يعاني الكثير من الاكتئاب بدرجات متفاوتة وهم لا يعلمون أن سبب رئيسي لمشكلتهم هو الأرق الذى يجعلهم لا يأخذون القسط الكافي من الراحة المناسبة لأجسامهم وذهنهم مما يجعله يعمل بشكل صحيح، ووفقًا لدراسة أجراها أطباء نفسيون في جامعة بريستول ونشرها موقع ديلى ميل الإخباري، يعاني حوالي ثلاثة أرباع مرضى الاكتئاب من الأرق بدرجات متفاوتة ، مع إصابة النساء أكثر من الرجال.

وعلى مر السنين تم وصف أدوية مختلفة  للاكتئاب بجرعات مختلفة، ولكن تأثيرات الأدوية ضئيلة  وتحتاج لوقت طويل ليظهر أثارها وفى الدراسة الجديدة تم اكتشاف أن العلاج الزمنى هو أفضل علاج لحالات الأكتئاب الشديدة، وكان أول من استخدم هذا العلاج هو البروفيسور ديفيد فيل، الطبيب النفسي في معهد الطب النفسي في مستشفى مودسلي في جنوب لندن، والذي أكد أن العلاج يتضمن إجبار الشخص على السهر ثم ضبط مواعيد نومه تدريجيا وذلك "إعادة ضبط" ساعة الجسم، والتي يقال إنها تحسن النوم، ونتيجة لذلك، المزاج".

وبحسب الدراسة تستغرق العملية خمسة أيام، وفي الليلة الأولى يبقى المريض مستيقظًا طوال الليل، ولكن في الأيام التالية  تدريجيًا تقل ساعات السهر حيث  ينامون في اليوم التالي بين الساعة 5 مساءً و 1 صباحًا؛ ثم 7 مساءً و3 صباحًا ، وفي اليوم الرابع 9 مساءً و 5 صباحًا في الليلة الخامسة واللاحقة ينامون بين الساعة 11 مساءً و 7 صباحًا ومن بعدها يشعرون بتحسن فى قدرتهم على النوم دون الشعور بالأرق وبهذا يتحسن مزاجهم وحالتهم النفسية.

ويشير تحليل 16 دراسة نُشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية في عام 2019 إلى أن العلاج يمكن أن يكون له تأثير فوري (في غضون أيام) - وخلص الباحثون إلى أنه  تفوق  على العلاجات الأخرى مثل العلاج النفسي أو مضادات الاكتئاب أو التمارين أو العلاج بالضوء '' لعلاج الاكتئاب على المدى القصير، لأن "العلاجات القياسية للاكتئاب - الأدوية والعلاجات بالكلام وأنواع أخرى من تغيير السلوك قد تستغرق من خمسة إلى ستة أسابيع للحصول على استجابة".

وفي تجربة صغيرة لـ 60 مريضًا في Mauds-ley في عام 2018 ، حيث خضع نصفهم لدورة العلاج الزمني لمدة خمسة أيام ، تحسنت أعراض  الاكتئاب لدى هؤلاء المرضى بنسبة 50٪ في أسبوع ، و 70٪ في غضون ستة أشهر.