رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التغيير بالبناء

30-6-2021 | 22:00


عبد الرازق توفيق,

ستظل ثورة 30 يونيو نموذجاً للتغيير الحقيقي للبناء والتعمير والتقدم وتحقيق تطلعات وآمال المصريين؛ لذلك جاءت تجربة الـ7 سنوات الملهمة تتسق تماماً مع سمو وعظمة ثورة 30 يونيو، ليقدم الرئيس السيسي درساً ومنهجاً وفلسفة، ويؤسس لمدرسة جديدة في التغيير الحقيقي بالبناء والتعمير والأمن والاستقرار واقتلاع جذور الفوضى وتوفير الحياة الكريمة للشعب، ويأتي مشروع القرن لتطوير قرى الريف المصري، ليكون نموذجاً ملهماً على طريق دولة المعجزات في التغيير الحقيقي للبناء وتوفير الحياة والمستقبل الأفضل لأكثر من نصف سكان مصر.

مدرسة شديدة التفرد والخصوصية أسسها الرئيس السيسي، بعد سنوات الفوضى والتدمير، ليعيد لمصر الأمن والاستقرار والتنمية والتقدم

التغيير بالبناء

أعظم ما في ثورة 30 يونيو، أنها جسَّدت مبدأً أخلاقياً وطنياً شريفاً، هو التغيير بالبناء والتنمية، وصولاً للتقدم وتحقيق آمال وتطلعات المصريين في حياة كريمة.

«30 يونيو» ثورة شريفة نقية تحمل في جوهرها الخير والأمن والاستقرار والبناء لمصر وشعبها، وكانت إرادة المصريين واضحة للجميع، ومطالبهم في عزل جماعة وتنظيم إرهابي غاشم، تآمر على مصر، وأيضاً بناء مصر الحديثة، والتأسيس لدولة قوية وقادرة وتحقيق آمال وتطلعات الشعب في حياة كريمة.

وتوقفت عند عبارة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال تفقده المعدات والمركبات والآلات الهندسية لجهات الدولة المختلفة، المشاركة في مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، في ذكرى ثورة 30 يونيو 2013: "إن تنفيذ المشروع القومي حياة كريمة سيعمل على إحداث تغيير حقيقي آخر في حياة أكثر من نصف سكان مصر في الريف، وهو ما يؤكد أن تغيير حياة الناس إلى الأفضل لا يكون بالشعارات والكلام، أو بالتدمير والخراب والفوضى والانفلات والحرق والتفجير، لذلك فإن ثورة 30 يونيو تبقى رمزاً لإنقاذ الوطن وانتشاله من الضياع والفوضى، ومثالاً ملهماً للبناء والتعمير والتنمية والتقدم، وتخفيف المعاناة عن المواطنين وتحقق وتلبى تطلعات وآمال المصريين في حياة أفضل".

وكانت ثورة 30 يونيو التي مرت عليها 8 سنوات كاملة ثورة من أجل الوطن، تمثل إيمان الشعب بحق مصر في الأمن والأمان، والاستقرار والبناء والتقدم والتنمية، وليست كما حدث في يناير 2011 عندما وهم المأجورون لإسقاط الوطن، وتحريضاً للتدمير والفوضى والانفلات الذى يؤدى إلى تأخير الدول واستنزاف الوقت والثروات والموارد، وإهدارًا لفرص البناء والتنمية.

التغيير الحقيقي الذي يحقق أهداف الدول في البناء والقوة والقدرة، ويحقق آمال وتطلعات الشعوب في توفير حياة كريمة آمنة مستقرة، وتهيئة المناخ للنجاح والإنجاز وتحقيق معدلات ومؤشرات تفوق التوقعات.

التغيير الحقيقي لا يعنى تعطيل الوطن عن مسيرته، وإيقاف عجلة وحركة العمل والإنتاج، التغيير الحقيقي لا يعنى إغلاق منافذ الحياة والاقتصاد، لا يعنى استهداف مؤسسات الدولة لإسقاطها وإضعافها، لا يعنى عرقلة كل محاولات ورؤى البناء والتقدم، لا يعنى نشر الأكاذيب والتشكيك، لا يعنى الخراب والتدمير والفوضى.

ما حدث في يناير 2011 يعد نموذجًا للهدم والتدمير، وإضعاف الدولة وإفشالها واستهداف مؤسسات الدولة بالحرق وتعطيل حركة الحياة، والنيل من هيبة الدولة وإسقاط سلطة القانون.

ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي يتواكب ويتماشى ويتماثل مع ما قاله من قبل إن يناير لم يكن أبداً من أجل التغيير، وإنه لم يكن تغييراً بل كان تدميراً.

التغيير الحقيقي الذى أشار إليه الرئيس مستشهداً بالمشروع القومي الفريد، وغير المسبوق في تاريخ مصر «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف المصري، هو تغيير حياة الناس للأفضل، وإحداث نقلة نوعية في شكل ومضمون الريف المصري، سواء في بناء الإنسان وما يتمتع به المواطن من خدمات تواكب العصر وأن يتحول الريف المصري وسكانه الذين يزيدون على نصف سكان مصر، في مشروع القرن الذى تتكلف كل مرحلة منه 200 مليار جنيه على ثلاث مراحل، لتصبح إجمالي ميزانية المشروع الأعظم في تاريخ مصر 600 مليار جنيه.

التغيير الحقيقي أن تخفف معاناة الناس وتعالج أمراضهم، وتزيح عنهم الهموم، وليس أن تزيد الأوجاع والمعاناة والفقر والأزمات والمشاكل، والهدم والتدمير لا يحقق سوى الخراب والضعف والتراجع، وتفاقم الأمور.

التغيير الحقيقي أن توفر للناس حياة كريمة بكل المقاييس، تتضمن السكن الكريم، والطرق الحضارية، والمياه النقية والخدمات اللائقة من كهرباء وغاز، وتخلق لهم فرص العمل، وتيسر لهم سرعة الوصول إلى تحقيق الخدمات في منشآت موحدة تلبى كافة مطالبهم، أن تفسح المجال لأطفالنا وشبابنا لممارسة هواياتهم ورياضاتهم والتفريغ لطاقاتهم، أن تخلق مجتمعاً جميلاً في الشكل والمضمون، وأن تمنع وتتصدى لإهدار ثروات وأراضي الدولة الزراعية، أن توفر العلاج الناجع الذى يشفى الأمراض، ويخفف الأوجاع، وأن تساند وتؤازر الفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية.

دعونا نتساءل: هل ما حدث وجرى في مصر حقق أهداف التغيير الحقيقي في البناء والتنمية والتقدم وحل الأزمات وخفف عن الناس؟!!، دعوني أيضاً أجيب على هذا السؤال من خلال مد البصر إلى الدول التي واجهت «الربيع العربي» كما يطلقون عليه: هل نالت الشعوب حريتها، هل ارتفع مؤشر الأمن والأمان والاستقرار، هل تقدمت الدول وحققت آمال وتطلعات شعبها فى البناء والتنمية، هل حافظت هذه الدول على سلامة ووحدة أراضيها، أين جزء كبير من الشعوب، هل هم فى معسكرات ومخيمات اللاجئين على الحدود، أو فى دول أجنبية، والجزء الأكبر من هذه الشعوب يجلس فوق أطلال المنازل، حيث يخيم الخراب والدمار وتفوح رائحة الدماء؟!!

الحقيقة أن ما جرى وحدث في يناير 2011 لم يكن أبداً تغييراً، بل كان تدميراً وهدماً وتأخيراً لمسيرة الدولة، وتفاقماً لأزمات ومشاكل الشعب، وتراجعاً في كل شيء، وتجمداً وانهياراً لاقتصاد الدول، وترسيخاً للفوضى والانفلات، ولكن شاءت إرادة اللَّه ثم شرفاء الوطن أن تحول بين مخططات أهل الشر والخيانة، وبين إسقاط الدولة المصرية.

إن ثورة 30 يونيو العظيمة التي نحتفل بها في هذه الأيام الخالدة في تاريخ الوطن، رسّخت للبناء والتنمية والتقدم والأمن والاستقرار وتوفير الحياة الكريمة للناس والاهتمام بالبسطاء والأكثر احتياجاً، ومدّ يد العون لهم.

الحقيقة أن نتائج ثورة 30 يونيو وتجربة الـ7 سنوات الملهمة نموذجا لنتائج ثورة 30 يونيو، التي أعادت بناء الوطن، وتحقيق البناء والتنمية والتقدم، وانتشاله من الضياع والعنف واليأس والإحباط والأزمات والمشاكل المزمنة، ووضعته في المكانة اللائقة، ولبت تطلعات شعبه، وأنهت عقوداً طويلة من الأزمات والمشاكل والمعاناة.

ثورة 30 يونيو، وتجربة الـ7 سنوات كانت نموذجاً ملهماً للثورات والتغيير الحقيقي الذى ينشده البشر في وطن قوى وقادر، وحياة كريمة، فالمتأمل في مكونات تجربة الـ7 سنوات بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي يجد أنها استهدفت تغييراً حقيقياً في إنهاء المعاناة والفوضى والعوز والتراجع والانهيار، وأيضاً استهدفت بناء الدولة الحديثة التي هي على مشارف جمهورية جديدة، وكذلك تغيير حياة المواطن إلى الأفضل.

فما قاله الرئيس السيسي بعبارة سريعة: إننا اليوم على موعد مع تغيير حقيقي آخر، هو درس ونموذج وروشتة للبناء الحقيقي، فقد نقل الرئيس السيسي المصريين من مرحلة الأزمات والمعاناة والمشاكل المزمنة والخدمات المتدنية إلى آفاق رحبة من الحياة الكريمة بلا معاناة، فلم تعد مشاهد الطوابير الطويلة أملاً في الحصول على البنزين والسولار وأنبوبة بوتاجاز ورغيف عيش موجودة في عهد السيسي، وكل احتياجات المواطنين متوافرة بأعلى جودة وسعر مناسب، وأيضاً التغيير الحقيقي في القضاء على مصادر المعاناة من انقطاع في التيار الكهربائي شبه دائم إلى احتياطي من الطاقة الكهربائية، وتصبح مصر مصدرة للكهرباء من خلال عمليات الربط الكهربائي مع الدول الشقيقة والصديقة، وأيضاً القضاء على فيروس «سي» وقوائم الانتظار والعشوائيات وإقامة بنية أساسية وتحتية حقيقية، وتوفير السكن الكريم للمصريين، وتوفير ملايين فرص العمل، وبناء القوة والقدرة واستعادة أعلى معدلات الأمن والاستقرار، وأن تطمئن إلى وجود دولة دائماً إلى جوارك تشعر بك وتقدم لك العون والدعم، هذا هو التغيير الحقيقي.

ماذا فعلنا، وماذا استفدنا ممن أطلقوا عليها ثورات فيما أطلقوا عليه الربيع العربي زوراً وبهتاناً بل كان خريفاً؟!، لم يجلب علينا سوى الخراب والدمار والحرق والتفجير والفوضى والانفلات وتحول الدولة إلى شبه وأشلاء دولة، ودول أخرى إلى أطلال، وانتشار للجماعات والميليشيات والتنظيمات الإرهابية والمرتزقة والمتطرفين والعصابات التي خطفت الأمن والأمان، والاطمئنان.

مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصري هي بالفعل التغيير الحقيقي والمثالي، الذى يتمناه الناس، وتنشده الأوطان، يغير حياة الناس إلى الأفضل، وينقل 58 مليون مواطن إلى آفاق جديدة من الحياة الكريمة والخدمات الراقية التي تواكب العصر، وتغيير وجه الحياة في الريف المصري بعد أن كان أهله لا يسمعهم أحد ولا صوت لهم، وكانوا محل التجاهل والتهميش وحياة تفتقر لأدنى الخدمات الإنسانية، لتجسد التغيير الحقيقي الذى جسدته ثورة 30 يونيو، وتجربة الـ7 سنوات.

لقد منحنا الرئيس السيسي مدرسة ذات خصوصية وتفرد في التغيير الحقيقي بالبناء وتوفير الحياة الكريمة للمصريين، كما كانت ثورة 30 يونيو نموذجاً للإيمان بعدالة قضية الوطن وحقه في التقدم، وثورة شريفة وطنية جسَّدت إرادة المصريين في اختيار الوطن، والانحياز لمستقبل المصريين، وبناء دولتهم، والقضاء على كل مظاهر الفوضى والهدم والتدمير.

تحية للرئيس عبدالفتاح السيسي الذى قاد أكبر عملية تغيير حقيقي في تاريخ مصر، وضعت الوطن والشعب في مكان يليق بعظمة مصر وتاريخها وحضارتها، وشعب يمتلك الوعى الكامل والحقيقي لاختيار الطريق الصحيح.

تحيا مصر

وأضاف: إن الجامعة العربية للعلوم والتكنولوجيا، كمنظمة عربية متخصصة تحت مظلة جامعة الدول العربية، قد احتضنتها مصر منذ قرابة خمسين عاماً، تستعد للاحتفال بعامها الخمسين، ونحن ندين في ذلك لمصرنا الحبيبة وقياداتها التي مهّدت لنا السبيل لنتطور وننهض ونصبح واحدة من أكبر الجامعات في مصر والوطن العربي، وفي هذا الصدد نحن نسعد بالإشارة إلى أن الجامعة باتت هي الجامعة المصرية الوحيدة الحاصلة من تصنيف "كيو إس" على خمس نجوم، وما كان ليتحقق ذلك لولا جهد جميع العاملين بالأكاديمية دون استثناء.

وأشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، من جانب آخر، إلى أن هناك شخصيات كثيرة كانت ملهمة بالنسبة له في حياته على المستويين المهني والإنساني، ويأتي من ضمن أبرزهم الراحل اللواء محمد إبراهيم سليم، مدير الكلية الفنية العسكرية ومؤسسها، قائلاً: كان اللواء محمد إبراهيم سليم نموذجاً اقتديت به في حياتي العملية، فهو الذي قام بتأسيس الكلية الفنية العسكرية وقد غرس فينا حب الوطن وحب العلم، وأهدانا نموذجاً متمثلاً فيه هو شخصياً للتفاني والإخلاص في أداء العمل، وكنت قد رأيته في البداية وأنا طالب في الكلية الفنية العسكرية حين التحقت بها في أكتوبر 1973، حيث كان آنذاك يستنهض فينا الهمة ويحثنا على ضرورة إنتاج العلم والمعرفة وعدم الاكتفاء بالتعلّم والتلقّي وحسب.

وشدّد "عبد الغفار" على خصوصية وأهمية كل مرحلة من المراحل الكثيرة التي مرّ بها في مسيرته قائلاً: أستطيع أن أدّعي أنني كنت موفقاً من الله سبحانه وتعالى في أغلب محطات حياتي، وأنا متصالح مع كل مرحلة عايشتها، حتى تلك المراحل الصعبة أو القاسية في بعض الأحيان، أراها الآن على نفس الدرجة من أهمية المراحل الأخرى، حيث تعلمت فيها الصبر والجَلَد والتحمّل، واستطعت البناء عليها من أجل مراحل أخرى تالية.

وقال فيما يخص الفارق بين المجتمعات المشجعة على العلم وتلك غير المشجعة عليه: هناك بدون شك مجتمعات مشجّعة للعلم، وهي تلك المجتمعات التي تتوافر فيها العناصر المعينة والمساعدة على ذلك، وهي عناصر مختلفة يأتي على رأسها وفي المقدمة منها العنصر البشري، أحد أهم ركائز منظومة التعلّم والعلم، ولذلك فإنني أردّد باستمرار مقولة إن بناء الإنسان لا بد أن يكون دوماً هو رأس الأولويات.

وأشار فيما يخص التكريمات التي حصلت عليها الأكاديمية إلى أنها تمكنت من الحصول على المركز 612 على مستوى جامعات العالم وفق تقييم التايمز للتعليم العالى، وأرجع حصولها على ذلك التصنيف إلى النجاح فى تطوير برامج التعليم بما يتلاءم مع المستجدات التى تحدث على مستوى العالم، وكذلك تحديث جميع المعامل والمحاكيات بداخل الأكاديمية بهدف تقديم التعليم العملى للطلاب، كما يتم إرسال مدرسى الأكاديمية إلى أفضل الجامعات العالمية للحصول على أعلى الشهادات العلمية فضلا عن إرسال الطلاب لأفصل الجامعات العالمية للحصول على دورات تدريبية، مشيرا إلى أن الاكاديمية وقعت بروتوكولات مع عدد من الجامعات العالمية فى أوروبا وأمريكيا بهدف التعاون فى مجال التعليم والبحث العلمى مما يمكن الاكاديمية من إرسال طلابها إلى تلك الجامعات، كما تمكنت الاكاديمية من مساواة شهادتها العلمية فى مجال الهندسة بعدد من الجامعات العالمية، مما يمكن طلابها من إيجاد فرص عمل بداخل الدول الأوروبية التى تحتاج إلى الأيدى العاملة من الدول العربية.

وعلى صعيد آخر، أكد عبدالغفار أن الأكاديمية تستهدف تفعيل دورها المجتمعى من خلال التعاون مع جميع الجهات الحكومية، ولفت إلى أن الاكاديمية تمكنت من تجهيز دراسة جدوى شاملة لتطوير الموانئ المحلية بهدف تعزيز الاستفادة منها، كذلك التنسيق بين الموانئ فى المشروعات الاستثمارية المخطط طرحها بهدف تحقيق أكبر استفادة من تلك المشروعات، كما قامت الأكاديمية بتوفير دورات تدريب لعاملى السكك الحديدية بداخل معهد وردان التابع للهيئة، علاوة على تقديم دراسات جدوى لتطوير قطاع النقل النهرى بهدف تعظيم الاستفادة منه فى عمليات نقل البضائع، كما قامت الأكاديمية بتوقيع مذكرة تفاهم مع هيئة الدواء المصرية بهدف نقل خبرات الاكاديمية بمجال البحث العلمى بمجال تصنيع الادوية التى يقع فى بؤرة الاهتمام الحكومى لتطوير ذلك القطاع الحيوى بهدف توفير احتياجات السوق المحلية وكذلك تصدير الفائض إلى الدول الخارجية سواء الدول العربية أو الأفريقية.