جاء افتتاح الرئيس السيسي، لقاعدة "3 يوليو" البحرية، على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الغربي.. وتنفيذ المناورة "قادر 2021"، مليئا بالرسائل المهمة لكل من يهمه الأمر.. وأيضا لطمأنة المصريين، وأمة العرب أن لهم جيشا مصريا، قادرا على حماية الأمن والحقوق والثروات.. وعند حسن ظن العالم، في حفظ أمن واستقرار المنطقة والشرق الأوسط وإفريقيا وشرق المتوسط، وأن من يملك الجيش الوطني القوي، يملك الأمن والاستقرار، وقادر على حماية البناء، والتقدم والثروات والحقوق.. فمهما طال صبر مصر الاستراتيجي، فحقوقنا محفوظة ومصونة.. وأمانة في رقاب أشرف الرجال.. لأن الحكمة لا تعني إلا القوة والقدرة.. وعلى من يتعنت أو يتوهم أن في صبرنا ضعفا، أن يراجع نفسه قبل أن يكون مصيره الهلاك.. وكسر شوكة الغرور والصلف.. واسألوا التاريخ، من هو جيش مصر العظيم - الجيش الأسطورة؟
"قاعدة 3 يوليو والمناورة قادر 2021"، عناوين جسدت القوة والقدرة والتحدى المعنى وصل إلى الجميع، وإن اختلفت القراءة والفهم، لكنها واضحة وكاشفة الحكمة لا تعني إلا القوة والقدرة والثقة.
"قواعد المجد".. ورسائل الثقة والطمأنينة
بعث افتتاح قاعدة "3 يوليو" البحرية، بمنطقة جرجوب، أمس الأول السبت، رسائل عديدة ومتنوعة ومهمة للجميع.. فالافتتاح تزامن مع يوم خالد من أيام الوطن.. كان نقطة فاصلة ومرحلة تاريخية ودشن وثيقة لاستعادة هوية الوطن بعد اختطافه لمدة عام.. جسد حالة التلاحم بين الجيش والشعب.. وعكس إرادة المصريين الصلبة فى إنقاذ وطنهم وانتشاله من الضياع فالقاعدة البحرية الجديدة التى تتوافق مع الكود العالمى للقواعد العسكرية العالمية تشكل عنواناً عبقرياً لدولة القوة والقدرة فى إطار تعزيز القوة الشاملة للدولة وتعظيم القدرات فى كافة المجالات والقطاعات ولعل أهم وأبرز مكونات بناء الدولة هو بناء القوة العسكرية الرادعة والقادرة على حماية الأمن القومى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وعلى تأمين المقدرات والحقوق والثروات والمشروعات الاقتصادية الكبرى وتصب فى استكمال مسيرة تعزيز ركائز الأمن القومى المصرى على كافة الاتجاهات.
رسائل كثيرة جاءت من نبــض افتـتاح قــاعدة «٣ يوليو» البحرية والمناورة «قادر ١٢٠٢» لتجسد القوة والقدرة الضاربة والجاهزية والاستعداد القتالى العالى لحماية الأمن القومى المصرى وامتلاك القوة والقدرة على منطقة تموج بالاضطرابات والصراعات والأطماع والتدخلات الأجنبية غير المشروعة وتشير إلى الإرادة المصرية فى حماية أمن الوطن ضد التهديدات التقليدية والمستجدة خاصة فى ظل تمدد الأمن القومى المصرى براً وبحراً وجواً وفى ظل العيش فى مناطق جوار ملتهبة تعيث فيها ميليشيات وتنظيمات الإرهاب المدعومة والموجهة خارجياً وتستهدف الأمن القومى والمصالح والثروات والحقوق المصرية.
رسائل افتتاح قاعدة ٣ يوليو البحرية وإجراء المناورة «قادر ١٢٠٢» جاءت فى توقيت بالغ الدقة لما تشهده مصر من تحديات وتهديدات ومخاطر تواجه أمنها القومى بمفهومه الشامل وفى ظل التحديات التى تحدق بالأمن القومى العربي أيضاً وهذه الرسائل كالتالي :
أولاً : قاعدة «٣ يوليو» البحرية والمطابقة للكود العالمى للقواعد العسكرية أنشئت فى موقع استراتيجي وتجسد فكراً وتخطيطاً عسكرياً متميزاً بالعبقرية والرؤية الشاملة التى تتسم باستشراف المستقبل وقراءة التهديدات وهى امتداد للقواعد العسكرية «محمد نجيب» و«برنيس» وتعد إضافة قوية لحماية أمننا القومى ومصالحنا الاقتصادية وثرواتنا وقاعدة «٣ يوليو» البحرية جاءت لتأمين الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الغربى وأكد أحد الخبراء أنها أيضاً تؤمن الاتجاهين الشمالى الشرقى والشمالى الغربي لقربها من الاتجاهين وهى تمثل قاعدة إمداد لوجستى واقتراب اليد المصرية القوية من كافة التهديدات المتوقعة بما يجسد عبقرية الفكر والتخطيط الاستراتيجى لحماية كافة الاتجاهات الاستراتيجية المصرية سواء الجنوبى أو الشمالى أو الغربي.
ثانياً: قاعدة «٣ يوليو» البحرية جاءت فى توقيت مناسب فالمنطقة التى تتواجد فيها تقع على قرب من الحدود الليبية وما تشهده هذه المنطقة من تهديدات كذلك فإنها منطقة واعدة اقتصادياً خاصة المنطقة من الضبعة إلى السلوم وتحتاج طمأنة المستثمرين والعاملين وتأمين ثروات مصر ومقدراتها ومشروعاتها العملاقة فى هذا المكان الاستراتيجي وهو مايفتح آفاقاً جديدة للتنمية والاستثمار فى ظل العمل فى ميناء جرجوب التجارى العالمي وأيضاً المشروعات المصرية العملاقة فى هذه المنطقة وما تحويه من ثروات.
ثالثاً: قاعدة «٣ يوليو» البحرية تجسد القراءة والتخطيط العبقرى لقيادة سياسية تستشرف المستقبل وتعمل على حماية الأمن القومى المصري لذلك كان من المهم إنشاء هذه القاعدة لحماية خطوط المواصلات والملاحة البحرية سواء لحماية الصادرات والواردات المصرية أو حماية حركة التجارة العالمية وتأمين أهم شريان ملاحى عالمى هو قناة السويس والمحافظة على الأمن البحرى وتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية وتقع القاعدة الجديدة فى نطاق الأسطول البحرى الشمالي.
رابعاً: جاءت قاعدة «٣ يوليو» البحرية والمناورة «قادر ١٢٠٢» لتبث الطمأنينة والثقة فى نفوس المصريين من خلال المستوى الرائع والإمكانيات التى تتمتع بها القاعدة وأيضاً الجاهزية والاستعداد القتالى العالى لقواتنا المسلحة الباسلة التى تعد واحدة من أقوى جيوش العالم والأقوى فى المنطقة وإفريقيا وبما يؤكد أن الجيش المصرى العظيم يمتلك القوة والقدرة والردع لكنه جيش يحمى ولا يعتدى ولا يتهاون ولايفرط فى حق من حقوق مصر وقادر على الدفاع عن مكتسبات وحقوق هذا الشعب والجيش الذى اتخذ قراره فى «٠٣ يونيو» و«٣ يوليو» لحماية إرادة المصريين وتحدى قوى الشر فى العالم قادر على الحفاظ وحماية حقوق المصريين ومهما طال صبره وضبط النفس لديه فإن النتيجة المحسومة والتى يعرفها الجميع أنه لن يتنازل ولن يفرط ولن يتهاون أمام حق وجودى لمصر وشعبها.
خامساً: قوة الجيش المصري هى قوة للعرب فالأمن القومى المصرى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربي وقاعدة «٣ يوليو» وما كان أول أمس فى المناورة «قادر ١٢٠٢» بعث برسائل الثقة والطمأنينة لدول العرب وأمة العرب فقد تابعت وتحدثت مع ضيوف مصر من السفراء وكانت السعادة والثقة والفخر ترتسم على الوجوه وأن مصر هى قلب وعقل الأمة العربية وأساس وجودها ومصيرها وأن قوة مصر هى قوة العرب فأمن العرب كالجسد الواحد.
سادساً: قاعدة «٣ يوليو» البحرية هى تجسيد لقوة الجيش المصرى العظيم وانعكاس للقرار التاريخى الذى اتخذته القيادة السياسية الوطنية الشريفة فى تحديث وتطوير الجيش المصرى وتزويده بأحدث نظم التسليح ومنظومات القتال فى العالم إضافة إلى امتلاك نوعية فريدة من المقاتلين هم خير أجناد الأرض عقيدتهم الفداء والتضحية والنصر أو الشهادة فى سبيل الله والوطن ولذلك جاءت الثقة فى الاطمئنان على حدود مصر من مختلف الاتجاهات الاستراتيجية فمن خلال أسطول جنوبى وآخر شمالى وقواعد عسكرية عالمية مثل «محمد نجيب» و«برنيس» فى الاتجاه الاستراتيجى الجنوبى وقاعدة «٣ يوليو» أصبح أمننا المائى فى البحرين الأحمر والمتوسط فى حماية أشرف الرجال وأيضاً تأكيد على أن العالم يعول على مصر فى أمن واستقرار المنطقة والشرق الأوسط وشرق المتوسط وإفريقيا فهو واقع موجود على الأرض لدولة تمتلك القوة والقدرة والحكمة معاً ليس لديها أطماع ولا تتسم سياساتها بالتهور ولا تتدخل فى شئون الدول ولا تريد إلا الأمن والاستقرار لكنها أدركت أن السلام يحتاج لقوة تحميه وأن البناء والتقدم يحتاج أيضا لقوة تحميه وأدركت أيضا حجم التحديات والتهديدات والمخاطر والمؤامرات والمخططات التى تحيق بالدولة المصرية وأيضا الأطماع الإقليمية والمشروعات الحقيقية وما لديها من ثروات ومشروعات وحقوق تستلزم امتلاك القوة والردع والقدرة على الوصول إلى أى تهديد خارجى واقتلاع جذوره قبل وصوله إلى درجة التهديد.
ملامح الاســـتراتيجية المصــرية فى عهد الرئيس السيسى لبناء القوة والقدرة استشرفت المستقبل ورصدت احتياجات الحاضر وحددت بدقة التهديدات الأمنية والمستقبلية فاستعدت بما يحقق دحر هذه التهديدات.
سابعاً: حمل الحضور العربى فى حفل افتتاح قاعدة «3 يوليو» البحرية بجرجوب رسائل عديدة ومهمة ورداً بالغاً وحاسماً على محاولات التشويه والوقيعة فالشيخ محمد بن زايد وأحفاده كان فى حضورهم رسائل قوية فالشيخ زايد رحمة الله عليه كان يربى أبناءه على حب مصر وقيمة مصر وأمس الأول كان الوفاء من الابن الذى تربى وتعلم حب مصر لينقل ذلك لأحفاده وهذه المشاهد التى جمعت بين الشيخ محمد بن زايد وحفيده كانت معبرة ومجسدة لحالة الحب والتقدير لمصر والإدراك أنها قلب الأمة وانعكاسا للعلاقات المصرية - الإماراتية التى وصلت إلى أزهى عصورها وأفضل مراحل تاريخها فى عهد الرئيس السيسي.
كما أن حضور محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسى الليبى حمل دلالات ورسائل بمصيرية العلاقات بين مصر وليبيا وتوحد أمنهما القومى وعلى حجم الثقة الليبية فى مصر وعقيدتها فى الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضى الليبية واستعادة الدولة الوطنية فيها والحفاظ على ثرواتها ومقدراتها وإخراج الميليشيات الإرهابية والمرتزقة والقوات الأجنبية من أراضيها.
ثامناً: المستوى الراقى والجاهزية العالية والأداء الاحترافى لرجال القوات المسلحة خلال المناورة «قادر 2021» التى أبرزت الكفاءة والاستعداد القتالى فى تنفيذ جميع المهام سواء فى اقتحام السفينة المشتبه فيها أو الرمايات بالذخيرة الحية (سطح - سطح) أو من الغواصات أو الصاروخية من الساحل أو مهام القوات الخاصة البحرية التى جسدت المعنى الحقيقى لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة بتعاون كافة القوات والأسلحة من مختلف التخصصات وشاهدنا العمل المشترك بين القوات البحرية والجوية سواء من خلال طائرات الهليوكوبتر المسلح (كاموف) والشينوك فى عمليات الإبرار ووجود طائرات الهليوكوبتر على الحاملة «الميسترال» أو الوحدات البحرية الجديدة مثل فريم بيرجامينى التى انضمت للخدمة مؤخراً.
تاسعاً: المناورة «قادر 2021» جسدت نجاح سياسة تنويع السلاح فالجيش المصرى قدم أداءً عبقرياً وراقياً فى تنفيذ المهام باستخدام نظم تسليح متعددة المصادر ومن دول مختلفة فقد شاهدنا بالأمس التعاون بين مقاتلات الرافال والميج 29 - وإف 16 - وسى 130 فى عمل متناغم يكشف عن قدرة المقاتل المصرى على استيعاب كافة أنواع التكنولوجيا والسلاح متعدد المصادر فى تنفيذ مهمة واحدة بأسلحة وطائرات مختلفة الجنسيات وهو نفس الأمر الذى شاهدناه خلال المناورة «قادر 2021» قطع بحرية تمثل وتجسد تنويع مصادر السلاح مثل ميسترال وجوديند الفرنسية ولنشات الصواريخ متعددة الجنسيات أو محلية الصنع بالإضافة إلى التصنيع المشترك المصرى - الفرنسى لفرقاطات (جوديند) كذلك الغواصات الألمانية ولنشات الصواريخ الألمانية ولنشات الصواريخ الروسية وهو ما يجسد نجاحاً غير مسبوق لسياسة تنويع مصادر السلاح.
عاشراً: «3 يوليو» الذى شهد افتتاح أكبر قاعدة بحرية وتنفيذ المناورة قادر 2021 حمل رسائل القوة والقدرة المصرية وطمأن المصريين والشعوب العربية على جاهزية وقوة وكفاءة الجيش المصرى العظيم وأن أمن مصر والأمن العربي والأمن المائي وثروات ومقدرات مصر وحقوقها وأمتها العربية فى يد أمينة وقوية وصلبة وقادرة على أن تصد أى تهديد.
لقد كان ومازال «3 يوليو» هو يوم من أيام الوطن وأحد أمجاده وسوف يظل بعناوين القوة والحكمة والقدرة على الفعل فخراً لكل المصريين والعرب.
إن أقوى رسالة يمكن أن نخرج بها من افتتاح قاعدة «3 يوليو» البحرية وتنفيذ المناورة «قادر 2021» هى أن حقوق مصر (خط أحمر) وأن حكمة مصر وهدوءها وثباتها وصبرها الاستراتيجى لا يعبر إلا عن قوة وثقة وقدرة وأن على الجميع أن يتحمل مسئولياته أمام التعنت والعجرفة التى ليس لها أى مبرر ولا تستند على أى مظهر أو مكون من القوة بل هى طريق الآخرين إلى الهلاك لأن هناك رجالاً وأبطالاً شرفاء يعرفهم التاريخ لا يهابون الموت ولا يفرطون ولا يتهاونون ولا يتنازلون عن أى حق من حقوق مصر وشعبها.
رسالة أخرى قوية جسدتها قاعدة «3 يوليو» والمناورة «قادر 2021» أن العرب على قلب رجل واحد تسعدهم قوة مصر وصلابتها ويدركون أن الخير فى مصر لمصلحة الجميع لأن مصر هى أصل الوجود.