طلاب يبدعون.. «قفاز» يحويل لغة الإشارة إلى نصوص مسموعة
بعد أن تمكنت من مصر من خوض الكثير من التحديات ودخولها في عصر الإزدهار، من خلال التنمية الناشئة في كل المجالات، بدأت تعود مصر من جديد منبع الأفكار، بيد ابنائها الذين شهد التاريخ منذ القدم على تفوقهم في كل الجوانب سواء الطبية، الهندسية، الفنية، وبما أن العصر الحديث هو عصر التكنولوجيا، فقد كان لمصر طريقها الذي تسلكه في التطور التكنولوجي، رغم صعوبة التحديات التي تمر بها.
لم تكن مشاريع التخرج التي يعمل عليها طلاب جامعة كفر الشيخ كلية علوم الحاسبات والمعلومات مشاريعًا تقليدية، فدومًا ما يبحثون عن الإختراعات والابتكارات، التي تمكنهم من القول بكل فخر نحن قادرون على التحدي، ومن بين تلك المشاريع فقازًا يمكن ذوى الإعاقة من الصم والبكم، من التحدث بلغة الإشارة بكل إرتياحية دون المعاناة في توصيل المعلومة، حيث يعمل ذلك القفاز على تحويل لغة الإشارة إلى لغة مسموعة ومقروءة، وقد تمكن طلاب الكية من إخراج ذلك المشروع للنور حيث تم عمل تصميم أولي للتأكد من فاعلية ذلك القفاز، وقد أظهر بالفعل نتائج عالية الدقة.
وأوضح الدكتور هيثم سامي الوحش المدرس بقسم علوم الحاسب في كلية الحاسبات والمعلومات جامعة كفر الشيخ، والمشروف على مشروع التخرج السابق، بأن المنافسة بين الطلاب لم تتوقف، حيث تمكن فريق ثاني من الطلاب، من استخدام الذكاء الاصطناعى لحل مشاكل متعلقة بالدرون، وفي ما تم تطبيق ذلك المشروع على شركات الشحن كمثل، حيث يقوم ذلك البروجيكت بتقسيم مجموعة من العربيات الي اقرب المدن ليها تلقائياً عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي، ووصلت دقة ذلك المشروع إلى 95.6%، وإلى نص الحوار:
بادئ ذي بدء.. كيف يتم طرح مثل تلك الأفكار؟
الطلاب في كلية الحاسبات والمعلومات لديها تعطش للأفكار مثل تلك، وبالحديث عن فكرة القفاز الذي يحول لغة الإشارة للغة نصية ومسموعة، فقد جاءت من خلال أصدقائهم من ذوى الإحتياجات في الصم والبكم، وكان يود الطلاب تسهيل طريقة تواصلهم مع العامة، اختصارًا للوقت والمجهود.
من الطلاب المنفذون لمشروع القفاز؟
نفذ ذلك المشروع طلاب الفرقة الأخيرة بكلية الحاسبات والمعلومات، وهم احمد صفاءالدين السيد احمد، احمد السيد عبدالحفيظ الخولي، هاشم محمد ابراهيم دسوقي، يحيي محمد عبدالرحيم محمد، خلال مشروع التخرج الخاص بهم، بدعم من عميد الكلية الدكتوراسامة ابو سعدة.
ما فكرة القفاز؟
يرتدي صاحب الإعاقة ذلك القفاز في يده، ومن خلال حركة يده، يتم ترجمة لغة الإشارة إلى نص مكتوب عبر تطبيق على الهاتف خاص بالقفاز،وكذلك يتم ترجمته لنص مسموع.
وكما تعلم فإن كل حركة باليد، لها ترجمة في لغة الإشارة، ومن خلال تسجيل تلك الحركات على الداتا الخاصة بالقفاز يتم ترجمتها، وفي ذلك المشروع تم العمل على اللغة الإنجليزية فقط.
وذلك التصميم كان أولي حيث أنه تم تصميم فقاز مفرد، لم يتم عمل قفاز خاص باليد الأخرى، ولكن يمكن عمل قفاز آخر، ومن ثم الترجمة لأكثر من لغة، ولكن ذلك سيكون تكلفة على الطالب، ولكن في حالة وجود شركة منفذة يسهل تنفيذ ذلك بسهولة.
ما دقة القفاز في ترجمة لغة الإشارة؟
رغم أن الطلاب بدأو في ذلك المشروع من الصفر، إلا أنه أعطى دقة عالية بالنسبة لمشروع لا يزال في تصميمه الأولي، وللعلم فإن السينسور الذي ينقل حركة الإشارة للهاتف عن طريق البرمجة، أو الذكاء الإصطناعي، كلما كان سعرها مرتفع كانت جودتها أعلى.
إلا أن الطلاب استخدموا البسيط منها، إلا أنها أعطت دقة جيدة، في مجموعة الإشارات التي استخدموها أمام لجنة تحكيم ذلك المشروع، وأنا سعيد جدًا لأنهم تمكنوا من إخراج مثل تلك الدقة من خلال ذلك التصميم البسيط.
ولا تنسي أن ذلك العمل ينقسم إلى قسمين، الأول هارد وير، من خلال تصميم القفاز، وتوصيل الأسلاك، السينسور، والقسم الثاني السوفت وير، من خلال تصميم الأكواد الخاصة بالتطبيق، وتحميل لغة الإشارة لتظهر بشكل نصي ومسموع، وربط الهارد وير بالسوفت وير، لتصل الحركة إلى التطبيق الموجود على الهاتف النقال.
هل توجد مشروعات تخرج تنافس مشروع القفاز؟
يوجد أكثر من 6 مشاريع بنفس الجودة، ومن بينها مشروع خاص بـ"الروبيت" خاص بأحد الزملاء المشرفين عليه، وفكرته برمجة إنسان آلي لينفذ الطلبات الخاصة، حيث يمكن تطبيقه في "كوفي شوب"، وكل ذلك عن طريق تطبيق متصل بالهاتف أيضًا، ويعتمد ذلك المشروع على الذكاء الإصطناعي.
ويوجد فكرة أخرى خاصة بإكتشاف أمراض الجلدية دون الإستعانة بطبيب، من خلال وضع الذكاء الإصطناعي وتحميل الداتا الخاصة بالأمراض الجلدية، ويبدأ البرنامج تشخيص المرض، وإعطاء وصف للطبيب ليضع الطبيب الدواء اللازم.
هل سيتم اشتراك ذلك المشروع في مسابقات تكنولوجي؟
الجامعة لدينا تحت قيادة الدكتور عبد الرازق الدسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، يوجد فيها مراكز لربط الخدمة بالصناعة، كمراكز دعم، كمكتب نقل وتسويق التكنولوجيا ، تلك المكاتب خاصة بالدعم والتمويل، حيث أن الجامعة تتبني المشاروعات التي يجدون أنها قابلة للتطبيق، ليكون لها مخرج لتفيد المجتمع.
وفكرة الإشتراك، فإن وزارة الإتصالات أطلقت منصة إلكترونية خاصة بالمجلس الوطني للذكاء الإصطناعي، ويمكن القوم أن تلك ستكون بوابة لتحفز الطلاب، للدخول والتسجيل والتفاعل، حيث أن المنصة لا تزال حديثة، ومستشارة الوزير للذكاء الإصطناعي أكدت أن المنصة خاصة بالشباب المهتم بالتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي، وكذلك الشركات المتهمة، لتقريب الجميع، لتيسر تنبي مثل تلك الأفكار.
هل يتم عمل حق مليكة للمشروع لحمايته من السرقة؟
إن مشروعات التخرج تكون حق للكلية، تحت مسمي الطلاب المنفذين، والدكتور المشرف عليهم، حيث أن الحق يكون مشترك،لأن الكلية وفرت المبيئة والمعدات المناسبة التي تمكنه من التعامل من خلالها لإنهاء مشروعه.
كيف يتم تقييم المشروع؟
نحن نقيم البرنامج كمنتج تم تصنيعه، وتم مشاهدة المخرج الخاص به، من خلال التجربة، وعندما جرب الطلاب القفاز، وأعطى النتائج المرجوة يتم تقيييمه من خلال ذلك، يكون بذلك أدى الغرض الخاص به.
وبالحديث عن مشروع الدرون ما هي فكرة المشروع؟
نفذ تلك ذلك المشروع الطلاب، عبدالرحمن حمزة الديب، عبدالرحمن سمير محمد، عبدالرحمن إبراهيم محمد، محمد أشرف محمد راضي، محمود محمد عابد، أحمد طارق هلال، وفكرة الدرون، تتمحور حول المشكلات التي يمكن حلها من خلاله، لأن الكثير من الناس يستخدمونه في الأشياء الحياتية، كنقل الشحنات، إلا أن استخدامه في مصر قليل جدًا، وكانت الفكرة أن يتم استخدامه للتسهيل في الكثير من الأعمال لتوفير الوقت والجهد.
وعندما ننظر إلى ذلك المشروع بالشكل العلمي، نقوم بعمل محاكاة للواقع، وفكرة الدرون هو استخدامه في المناطق التي لا يتمكن أحد من الوصول إليها، سواء بالعربية أو أي وسيلة أخرى، فمثلًا رش المبيدات في الزراعة، يمكن استخدام الدرون لتنفيذ ذلك.
وبتطبيق الدرون على سيارات الشحن، نحن نعلم أن الدرون يعمل ببطارية، فالفكرة هي كيف يمكن توصيل السيارات، التي يوجد بينها سيارات نقل، والسيارات التي تحمل الدرون لتوصيلها لأقرب نقطة بالمكان الذي نريد الدرون أن يؤدي وظيفته فيها، لأن الدرون لا يتمكن من السير مسافات طويلة، لذلك كيف يتم قياس الوقت الذي سيقضي خلاله تلك المهام، مع جودة البطارية، لكي لا يحدث خلال، والعمل كان على حل تلك المشكلات واختيار أفضل مسار، التي تمكن من وضع عربات الشحن التي أطلقت الدرون، بالأماكن المناسبة لتلقي الدرون، ويتم تفعيل ذلك عن طريق الخوارزمات الخاصة بالذكاء الإصطناعي، وذلك لتوفير الوقت والجهد والمال.
ما هي دقة ذلك المشروع؟
يتم تقييم ذلك المشروع من خلال، محاكاة لدرون والسيارات بإستخدام برامج المحاكاة، ويبدأ تشغيل المحاكاة الخاصة بالذكاء الإصطناعي الخاصة بالمشروع، ومن ثم يتم قياس نسبة كفاءة المشروع من خلال برنامج المحاكاة، بعملية توفير الوقت، والوقود، والتكلفة، وبحسب الدقة فقد تأكد أنها وصلت إلى نسبة 95.6%، وتعد تلك النسبة عالية جدًا حيث يمكن عمل مشروع بحثي من خلال تلك التجربة.
هل يمكن تسويق ذلك المشروع للشركات الأجنبية؟
يمكن تسويق مشروع القفاز، لأنه تم تنفيذه على أرض الواقع، فيمكن تسويقه وتجربته للشركات المهتمة بذلك المجال، أما الدرون فلم يتم تنفيذه على أرض الواقع، هو لا يزال فكرة تم تطبيقها بشكل محاكاة فقط، ولكن يمكن للشركة أن تعطي الأدوات والمعدات التي تمكن من تطبيقه على أرض الواقع، وفكرة الدرون يهتم به أكثر الأفراد المهتمين بالبحث العلمي، لأنه يوجد شركات تتبني الأفكار، وترعاها.
هل يوجد اختلاف لإهتمام الدولة بتلك المشروعات بعد تولي الرئيس السيسي؟
إن القيادة السياسية تهتم بالشباب والأفكار التي يطرحونها، وتشاهد ذلك جليًا في مؤتمرات الشباب، التي كان يتحاور فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الشباب، ومنذ سنتين بالضبط، قام الرئيس بعمل سيشن كامل للذكاء الإصطناعي، ودعني أقولها صريحة إن الرئيس يعلم جيدًا أن الاقتصاد العالمي، يتغير بسبب الذكاء الإصطناعي، لهذا يهتم بذلك الجانب كثيرًا.