يوهانس فيرمير هو أحد أهم فناني هولندا في القرن السابع عشر ويلقب بسيد الضوء نظرًا لإهتمامه الشديد بوجود الضوء في كل لوحاته؛ لم يحصل على الشهرة الكبيرة أثناء حياته، لكن بعد وفاته بدأت أهمية أعماله تتجلى.

ولد فيرمير في دلفت بهولندا في 31 أكتوبر لعام 1632 لعائلة مسيحية بروتساتنتينية، ويقال أن والده كان تاجر تحف ولوحات وأنتيكات قديمة وهو ورث مهنته أبيه لكنه كان رسامًا أكثر من تاجر أو جامع تحف.

تميز فيرمير برسم لوحات من الحياة اليومية العادية للطبقة الوسطى، كسيدة تطبخ طعامها أو سيدة تباشر أعمالها المنزلية أو عمومًا أي من هذه التفاصيل؛ كذلك تميز بتصوير وتسجيل حياة الطبقة البرجوازية في بيوتهن وقصورهم تارة للإنبهار والغرور وتارة أخرى بشكل بسيط وراقي، كذلك اهتم بتجسيد الحياة الطبيعية ومناظرها في بلدته.

وبما أن لوحات فيرمير تنحصر في تسجيل الحيوات المختلفة للطبقات الوسطى والبرجوازية، فنجد تشابه كلير في تفاصيل اللوحات من تشابه في الأثاث والديكورات وأحيانًا الأشخاص ذاتها؛ لكنه كان مغرم بتجسيد صور النساء بأوضاع مختلفة وهي جالسه أو واقفه أو تعمل أو تحدثه بنصف وجهها أو غيرها.

وفي جاليري الفن يذكر أن فيرمير كان مستخدما براعته في استدعاء تقنية الصمت والسكون والوقت البطيء في لوحاته، كأنك تحس بأن الزمن واقف لا يتحرك، في نفس الوقت يوهم الناظر على ان من في الصورة هو في حركة وليس في ثبات وان هناك قصة تحكى يجب ان تسمعها ولكن بأحاسيسك.

اهتم فيرمير أيضًا بجودة الأصباغ والألوان التي استخدمها في لوحاته، رغم أن هذه الأصباغ كانت غالية الثمن جدًا إلا إنه كان مُدركًا أن استخدام هذا النوع بالتحديد يضفي على اللوحة شيء من الحركة والحياة وقوة الألوان مثل لوحتة "الفتاة مع كوب النبيذ".

ظل فيرمير بعيدًا عن الأضواء ولم ينتج في حياته سوى 45 لوحة فقط وربما إنتاجه القليل سبب في عدم حصوله على ثروة من فنه حيث ترك أسرته تعاني من الديون الطائلة.

سطع نجم يوهانس فيرمير بعد موته بفترة حيث حلل أحد الباحثين لوحاته وأهميته فأشتهر بشكل كبير حتى يومنا هذا وأرتفعت قيمة لوحاته ماديًا بعدما ظهرت قيمتها الفنية، ومن أهم لوحاته "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي، ياقية الحليب، فن الرسم، الفتاة مع كوب النبيذ"

وتوفي فيرمير في الخامس عشر من ديسمبر لعام 1675 بعد توقف مفاجئ لعضلة القلب