رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كل يوم فنان | "فريدا" رسامة جسدت واقعها في لوحاتها

2-7-2021 | 14:37


فريدا كاهلو فنانة مكسيكية

مريانا سامي

فريدا كاهلو هي رسامة وفنانة مكسيكية كانت تنتمي للمدرسة السريالية رغم إنها لم تكن ترسم سوى واقعها الذي تعاني منه.

ولدت فريدا في السادس من يوليو لعام 1907 من أب يهودي مكسيكي وأم مكسيكية وكانت الأبنة الثالثة من وسط أربع فتايات؛ تربين بشكل رائع وكانت أمهم تحبهم وتدعمهم تحديداً فريدا نظرًا لظروفها الصحية فيما بعد.

 

عانت فريدا وهي طفلة من شلل الأطفال المرض الذي ترك عرج في قدمها اليمنى طيلة حياتها فكانت دائمًا ترتدي جوارب صوفية طويلة وثقيلة حتى في الصيف لتخفي إعاقتها عن أعين الناس.

وفي عام 1922 ألتحقت بمعهد National Preparatory School وكان المعهد يضم عدد قليل من الإناث، فعرفت وسط زملائها بالمرح والبشاشة والشكل الجذاب حيث كانت تحب أن ترتدي الجواهر؛ وفي نفس عام ألتحاقها بالمعهد تعرفت على الرسام الشهير دييجو ريفيرا حيث كان يكبرها بحوالي 20 عامًا وكان مكلف بإنجاز مشروع في هذا المعهد، فأحبته وتزوجته فيما بعد.

 

حين أطل العام 1925 على فريدا تعرضت لحادث مأساوي حيث أصابها سيخ من حديد في قدمها ليخرج من الجهة الأخرى فعانت من كسور في الحوض والعمود الفقري؛ وبناء على التعليمات الطبية أضطرت فريدا المكوث في الفراش لمدة عام كامل.

 

وقتها حاولت والدتها أن تهيئ لها مناخ سعيد ومتكامل كي تخفف عنها حدة مكوثها الطويل، فصنعت لها سرير بعجلات وأحضرت لها مرأة كبير؛ وقتها طلبت فريدا أدوات للرسم وبدأت تكتشف شغفها وحبها وموهبتها العظيمة فكانت تنظر لنفسها في المرأة الكبيرة ثم ترسم لوحاتها التي خرجت كلها عن نفسها وعن تجسيد حي لواقعها التي عايشته.

 

بعدها تعافت من مرضها ولكن بشكل جزئي فاستطاعت السير وتزوجت من ريفيرا عام 1929، وكان دائم التنقل والترحال من دولة إلى دولة ولكنه كان يدعمها في فنها بعد أن تجلت موهبتها في الرسم والتعبير.

 

بعد زواج فريدا بفترة حملت ولكنها أجهضت طفلها ووسط احتياجها الشديد لهذا الطفل رسمت صورة لها وهي عارية على سرير المستشفى ويحاوطها جنين ميت وأدوات طبية فكانت صورة مؤلمة بشكل مرعب عن حالتها النفسية أنذاك.

 

وفي عام 1939 رسمت صورة لصديقتها المنتحرة بشكل واقعي فكانت الصورة جزئين؛ الجزؤ الأول وصديقتها تقفز من النافذة والجزء الثاني وجثتها تحت النافذة غارقة في الدماء.

 

وفي نفس العام أيضاً رسمت لوحتها الأكثر شهرة "الفريدتان" وهي عبارة عن تجسيد مزدوج لها واحدة بفستان فيكتوري أبيض والأخرى بفستان تقليدي والقلبين في خارج الجسدين ومتصلين ببعضها البعض.

 

في نفس العام أيضاً أنفصلت فريدا عن زوجها بسبب خيانته المتكررة لها وطباعة الحادة ولكنها عادت إليه في العام التالي.

 

في عام 1950 أزداد مرض فريدا بل وأصيبت بالغرغرينا التي ظلت تأكل في قدمها اليمنى حتى بُترت تمامًا بعد ثلاث سنوات وبعد افتتاحها لمعرضها الأول والوحيد.

 

كان إنتاج فريدا يصل حوالي 143 لوحة منهم 55 لوحة تجسد فيها معاناتها وألامها عبر صورة ذاتية لها، وكانت تقول معبرة "لم أرسم أبدًا الكوابيس أو الأحلام، فقط واقعي"

 

وفي عام 1954 توفيت فريدا بعد صراع مرير مع المرض وقد تركت رسالة وقتها تقول إنها سعيدة بالموت وتود لو لم ترجع للحياة مرة أخرى أبداً وبسبب تلك الرسالة قيل إنها أنتحرت ولكن لم يثبت ذلك بعد.