عقدت الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان ندوتها الرقمية الثانية عن الحق في الخصوصية الرقمية عبر تطبيق زووم، وهى الندوات التي تأتى ضمن مشروعها لرفع الوعي بالمواطنة الرقمية وحقوق الإنسان على وسائل التواصل الاجتماعي والتي بدأت بحملتها ضد التنمر الرقمى في شهر مارس الماضى.

وشارك في الندوة نخبة من الإعلاميين المصريين وهم الأستاذ خالد ناجح رئيس تحرير بوابة وكتاب الهلال، والكاتبة الصحفية بجريدة الشروق صفاء عصام الدين، والكاتب الصحفى هانى دانيال المراسل المقيم في برلين، وأدار الندوة الكاتب الصحفى محمود بسيونى رئيس الشبكة العربية للإعلام الرقمى وحقوق الإنسان .

في البداية تحدثت الأستاذة صفاء عصام الدين عن ضعف الاهتمام بالحق في الخصوصية الرقمية وعدم الاهتمام بالتعامل مع الحق في الخصوصية بشكل عام في المجتمعات العربية مشيرة إلى أن الأمم المتحدة بدأت تهتم مؤخرا بالحق في الخصوصية الرقمية بعد توسع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى والانترنت والشكوى من تحكم الحكومات وشركات التواصل الاجتماعى في البيانات الخاصة بالمواطنين واستخدامها لاهداف مختلفة .

وأوضحت ان ولع الناس بالتصوير ونشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل عرض حقهم في الخصوصية لانتهاكات عديدة نظرا الى تداولها الواسع على شبكات التواصل دون استئذان أصحابها وتسبب فى اثر اجتماعى ضار لافته إلى أن النساء والأطفال من اكثر الفئات التي تتعرض لانتهاك الخصوصية الرقمية .

وأشارت إلى وجود قصور تشريعى في التعامل مع الحق الخصوصية الرقمية عربيا باستثناء مصر التي اهتمت بإصدار  قانون لحماية البيانات وهو ما اعتبرته خطوة مهمة في التشريع المصرى بالرغم من عدم تفعيله لما فيه من إشارات لانتباه المؤسسة التشريعية لضرورة حماية ذلك الحق .

وعن التجربة الألمانية في حماية الخصوصية الرقمية قال الكاتب الصحفى المقيم في المانيا هانى دانيال ان التجربة الألمانية رائدة في ذلك المجال على مستوى أوروبا لافتا الى اصدار البوندستاغ الألماني لقانون قوى لحماية الخصوصية الرقمية والذى تم تفعيل لائحته الأساسية بشكل رسمي لتنظيم البيانات وحماية خصوصية معلومات المواطنين . 

وأشار إلى أن المؤسسات الألمانية والوزارات والبرلمانات لديها صفحات رقمية لتعريفك بالشخص المسئول عن البيانات للحفاظ على حق المواطن الالمانى في معرفة ماهى المعلومات الماخوذه عن حياته لدى اى مؤسسة لافتا الى ان القانون الالمانى اعطى للمواطن الحق في الاستعلام والحق في تصحيح معلوماته الشخصية او الغائها وكذلك الحق في الاعتراض على نقل معلوماته دون إذنه .

وأوضح أن الحكومة الألمانية فرضت على شركة فيس بوك القوانين الأوروبية التي تحمى الخصوصية وبسببها تراجعت أرباح الشركة وخسرت ما يقرب من 3 مليون مشارك نشط بموجب تلك القوانين . 

وقامت بتغريم شركة تويتر لانها تقوم بترجمة كل تفاصيل حياة مشتركيها من خلال بياناتهم ثم تقوم بتحويلها الى معلومات وتقوم ببيعها للشركات الأخرى وهو انتهاك خطير للخصوصية ولذلك كان تحرك الحكومة الألمانية لحماية خصوصية مواطنيها إشارة مهمة لدور الحكومات في منع الشركات من استخدام البيانات الشخصية لمواطنيها . 

واكد الكاتب الصحفى خالد ناجح رئيس تحرير بوابة الهلال ان الاعلام يقع عليه مسئولية كبيرة من اجل رفع درجة وعى المواطنين بحقهم في الخصوصية مؤكدا على ضرورة مناقشة قوانين وتشريعات مصرية لحماية الخصوصية الرقمية والحد من الانتهاك الذى تقوم به شركات التواصل الاجتماعى الكبرى ضد الحق في الخصوصية .

ودعا منظمات المجتمع المدنى وحقوق الانسان الى الحوار مع مجلسى النواب والشيوخ من اجل سن تشريعات جديده تواكب ذلك التطور التكنولوجى المتسارع للحفاظ على خصوصية حياة المصريين من تغول شركات التواصل الاجتماعى.

وانتهت الندوة بعدة توصيات أهمها:

- رفع الوعى المجتمعى بالحق في الخصوصية الرقمية وكيف يحمى المواطن بياناته خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى .

- تدريب شباب الإعلاميين والمؤثرين على مفهوم الخصوصية وضرورة الاهتمام بحماية الحياة الخاصة للمواطنين على وسائل التواصل الاجتماعى .

- الاتفاق بين الشبكة العربية للاعلام الرقمى وحقوق الانسان وبوابة الهلال اليوم التابعة لعقد ندوة موسعة يشارك فيها أعضاء من مجلسى النواب والشيوخ لمناقشة موقع الحق في الخصوصية الرقمية في التشريعات المصرية .