«الجيش والشعب».. معادلة «القدرة» المصرية
3 يوليو هو «القاعدة» التى انطلقت منها الدولة المصرية نحو الانتصار فى معركتى البقاء والبناء.. وهو تجسيد حقيقى للشموخ المصرى والعلاقة المصيرية الراسخة والوجودية بين الشعب وجيشه العظيم.. 3 يوليو هو يوم خالد من أيام الوطن، واليوم وفى ذكرى عظيمة لـ 3 يوليو تفتتح قاعدة عسكرية تحمل نفس الاسم لتكون عنوان القوة والقدرة لمصر ــ السيسى ..وللجمهورية الجديدة لتكون قواتنا المسلحة القوة الضاربة والرشيدة التى تشكل صمام الأمان للوطن والاطمئنان لكل المصريين بأن أمنهم القومى وحدودهم وثرواتهم وحقوقهم المشروعة ومقدراتهم وأمنهم واستقرارهم وبرهم وجوهم وبحرهم خط أحمر لا يستطيع أحد.. ولا تقدر أى قوة على الاقتراب منه.. بناء القوة.. هو أحد المكونات الحتمية لبناء الدولة القادرة فى عصر الأقوياء وفى منطقة شديدة الاضطراب.
كانت ومازالت إرادة الشعب المصرى وقوة جيشه تمثلان معادلة القدرة المصرية.. وسر وجود الأمة المصرية، وخلودها.. فقواتنا المسلحة التى تمتلك عقيدة وطنية شريفة، وهى أيضاً بيت الوطنية المصرية، تمثل إرادة المصريين.. وتطلعاتهم لوطن قوى وقادر وآمن.. فالجيش المصرى يتكون ويتشكل من أبناء المصريين.. ومن نسيجهم الوطنى.. ويعتز أبطاله بأنهم أبناء هذا الشعب، ومن نسيجه الوطنى.. وأنهم ملك لإرادة هذا الشعب.. وهو جيش عظيم لا يرى إلا المصلحة العليا للوطن والشعب.. ومن أهم أسباب قوة وصلابة وقدرة قواتنا المسلحة أنها جيش لا يعرف الطائفية أو المذهبية، وأنها جيش الشعب.
الجيش والشعب سطروا ملاحم وطنية على مدار تاريخ مصر، وصنعوا أمجاداً وانتصارات يفخر بها كل مواطن على هذه الأرض.. ومن أهم وأبرز أيام الوطن الخالدة.. (3 يوليو 2013) عندما امتزجت إرادة الشعب بانحياز الجيش العظيم لهذه الإرادة، ليجسد المعنى الأسمى لعقيدة قواتنا المسلحة ورجالها الشرفاء.. فقد كان 3 يوليو 2013 يوماً تاريخياً من أيام الوطن المشهودة.. التى جسَّدت اختيار وإرادة المصريين.. والوقوف والانحياز والدعم والحماية من جيشنا العظيم لإرادة شعبه.
3 يوليو 2013 يوم عظيم من أيام الوطن.. ولحظة فارقة استردت الوطن.. بعد اختطافه لمدة عام فى محاولة لإسقاطه بالتآمر والخيانة من قبل أحقر تنظيم إرهابى عُرف باسم «الإخوان المجرمين».
«3 يوليو 2013».. اللحظة التاريخية التى تنفس فيها شرفاء الوطن الصعداء.. واستردوا الحياة.. فهو إعادة بعث للأمة المصرية.. عزلت قوى الشر والخيانة والتآمر على الوطن.. وعصفت بمؤامرة شيطانية استهدفت تقسيم المصريين وإشعال الحرب الأهلية بينهم.. وهنا وقف الجيش المصرى العظيم موقفه التاريخى بإعلانه حماية وافتداء الشعب فى وجه محاولات التنكيل والقتل والإرهاب، والتهديد والوعيد، والاستقواء بقوى الخارج المعادية التى جندت الجماعة الإرهابية ووظفتها لهدم الوطن.
3 يوليو.. هو ولادة جديدة ليس لمصر فقط، ولكن للأمة العربية.. ويوم فارق فى تاريخها.. خلصها من شبح التقسيم والإفشال والإضعاف.. فالحقيقة الراسخة أن مصر بقوتها ومكوناتها هى كلمة السر فى وجود الأمة العربية، لذلك كان 3 يوليو هو قضية وجودية للعرب جميعاً، بدد المخاوف.. ودحر الأطماع، وأسقط المؤامرات والمخططات، وقلب الطاولة فى وجه المتآمرين.
«3 يوليو 2013».. سجد المصريون الشرفاء للَّه شكراً عند سماع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربى آنذاك.. عندما أعلن بإرادة الشعب العظيم عزل نظام الإخوان الفاشي، وإعلان انتخابات رئاسية جديدة.
.. واليوم يتوافق مع ذكرى عظيمة هي: «بيان 3 يوليو 2013» الفارق فى تاريخ ووجود الوطن والأمة المصرية.. كان إعلاناً للتخلص وتطهير البلاد من نظام خائن ومتآمر.. وأيضاً إعلاناً لبناء مصر الحديثة التى أفضت على مدار 7 سنوات إلى جمهورية جديدة تمتلك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة، ومن أهم وأبرز مكونات القدرة الشاملة «القوة العسكرية.. والقدرة على الردع» التى تستطيع حماية الأمن القومى بمفهومه الشامل.. وتأمين وصيانة المصالح والمقدرات والثروات والحقوق المصرية فى البر والبحر والجو.. لذلك من أهم وأعظم ما حققته ثورة 30 يونيو والبيان المصيرى فى 3 يوليو.. امتلاك قوة عسكرية عظمى.. هى الأقوى فى المنطقة الإقليم وشرق المتوسط وأفريقيا.. قوة رشيدة تحمى وتصون ولا تعتدى على أحد، تجسد سياسات شريفة لا تتدخل فى شئون أى دولة، ولا تعتدى على الآخرين.. وجُل أهداف قوتنا الرشيدة.. حماية أمننا القومي، ووجودنا ومصالحنا وحقوقنا وثرواتنا ومواردنا.. ومواجهة ومجابهة التهديدات والمخاطر سواء التقليدية أو المستجدة فى منطقة شديدة الاضطرابات، تموج بصراعات وبمتغيرات حادة وعنيفة وسط أطماع إقليمية تسعى للهيمنة والنفوذ وإعادة إحياء أوهام قديمة وتدخلات أجنبية سافرة.. وحروب وابتزاز وتعنت، ومحاولات للإضرار بالأمن القومى المصرى.. كما أن «3 يوليو» لحظة فارقة ومفصلية فى تاريخ الوطن.. جاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير وتحديث الجيش المصرى أيضاً تاريخياً واستثنائياً ومستشرفاً للمستقبل بكل تهديداته واحتمالاته وسيناريوهاته وأطماعه.. لذلك فإن ملحمة تطوير الجيش المصرى هى على رأس إنجازات وملحمة ومعجزة الـ7 سنوات.. فقد كان القرار استثنائياً وتاريخياً.. وأيضاً جاءت منهجية التطوير والتحديث بكل تفاصيلها عبقرية، فلم تقتصر على امتلاك أحدث منظومات القتال والتسليح فى العالم فى مختلف التخصصات.. لم تكن مقصورة على تطوير قواتنا البحرية بأسلحة ومنظومات قتال ووحدات بحرية صنعت الفارق.. وارتفعت بكفاءة وجاهزية قواتنا المسلحة وقدراتها القتالية والدفاعية ومهامها فى تأمين أمننا البحرى وثرواتنا ومقدراتنا وحركة الملاحة البحرية العالمية كدولة تطل على ساحل البحرين الأحمر والمتوسط بما يمثل 2000 ميل بحرى ولديها أكبر وأعظم شريان ملاحى فى العالم هو قناة السويس، وكذلك وجود ثروات عظيمة فى مناطقنا المائية المشروعة طبقاً للقانون الدولى.. لم يكن التطوير فقط فى أكبر عملية تنويع لمصادر السلاح.. أو الحصول على وحدات بحرية متطورة مثل فرقاطات «فريم» و«جو ويند» أو حاملات الهليكوبتر مثل «ميسترال» أو الغواصات الألمانية الأحدث فى العالم، أو لنشات الصواريخ المتقدمة مثل «مولينا بى 52» ولكن كان ومازال هناك فكر استراتيجى متطور ومتقدم وقارئ ومستشرف لتهديدات المستقبل.. فقد امتلكت «مصرــ السيسى» الطموح بلا حدود.. وإدراك عظمة مصر ومكانتها وما تستحقه من قدرات وإمكانيات فى ظل هذه التهديدات غير المسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية المصرية.. فكانت عملية التطوير مواكبة، بل ومتوافقة ومتفوقة على هذه التهديدات.. فالقواعد العسكرية التى تتماشى مع الكود العالمى للقواعد العسكرية الحديثة، تجسد قوة إقليمية عظمى هى «مصر».. وأيضاً إدراكاً حقيقياً للتهديدات التى تتواجد على حدودنا من مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.. وهى ثرواتنا فى مياهنا سواء بالبحر الأحمر أو المتوسط، وكذلك المنطقة المضطربة التى نعيش فيها.. فكانت قواعد «محمد نجيب» العسكرية و«برنيس» العسكرية.. وهى تمثل قمة الفكر العسكرى الشامل الذى يمتلك القوة المتكاملة البرية والبحرية والجوية، والحماية الجوية من خلال قوات الدفاع الجوى بأنظمتها الحديثة والمتطورة.. واليوم تُفتتح قاعدة «3 يوليو» البحرية، بمنطقة جرجوب، التى تتوافق مع كود القواعد العسكرية العالمية وتقع على ساحل البحر المتوسط غرب مدينة مطروح.. وفى موقع جغرافى فريد، تمتد على مساحة 10 ملايين متر مربع، تضم 7 ميادين للرماية والتدريب، ومهبط طائرات.. ومن أهم أهداف إنشائها: درء أى مخاطر فى البحر المتوسط.. وتأمين وحماية مقدرات الدولة المصرية فى ظل ما تشهده المنطقة من عدم استقرار، خاصة فى الاتجاه الغربى الاستراتيجى.. وتأتى قاعدة «3 يوليو» البحرية كنطاق عسكرى متكامل، يشكل قاعدة انطلاق عسكرية لحماية مقدرات الأمة المصرية على طول الاتجاهين الاستراتيجيين الشمالى والغربي، وإحكام السيطرة على الحدود البحرية الغربية والمياه الاقتصادية للدولة، لحماية المشروعات القومية والاقتصادية للدولة.. وتوفير الدعم اللوجيستى لتجمع قتالى قادر على مجابهة كافة التهديدات على الاتجاه الاستراتيجى الغربى.
القواعد العسكرية المصرية.. ووجود أسطول شمالى وأسطول جنوبي، بالإضافة إلى أحدث منظومات التسليح وأنظمة القتال فى العالم.. وكذلك التدريب الراقى والمتقدم المتواصل.. والتدريبات العسكرية المشتركة مع عدد غير مسبوق من الدول الصديقة والشقيقة، والانفتاح على مختلف المدارس العسكرية، والتدريب مع الجيوش الكبيرة.. والتأهيل عالى المستوى.. يشكل كل ذلك منظومة القوة والقدرة المصرية الرشيدة والتى تجسد إرادة المصريين فى امتلاك القوة والقدرة على الردع من خلال جيش وطنى صلب وشريف يتمتع بأعلى درجات الجاهزية والكفاءة والاستعداد القتالى العالى والاحترافية فى أداء المهام.. وقادر على حماية الأمن القومى وحدودنا المصرية من كافة الاتجاهات الاستراتيجية وتأمين ثرواتنا ومقدراتنا وحقوقنا المشروعة.. ومشروعاتنا القومية فى مياهنا الاقتصادية.. فنحن أمام فكر عبقرى ووطنى وشريف يهدف إلى حماية وجود الدولة المصرية.. ودرء التهديدات والمخاطر.. والتصدى للأطماع الإقليمية ودحر الأوهام لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر بالمؤامرات والمخططات.
إن قوة الجيش المصرى وقدرته الرادعة هو صمام الأمان لهذا الشعب والاطمئنان على مستقبل الوطن ووجوده.. وتجسيد لاستراتيجية السلام والبناء لابد من قوة تحميه.. والحقوق والثروات والمقدرات تحتاج للقوة والقدرة لحمايتها.. وأيضاً ترسيخ وترجمة لمقولة: «العفى محدش يقدر ياكل لقمته».. نحن فى عصر الأقوياء.. لا وجود ولا مكان فيه للضعفاء.
من المهم والحتمى أن تمتلك القوة والقدرة على حماية الوطن فى ظل أطماع وصراعات، ومنطقة متوترة.. وأعظم ما يحسب للرئيس السيسى من إنجازات هو إحداث التوازن فى موازين القوى فى المنطقة.. وعلاج هذا الخلل الاستراتيجى الذى لم يكن يهدد مصر وحدها، بل الأمة العربية بأسرها.. ويشكل خطراً داهماً على المنطقة ومستقبلها.. وبالتالى خطراً على أمن واستقرار العالم.
إن امتلاك الجيش القوى القادر والعصرى، الذى يمتلك خبرات طويلة ومتراكمة.. ونوعاً فريداً من المقاتلين، لا يهابون الموت.. هم خير أجناد الأرض.. لديهم إيمان بعدالة قضية الوطن، وحقه فى الوجود والتقدم والبناء.. يدركون ويعون كل ما يحاك للأمة المصرية من مؤامرات للإسقاط.. وأطماع فى الحقوق والثروات والمقدرات.. يملكون كل أسباب القوة والقدرة، وهم مزودون بأحدث نظم التسليح والقتال فى مختلف التخصصات.. سواء فى القوات البرية أو الجوية بما حصلت عليه مصر من مقاتلات الرافال الفرنسية، وميج ــ 29 الروسية، وطائرات الهليكوبتر الروسية، وطائرات النقل الحديثة، بالإضافة إلى ما لدينا من مقاتلات متطورة مثل إف ــ 16 وبلوك 52.. وأحدث أنظمة الدفاع الجوى فى العالم.. وبحرية قوية ومتطورة هى واحدة من الأفضل والأقوى فى العالم، إدراكاً حقيقياً لطبيعة وحجم التهديدات والمخاطر فى البحرين الأحمر والمتوسط.
امتلكت مصر عبقرية التخطيط والفكر العسكرى الاستراتيجى الذى يلبى احتياجات الحاضر والمستقبل فى توفير قوة الردع والحماية لأمننا القومي، وثرواتنا ومقدراتنا، ووجودنا وحقوقنا، والضمانة الرئيسية للعيش بسلام واطمئنان فى منطقة مضطربة تموج بالصراعات والأطماع والتدخلات.
«قاعدة 3 يوليو البحرية» التى يتزامن افتتاحها مع يوم خالد من أيام الوطن هو «3 يوليو 2013».. رسالة قوية ومدوية للجميع.. أن مصر لم ولن تفرط ولن تتهاون فى حقوقها وثرواتها ومقدراتها.. وقادرة على حماية أمنها القومى وتأمين شعبها ومقدراته.. وأن حدودها ومياهها الإقليمية والاقتصادية هى خط أحمر، لا يمكن تجاوزه.
أهم ما يميز «مصرــ السيسى» خلال 7 سنوات هو الفكر والتخطيط الاستراتيجى العبقرى الذى يرصد تهديدات ومخاطر الحاضر والمستقبل والاستعداد له ببناء القوة والقدرة التى تشكل الضمانة الرئيسية وصمام الأمان للحفاظ على الأمن القومى بمفهومه الشامل.
القوة والقدرة هى قضية وجود.. وهو ما أدركته مصر مبكراً من خلال الرؤية الاستشرافية للرئيس السيسى التى وضعت الأمة المصرية فى مكان ومكانة خاصة.. وقوة وقدرة فائقة يدركها الجميع سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى.. هذه القدرة تعزز الثقل المصرى.. والدور والمكانة، وتؤَّمن مصر ووجودها.. ولا تترك مصير وقدر أمنها القومى للصدفة، أو عبث الأقزام.. مصر قوة إقليمية بفضل الرؤية الاستشرافية والسياسات الحكيمة.. والقيادة الشريفة الوطنية للرئيس عبدالفتاح السيسى.
3 يوليو.. يوم من أيام مصر الخالدة.. وقاعدة انطلقت منها ملحمة بناء الدولة المصرية، وصولاً إلى «الجمهورية الجديدة».. التى تمتلك القدرة الشاملة والمؤثرة.
ستظل إرادة الشعب.. وقوة الجيش.. هما عصب الوجود والخلود للأمة المصرية.. والقوة التى تدحر كل من يفكر فى المساس بأمن واستقرار وحقوق وثروات ومقدرات هذا الوطن.
تحيا مصر