بعد إطلاقها بـ«بئر مسعود».. الهوية البصرية رهان الإسكندرية للترويج السياحي
تعد منطقة بئر مسعود واحدة من أشهر مناطق الجذب السياحي في مدينة الإسكندرية، والتي تتمتع بموقع وأجواء مميزة تجذب إليها كثير من الزوار من قاطني الإسكندرية وخارجها، فضلًا عن الأساطير والحكايات التي تدور حولها باعتبارها "بئر الأمنيات" التي يذهب إليها الناس لتحقيق أمنياتهم وجلب البركة بعد إلقاء العملات المعدنية بها.
واعتاد الكثيرون من أهالي الإسكندرية وزائريها على الذهاب لمنطقة بئر مسعود لإلقاء العملات المعدنية والتمني، وهي عبارة عن فوهة بئر تقع فوق ربوة صخرية في شاطئ ميامي بمنطقة سيدي بشر، ويرجح العلماء أنها مقبرة قديمة يعود تاريخها للعصر اليوناني، حيث اشتهر اليونانيون بإقامة مقابرهم بالقرب من البحر.
ومن المعروف أن هناك عدة قصص بشأن تسميتها بـ"بئر مسعود"، أبرزها أن هناك شيخ صالح كان يعيش بمنطقة سيدي بشر قديمًا وكان يتردد يوميًا على البئر للتأمل في خلق الله والدعاء، وتوفي بجانب البئر، وبعد فترة تسببت البئر في غرق المنطقة المحيطة بها، فاعتقد الناس أنها رد فعل غاضب على موت الشيخ مسعود، لذا أطلقوا عليها اسم بئر مسعود.
وهناك أيضًا حكاية مفادها أن البئر سميت بهذا الاسم نسبة إلى طفل يدعى مسعود كانت تعذبه زوجة أبيه، فهرب من المنزل وأقام عند البئر، حتى وُجد في أحد الأيام غريقًا داخل البئر.
والبعض يرجع سبب تسمية البئر بهذا الاسم إلى عهد الدولة الفاطمية، يُقال أنه كان هناك عبد حبشي كان يملكه رجل ثري ويعذبه بشدة حتى هرب منه وتوجه إلى الإسكندرية واستقر به المقام بجانب البئر وتوفي في اليوم التالي، لذا أطلق عليها الناس اسم بئر "مسعود" اعتقادًا منهم بأنها أراحت هذا الشخص من العذاب الذي كان يعاني منه.
وكان اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، قد أعلن خلال الأيام الماضية بدء تنفيذ مشروع الهوية البصرية لمنطقة بئر مسعود بتكلفة 25 مليون جنيه ومدة تنفيذ 6 أشهر.
يأتي ذلك كبداية لانطلاق تنفيذ مشروع الهوية البصرية لمحافظة الإسكندرية، والذى يتم بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والجامعة الألمانية بالقاهرة في ضوء التكليف الرئاسي بتعميم مبادرة الهوية البصرية بجميع المحافظات.
ويتضمن المشروع تصميم خط كتابي خاص للمحافظة، مع تنفيذ تصميمات لإطلاقها على معالم الإسكندرية البارزة لزائريها كواجهات المباني الأثرية، وتطوير الكورنيش والشوارع الرئيسية بالمدينة والميادين العامة واللافتات المضيئة وإعلانات الطرق واللوحات الإرشادية وبوابات الإسكندرية، وأيضًا تحديد الألوان الرئيسية في كافة عناصر المشروع والتي تتوافق مع كافة الحقب التاريخية التي مرت بها الإسكندرية.
وحول أهمية مشروع الهوية البصرية ودوره في تنشيط السياحة بالإسكندرية، يقول مجدي صادق الخبير السياحي وعضو غرفة شركات السياحة لـ"دار الهلال"، إن مبادرة الهوية البصرية يجب أن تُعمم على جميع محافظات الجمهورية، مع مراعاة تنفيذها بشكل صحيح، لافتًا إلى أن الهوية البصرية يجب أن تتضمن أشهر مكان سياحي في المدينة بجانب الكتابة، ليكون الرمز السياحي للمدينة، وأن تغطي المحافظة بأكملها، حتى نستخدمها في الترويج السياحي.
ويضيف: "الهوية البصرية لن تكفي وحدها لتنشيط السياحة، يجب أيضًا الاهتمام بالأماكن السياحية المتميزة وتسويقها بشكل جيد في المؤتمرات الخارجية، وحينها سنتمكن من الترويج السياحي للمدينة بهويتها البصرية الجذابة".