بعد تعويم الجنيه.. مواطنون لـ«الهلال اليوم»: الحج والعمرة لمن استطاع الدفع
لم تتوقف موجة ارتفاع الأسعار عند السلع المعيشية للمواطنين، بلغ امتدت لتصل إلى أسعار الحج والعمرة، والتي تعد أحد الشعائر الدينية المقدسة لدى المسلمين، وفرض وسنّة، اعتادوا على أدائها تكفيرًا للذنوب والمعاصي طوال العام، لكن بعد «تعويم الجنيه» وارتفاع سعر الدولار، وما تبعه من ارتفاع قيمة باقي العملات الأجنبية، وأهمها الريال السعودي الذي تخطى 5 جنيهات، وقيام السلطات السعودية بفرض2000 ريال كتأشيرة دخول للمعتمرين والحجاج القادمين إلى أراضيها، والذين سبق لهم الزيارة من قبل، وفرض رسوم 15% على تذاكر الطيران على كل راكب يستخدم المرافق والخدمات بالمطارات السعودية، كل هذه الأسباب ألقت بظلالها على ارتفاع أسعار الحج والعمرة.
وبلغت أسعار «حج القرعة»، العام الماضي 48 ألف جنيه للمستوى الأول، و43 ألف جنيه للمستوى الثاني، و35 ألف جنيه للمستوى الثالث، و30 ألف جنيه للمستوى الرابع، أما رحلات العمرة، فتراوحت بين 5 إلى 7 آلاف جنيه، لكن العام الحالي؛ أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن ارتفاع أسعار الحج بالمستوى الأول ليصل إلى نحو 87 ألف جنيه، والمستوى الثاني نحو 76 ألف جنيه، والمستوى الثالث نحو 67 ألف جنيه، والمستوى الرابع نحو 59.500 جنيه، كما وصل سعر قرعة وزارة الداخلية إلى 60 ألف جنيه، حيث ارتفعت الأسعار إلى الضعف.
خبير اقتصادي: السبب ارتفاع الريال السعودي وتعويم الجنيه
وقال الدكتور «رشاد عبده»، الخبير الاقتصادي: «ارتفاع أسعار الحج والعمرة، أصبحت أمر واقع، ولا نأمل في انخفاض الأسعار لأن الدولة، قامت بتحرير سعر الصرف، وهو ما يُعرف بالتعويم، الذي أدى إلى ارتفاع سعر الدولار بنسبة 100%، وبالتالي باقي العملات تحسب نسبة الزيادة في سعر الدولار وترفع عملتها على هذا الأساس، حيث نجد أن الريال السعودى ارتفع ليصل إلى 4.80 جنيه فى البنوك بعدما كان بـ2 جنيه أي زيادة بنسبة 120%، وشركات السياحة تحجز بالفنادق السعودية إما بالدولار أو الريال السعودى وهى لا تخسر بالطبع، وإنما تحمل الفرق فى العملة على المواطن الذى ينوى أداء الحج والعمرة».
وتابع: «أسعار العمرة في رمضان ستصل إلى 15 و20 ألف جنيه والحج إلى 100 ألف جنيه، والقرار غير المدروس بالتعويم جعل للريال السعودي وزن وقيمة، ولا نندهش من ذلك، فكل أسعار السلع المعيشية ارتفعت هي الأخرى، فمثلًا إذا كان الحاج يدفع 100 ريال، فى الغرفة، فتبلغ القيمة 4 أضعاف أي تصل الغرفة إلى 400 ريال سعودي».
وذكر: «قيام السلطات السعودية برفع تأشيرة الدخول لأراضيها إلى 2000 ريال سعودي الهدف منه ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فهناك 2 مليون سائح، قادمين إلى أراضيها من مختلف دول العالم فلا بدّ من عمل كنترول أو تحكم وضبط للأعداد الكبيرة حتى لا يستهلكوا السلع للمواطنين السعوديين وأيضًا الزحام القاتل على الخدمات واستيعاب المكان للأعداد الضخمة، كما أن لذلك القرار تأثيرات على زيادة الدخل القومى للسعودية».
ولفت إلى أن دعوة شركات السياحة لسحب القرعة من وزارة الداخلية؛ الهدف منه الانفراد بالمكاسب المالية، وانفراد شركات السياحة بتنظيم الحج والعمرة يُزيد أسعارها لأنها قطاع خاص ولا يوجد ضامن لخفض الأسعار بها عكس الحكومي الذي يمكن الضغط عليه وخفض أسعاره».
مواطنون: الحج والعمرة لمن استطاع الدفع!
وقال الحاج سالم محفوظ، صاحب الـ60 عامًا: «الحج والعمرة تضاعفت أسعارها، وكل رمضان كنت أسافر أغسل ذنوبي، وأصلي فى الحرم، لكن السنة دي مش هسافر؛ لأن العمرة ارتفع سعرها، أما الحج أنا فقدت الأمل فيه لأنه بلغ حوالي 80 ألف جنيه وهجيب منين ؟!».
ومن جانبها، وأوضحت سعدية إبراهيم، 58 عامًا: «ولادي كانوا عاوزين يسفروني أعمل عمرة رمضان، لكن الفلوس مكفتش بعد ما عرفنا الأسعار، وبشوف الكعبة فى التلفزيون، نفسي أزورها وأزور قبر النبي، لكن الأيد قصيرة، وفروض وسنن ربنا مش عارفين نعملها، وربنا يسامحني لو مت، ومعملتش حجة ولا عمرة».