"شبرا بلولة".. قريبة بالغربية تستحوذ على نصف إنتاج زهرة الياسمين في العالم
تُعد قرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور، بمحافظة الغربية، الأشهر على مستوى الجمهورية فى زراعة الزهور العطرية بل أصبحت الوحيدة التى تنتج نصف عجينة الياسمين، التي تستخدم في تصنيع أرقى العطور بالعالم.
وتحتل نسبة الأراضى المزروعة بزهرة الياسمين 75% من مساحة أراضى القرية بالكامل، حيث يعمل معظم الأهالى فى زراعتها وجمعها وصولا للمصنع الذى يقوم بتحويلها لزيوت وعجينة تستخدم فى صناعة أرقى العطور .
ألتقت بوابة " دار الهلال " مع عدد من المزراعين وأصحاب الأراضى للتعرف على كيفية زراعة الزهور العطرية فى قرية شبرابلولة حيث قال أبراهيم نجم مالك أرض زراعية: أن القرية تشتهر بزراعة " الياسمين والبنفسج الريحان والقرنفل والأرينج و الورد "، ولكن زهرة الياسمين الأكثر شهرة بينهم، وكانت البداية منذ 70 عام عندما جاء بشجرة الياسمين من فرنسا أحد شباب القرية وقرر انشاء مزرعة على مساحة 50 فدان وإقامة مصنع ثم أشتهر الأمر بعد ذلك، وقام أصحاب الأراضى منذ ذاك التوقيت بزرع شجر الياسمين.
وأوضح مدحت عوض مالك أرض زراعية، أن مدة نمو الزهرة 6 شهور فى السنة، منذ شهر يونية وحتى شهر ديسمبر، ويقوم المزارع بمرحلة الجمع عقب أذان الفجر قبل أن يذبل من حرارة الشمس، لافتا أنه يجمع الزهور بكميات كبيرة، فيتساقط بعضها أرضًا بسبب هشاشة ونعومة الزهرة لافتا، أن قرية شبرابلولة تنتج يومياً حوالى عشرين طنا من هذه الزهرة العطرية.
وتابعت سهير رجب أحدى المزارعات، أن أغلب من يقوموا بمرحلة الجمع سيدات أهل القرية وأكثر ما يجعلها سعيدة شعورها بالفخر كون أن قرية شبرابلولة تمتلك 50 % من انتاج الزيوت العطرية ، لافتة، أن الحكمة من جمع زهرة الياسمين بعد صلاة الفجر أنها مغطاه بمادة شمعية تعزلها عن حرارة الشمس، ومليئة بالزيوت العطرية، فإذا تم جمعها أثناء النهار وفي ضوء الشمس، فسيتعرض الشمع للإذابة، ومن ثم نفاذ الزيوت العطرية، ثم يتم توريده إلى المصانع، إذ يتم قطفه ووضعه فى أوعية مخصصة له.
وألتقط منه أطراف الحديث سلامة عبد المقصور أحد أصحاب الأراضى، أنه يأتى بعد ذلك مرحلة " الوسيط " وهو أحد الأشخاص يقوم بجمع الياسمين من المزارعين، وأرساله لثلاث مصانع من بينهم مصنع داخل القرية ومصنعين خارجها، وفى نهاية العام يقوم بأعطاء أصحاب الأراضى مكسبهم وحصوله على عمولة من أصحاب المصانع، مشيرا أن طن الياسمين يصنع منه 2 كيلو ونصف عجينة وزيوت .
ومن جانبه كشف على محيسن صاحب مصنع أنتاج زيوت عطرية، أنه يتم خلط زهرة الياسمين بمادة الهجسام ثم تأخذ دورته فى الصناعة لتخرج فى النهاية على شكل عجينة تزن العبوة منها 5 كيلو ليتم تصديرها بالخارج وتصنيعها داخل 25 مركب، مضيفا، أن أهم البلاد المستوردة لعجينة الياسمين فرنسا وأمريكا والنمسا، مشيرا أنه لا يوجد سوق داخلى والأعتماد الكلى فى التصدير للخارج .
واختتم حديثه مؤكدا أن محافظة الغربية تعمل على تحويلها إلى قرية نموذجية منتجة تستوعب أكبر عدد من العمالة، وتكون نواة جاذبة للشباب من القرى المجاورة لها، لما تضمه من حقول الياسمين وأشجار اللارنج والبنفسج والزهور التي تستخدم في إنتاج المواد العطرية ومكسبات الطعم وأدوات التجميل.