مثقفون وكتاب يشيدوا بالنقلة الحضارية لمعرض الكتاب.. رقي وتنظيم وخدمات متميزة
تبدأ الدورة 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب غدًا وتضم 756 جناحا و 823 دار نشر وبمشاركة 25 دولة من مختلف قارات العالم وذلك بحسب بيان أصدرته وزارة الثقافة المصرية.
ولا يخفى على أحد النقلة المكانية والحضارية التي نعم بها معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ دورته الخمسين في عام 2019.
حيث تم نقله من أرض المعارض بمدينة نصر إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس وذلك بعد تهالك أرض المعارض بمدينة نصر بشكل كبير وكثرة سوء الخدمات والتنظيم في الفترات الأخيرة كذلك عدم التنظيم الجيد ومعاناة الناشرين ودور النشر لتلف الكتب بسبب مياه الأمطار، لذلك كان قرار نقل معرض الكتاب لمكانه الحالي بالتجمع الخامس وهو المكان المجهز بأحدث التقنيات العالمية في مجال الصناعات الثقافية وتسويق الكتب وجودة الخدمات المقدمة كذلك حماية إنتاج الناشرين.
وبعد مرور عامين على نقل المعرض، تواصلنا مع كتاب ومثقفين للإدلاء بآرائهم حول ذلك، قالت الروائية ميرڤت صبحي ناشد عن تنظيم المعرض هذا العام : إنه بعد اجتماع اللجنة الإدارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب عن دورته الـ 52 لسنة 2021 وذلك بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، ودت أن تشكرهم علي مجهوداتهم الخاصة بالمعرض وإقرار حجز التذاكر للجمهور إلكترونياً فذلك يسهل الكثير من التنظيم والترتيب ومنعاً للتزاحم علي البوابات، وذلك بالطبع مع وجود الإجراءات الاحترازية واعتماد عقوبات تصاعدية علي المخالفين للإجراءات من المنظمين أو الناشرين أو الجمهور.
وأكدت ميرڤت: أن النقلة المكانية للمعرض ممتازة لأنه يقام علي مساحات واسعه يتم تقسيم دور النشر فيها علي قاعات وممرات حتي يسهل للزوار التنقل من خلالها ونقل معرض الكتاب من أرض المعارض إلى التجمع الخامس فرصة لوجود والتفات الزوار للمباني الحديثة حيث التنظيم لعرض الكتب وإقامة الندوات الثقافية أيضاً.
فيما صرحت الكاتبة عبير قورة :أن تقييم المعرض هذا العام صعب بسبب كورونا ولأنه لم يُقم بعد؛ لكن مبدئيًا ا يبدو الأمر جيدًا من حيث الحماية من العدوى بمنع ما من شأنه أن يسبب تكدس أو تجمعات كبيرة مثل الندوات وحفلات التوقيع لكن لم يمنع هذا من خيبة أمل العديد من المؤلفين الذين كانوا ينتظرون فاعليات كثيرة كانت ستغدو بمثابة ترويج وإعلان عن عملهم الإبداعي في المعرض .
وعن خطوة الحجز الإلكتروني قالت عبير :أعتقد خطوة فعالة جدًا لأنه دائما ما يكون هناك ازدحام في محاولة الحصول على تذكرة دخول المعرض فيها إضاعة للكثير من الوقت وخاصة أنه لا يجب الوقوف في تزاحم في ظل الأزمة الخطيرة الخاصة بفيروس كورونا، والتطور في الحجز إلكترونيا أصبح سمة عامة لغالبية الحفلات والفاعليات فهذا أولى أن يحدث في معرض الكتاب.
وأوضحت الكاتبة: أن المعرض في شكله الأخير في مركز مصر للمعارض الدولية أكثر رقيا وتنظيمًا من مكانه السابق في أرض المعارض بمدينة نصر.
وفي سياق متصل قال الكاتب شريف مصطفى كامل :أن تنظيم المعرض بالإجراءات الاحترازية هذا العام خطوة ضرورية للحد من التزاحم والحفاظ على الحالة الصحية العامة، كما يتمنى أن يكون المعرض بتنظيم جيد ووعي الجمهور بالإجراءات الوقائية.
وعن مكان المعرض حاليًا يقول :بالنسبة لي مكان معرض الكتاب في التجمع الخامس أفضل، فالصالات أكثر تنظيمًا وتنسيقًا، ربما فقط توفير المواصلات هو العائق لبعض الجمهور الذي أتمنى أن يكون بصورة أفضل هذا العام.
بينما صرحت الكاتبة والإعلامية هبة حسب أن تنظيم المعرض على هذا النحو الإلكتروني هو محاولة جادة لإيجاد حل ينقذ الناشرين من حالة الخسارة التي يتعرضون لها في حالة إلغاء المعارض، مع محاولة تأمين السلامة والصحة للزائرين مع استيعاب الأعداد الهائلة التي تنتظر المعرض لزيارته كل عام، كل هذا بالإضافة لأهمية السيطرة على التدافع والوجود بأعداد كبيرة داخل حيز جغرافي محدد.
وأكدت هبه : أن تنظيم المعرض هذا العام يمثل تحديًا كبيرًا على المُنظمين مضيفة، أننا سنفاجأ بتنظيم فعال يخدم الغرض دون المغامرة بالصحة العامة، وفيما يخص النقلة المكانية للمعرض أوضحت، أن هذه هي فائدة الخطط طويلة الأجل أو التي تنظر لحل المشكلات على المدى البعيد.
وتابعت :"تخيلي معي كيف يكون الوضع حين نضطر لتنظيم وإقامة المعرض في مكانه القديم بتلك الأعداد المتزايدة للزوار؟ وفي ذلك النطاق المحدود الذي يقع بشكل أو بآخر داخل أحد أهم الأماكن الحيوية في القاهرة. هل تعتقدين أنه من الممكن تنظيم مثل ذلك الدخول الالكتروني في المعرض بمكانه القديم؟؟ أعتقد الإجابة "لا" بلا شك."
وصرح الكاتب ميشيل حنا : أن التحول الرقمي الآن هو ضرورة وليس رفاهية. ربما كان يجب أن تتم هذه الخطوة منذ سنوات، ويعتقد أنها يجب أن تستمر في عالم ما بعد كورونا. وتابع : ربما يبدو الأمر مبكراً للحكم، لكن كانت هناك مشكلات كثير في التسجيل لحجز تذاكر المعرض و ربما كان يجب ضخ المزيد من الأموال في المنصة لجعلها أكثر احترافية وكفاءة.
وعن رأيه في المكان الجديد لمعرض القاهرة الدولي للكتاب للعام التالي، قال : إنه يحن دائماً إلى أرض المعارض بمدينة نصر، حيث كان يحضر منذ كان طفلًا، مضيفًا أن المكان هناك أوسع وأرحب وأكثر ترحابا وحميمية.
ولا يستطيع أن يقول إن المكان الجديد سيئ لكنه بكل تأكيد أضيق وفقير في التصميم وبه تكرار ورتابة، كأنني أتجول في عالم بلاستيكي. لو الأمر بيدي لعدنا إلى أرض المعارض القديمة.
وبالنسبة لمسألة تأثير ذلك على الصورة العامة للمعرض، فأعتقد أننا يجب أن نتخلص من مسألة القلق على صورتنا أمام الأجانب، وأن نفعل ما يريحنا ويناسبنا.
وفي نفس السياق قالت الروائية شيرين سامي: أرى أن التنظيم سيكون جيد ومناسب وبه جهد مبذول حتى يتم التحكم بسلامة الزوار.
في الأعوام التي أقيم بها المعرض في مكانه الجديد أتى تنسيق عرض دور النشر للكتب الجديدة بشكل أخاذ، نظيف ومنسق، هذا قد لا يروق البعض ممن يبحثون عن الذكريات القديمة وحميمية العشوائية. أرقام الأجنحة تسهل الوصول لها، تواجد دور النشر في محيط واحد جنبنا مشكلة المشي الطويل للوصول لدور نشر بعينها.
وتابعت : المكان أنيق يدعو للفخر والبهجة، المطاعم على أعلى مستوى، الحدائق والزهور والنافورة كلها أشياء تدعو للبهجة مع بهجة شراء الكتب ومقابلة الأصدقاء. تبقى الصعوبة في التفتيش أكثر من مرة مما أدى إلى طوابير طويلة وحلزونية أحيانا. معرض مشرّف ويدعو للبهجة. ينقصه القليل من تنظيم الدخول وتخصيص أكثر من جراج سيارات بأكثر من منفذ، وزيادة الموصلات العامة حتى لا نترك الزوار لاستغلال سيارات الأجرة.
وختمنا حديثنا مع الروائية دينا شحاتة التي قالت: إن المجهود الذي تم من أجل تنظيم المعرض تزامنًا مع جائحة كورونا مجهود كبير ابتداء من تأجيل ميعاد المعرض المتعارف عليه في يناير والتشديد على الإجراءات الاحترازية والحجز أون لاين وإلغاء الفعاليات الثقافية
وتابعت : أن خطوة الحجز أون لاين خطوة مهمة في العموم بعيداً عن جائحة كورونا لأنها توفر مجهود كبير ووقت وطريقة الحجز سهلة جدا لا تستغرق أكثر من دقائق كما تفضل أنه يتم اعتمادها دوما السنوات القادمة.
وعن النقلة المكانية للمعرض أكدت :بالطبع تتطور شكل المعرض من الصورة القديمة "الخيام ” للصورة الحالية تطور عظيم ويوفر على الزوار جهد كبير في العثور على دور النشر المختلفة خصوصا بتوافر خريطة المعرض أون لاين والجولة الافتراضية التي قام بتوفيرها القائمين على معرض القاهرة الدولي على موقع المعرض الإلكتروني.