآلاف السنين، بإرادة الله، وبيد الدولة التي تحافظ على كل قطرة ماء لتوفير مستقبل آمن وحياة كريمة، فمن حفروا قناة السويس هم من زادو الإبحار بها بقناة جديدة، ومن يعشقون النيل يحتضنون كل قرية منه الآن في المشروع القومي لتبطين الترع.
ومن خلال تنفيذ الحكومة توجيهات الرئيس السيسي بتبطين ترع مصر،يبلغ إجمالي أطوال الترع التى يستهدفها المشروع 20 ألف كم على مستوى المحافظات على مرحلتين، وتبلغ أطوال ترع المرحلة الأولى (7000) كم تنتهي عام 2022، وتبلغ أطوال الترع التى تم تبطينها خلال عام 2020 (511.2) كم، ويبلغ إجمالي أطوال الترع التى تم الانتهاء من طرحها (4026) كم.
وفي الدقهلية جاءت ترعة قرية الكمال مركز تمي الأمديد ( ترعة الشون العليا) بزمام ري السنبلاوين، وهي أطول الترع هناك، حيث تباشر وزارة الري أعمالها بجدية، ويبلغ طول الترعة ١٣.٣٩٥ كم بزمام الإدارة المركزية للموارد المائية والري بمحافظة الدقهلية، حيث شرح مستوى الانجاز.
وعن مراحل التبطين أشار لـ (بوابة دار الهلال)، المهندس سامح صالح مشرف تنفيذي لمشروع تبطين ترعة الشون العليا بالدقهلية ، في حوار خاص، إلى أن تبطين الترع مشروع عظيم، وقال: "تعود الفائدة منه على الدولة وعلى الفلاح، فتبطين الترع يعمل على ترشيد المياة وعدم أهدارها وتوفير الوقت والجهد ، فالقليل من الماء يكفي لري الاراضي دون إهدار وسرعة ري المحاصيل ، كما يعمل على الحد من انتشار الأمراض حيث المخلفات التي كانت تلقى في الترع من مخلفات وحيوانات نافقة وغيرها".
ويعمل التبطين أيضا على زيادة الإنتاج ووفرته. وواصل حديثه قائلا: ترعة الشون العليا عبارة عن 14 كيلومتر، وعندما تفتح وزارة الري الترعة لري المحاصيل الزراعية والأراضي تصل المياة للأراضي في خلال 4 أيام تقريباً ، أما بعد التبطين تصل المياة للأراضي في خلال ساعات قليلة ، وأول قطعة أرض من فم الترعة تأخد قدرها الكافي من الماء مثلها كمثل أخر قطعة أرض على الترعة ، والتي كانت تعاني من وصول الماء إليها.
وأضاف: بالنسبة للمخالفات التي كانت تحدث من إلقاء المخلفات العضوية والقمامة في الترع وردم أمام البيوت ، فنحن الآن نرجع الوضع لطبيعته الأساسية ، بالحفاظ على الطريق والجسر التابع للطريق ،ونأخذ منسوب الترعة بحيث المياه تصل بسرعة ، كل هذا من أهمية التبطين.
وتابع: "كما يوفر تبطين الترع الكثير والكثير على الدولة ، فكانت الترعة تصرف آلاف مؤلفة ، ففي كل موسم لزراعة المحاصيل كان لابد من تطهير الترع وذلك عن طريق الحفارات ، لأن الترعة كلها أصبحت خرسانية من الجانبين والقاع، فالبتالي التبطين يزيد من سرعة أداء المياة ومن سرعة وصول المياة للأراضي. وزيادة على ذلك لا يوجد إهدار للماء ، والتربة لا تتطلب الكثير من الماء للري، فالبتالي توفير في نسبة استهلاك المياة ، والفلاح بيروي أرضه والمياه ماتزال موجوده لو أراد الري مرة أخرى أو تزويدها بالماء بعد ذلك".
أما عن مراحل الانجاز فواصل المهندس سامح حديثه قائلا: "مشروع تبطين الترع له وقت محدد للانتهاء من العمل فيه وهو عام ونصف بتبطين 14 كيلومتر من ترعة الشون العليا ، ونحن الحمد لله قمنا بإنجاز نسبة 35%من المشروع في مايقرب من 3شهور فقط ، فنحن سابقين المعدل الزمني بمراحل ، ومعنا طقم إشراف " المهندس محمد حامد مدير المشروع ، والمهندس علاء استشاري ، والمهندسة سمر مهندسة الري" ، وصراحة كل الناس متعاونة معنا والأهالي كلها متعاونة وربنا ييسر الحال ونسلم المشروع على أكمل وجه إن شاء الله".
وأضاف: أما عن مراحل العمل والتي تمر ببعض الخطوات وهي:
أولا: تنزيل حفارات تبدأ في تطهير الترع ، وترفع على مناسيب الطريق ، ومناسيب احنا ماشيين عليها من بداية الترعة لنهاية الترعة.
ثانياً: تنزيل مواد البناء "الدبش" على يمين ويسار الترعة بالمعدات الموجودة معنا مثل(اللوادر - الجرارات - التريلات) .
ثالثاً: ينزل البنائين لبناء الدبش في الترعة. -رابعاً: ينزل النجار لشد الخشب. -خامسا: وضع الخرسانة وهذه أخر مرحلة بتبطين الترعة.
وأنهى حديثه قائلا: نحن نكاد نحفر ترعة من جديد ، فالتعديات على أملاك الري والردم ، كل واحد بيردم أمام بيته ، ومن يوسع أمام أرضه فيعتبر ثلث الترعة مردوم ، ونحن نعتبر بنرجع الوضع لطبيعته ولما كان يجب أن يكون عليه ، وهذا يأخذ وقت أطول وتعب ويأخذ مجهود ،لكن الحمد لله ماشيين مع المعدل الزمني للمشروع بل وسابقين له".
وقال بسيوني الشهاوي لبوابة "دار الهلال": "مشروع تأهيل وتبطين الترع يعتبر من أهم وأحسن المشاريع القومية التي تمت في الفترة الأخيرة لصالح الدولة والفلاح وذلك لتوفير وإدارة المياه ، في بداية الموضوع تم تبطين حوالي 4 كيلو ، إحنا كنا شغالين في بداية الترعة من الفم واحنا جايين ، وبعدين وقفنا التبطين هناك لفترة علشان موسم الرز وعشان بردو الفلاح مينضرش في زراعته، لأننا في المقام الأول والآخير بنعمل لخدمة وراحة الفلاح".
وواصل قائلاً: "وبعدين اخترنا المكان المناسب اللي مش محتاج مياه كتير في نهاية الترعة ،عشان الأرض تتزرع عادي والفلاح ميتعطلش ونكمل عمل في الترعة ، وإحنا بناخد 100متر وبعدين 100متر. - إحنا بنعمل سدود على 200 متر ، وترعة الشون العليا في ترعة تانية بتغذيها من الخلف "ترعة الفردوس" ، وعندما ننهي العمل في المساحة المحددة وهي100 متر بنزيل السد ، وتعود المياه لمجراها الطبيعي من الخلف ، ومن الامام المياه بتكون شغاله ، بالتالي المياه بتقطع عن الجزء الجاري العمل فيه وبعد الانتهاء منه بتوصل ليه المياه تاني في خلال اسبوع".