حفيظ دراجي: بحب كرة الأهلي.. و«صلاح» فخر نفسه (حوار)
حفيظ دراجي:
أتوقع فوز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا هذا العام
لا يوجد بديل لـ«ميسي» و«كريستيانو»
أتابع المعلقين الآخرين لأتعلم من أخطائهم
أفضل التعليق على أهداف ميسي ومباريات الجزائر
«كم نحن بحاجة إلى من يشعر بنا».. «حطها في الجول يا رياض».. «آه يا سيدي الحكم».. «امسك راسك امسك شعرك امسك صدرك امسك بطنك أنت أمام رونالدو يا ولد».. تعليقات لا تزال عالقة بأذهان الجماهير رغم مرور أعوام عديدة على المباريات التي شهدت هذه العبارات، كما أن الجماهير ستظل تتذكرها أبد الدهر بعد أن حفرها المعلق الجزائري حفيظ دراجي بدموعه في قلوبهم قبل عقولهم.
وأصبح لكل مشجع في الوطن العربي، مُعلّقه المفضل الذي ينتظره للتعليق على المباريات وخاصة المصيرية منها؛ ومن أبرز هؤلاء المعلقين الجزائري حفيظ دراجي، والذي استطاع جذب قاعدة عريضة من الجماهير بأحساسيسه وعباراته؛ والذين لا تكتمل فرحتهم بأي مباراة مهما كانت أهميتها حال غيابه عنها.
وأجرت بوابة «دار الهلال»، حوارًا مع المعلق الجزائري حفيظ دراجي؛ للتعرف على كيفية إعداده للمباريات، وسر الكلمات الرائعة التي ستظل عالقة بأذهان الجماهير.
وإليكم نص الحوار..
كيف كانت بدايتك مع التعليق؟
عشقت مجال الصحافة والتعليق من صغر سني، ولعبت كرة سلة لمدة 7 سنوات قبل اتجاهي لكرة القدم، وانضمامي لصفوف مولودية الجزائر؛ لذلك قررت خوض تجربة التعليق.
من أكثر شخص شجعك على خوض تجربة التعليق؟
والديَّ هما من شجعاني على دخول مجال الإعلام والتعليق، ودائمًا ما وقفت أسرتي بجانبي في مشواري.
من هو قدوتك في مجال التعليق الرياضي؟
فى سبعينيات القرن الماضي، كانت هناك قناة واحدة فى التليفزيون الجزائري وليس هناك قنوات فضائية لنشاهدها حتى نتأثر بآخرين أو نتعلم منهم، وقتها كنت مُولَع بالتعليق وليس بمعلق بعينه، وأخبرتني والدتي من قبل: «عندما كنت أبكي وأنا صغير كانت تضع الراديو تحت رأسي لكي أسكت عند استماعي للمذيع مهما كان نوع البرنامج».
من أكثر معلق تحب الاستماع إليه؟
لا توجد لي خيارات معينة ولكن استمع لهم جميعًا لتجنب أخطائهم بالدرجة الأولى، ولا أحبذ الاستماع إلى تعليقي على المباريات.
ما هي أفضل مباراة علقت عليها من وجهة نظرك؟.. ولماذا؟
أفضل المباريات التى علقت عليها هي لقاءات منتخب الجزائر، وتبقى دائما في ذاكرتي، وهناك مباراتان هم الأفضل في مسيرتي، وهما: فوز المنتخب الجزائري على مصر في أم درمان بالسودان بتصفيات كأس العالم 2010، ومباراة الجزائر ونيجيريا فى نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 2019.
من هو أكثر لاعب تحب التعليق على أهدافه؟.. ولماذا؟
بالطبع هو الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة وبدون منازع؛ لتميز أهدافه بالإبداع والبراعة والروعة والمهارة العالية التى يتمتع بها اللاعب، ولكن استمتع أيضًا بالأهداف الجميلة التى يسجلها لاعبون أدنى من مستوى ميسي.
هل العبارات التي لا تزال عالقة بأذهان الجماهير كانت ارتجالية أم سبق الإعداد لها؟
العبارات التى أقولها خلال التعليق تكون عفوية ولا أحضر لها، وليس من عادتي فعل ذلك والجمهور ذكي وفطن جدا ويستطيع التمييز بين ما هو عفوي وما تم إعداده مسبقًا، والتعليق الذي يكون غير عفوي من الصعب أن يتقبله الجمهور، وأنا أوفيت جميع الأهداف والمباريات التى علقت عليها حقها.
كيف تقوم بالإعداد للتعليق على المباريات؟
تحضيري للمباريات غير مرتبط بموعد المباراة، ويكون بشكل متواصل ومستمر، والبقاء على صلة بالأخبار والتحاليل والتعليق أيضًا، وسأكون معلقاً على نهائي كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020» الأحد المقبل، وأنا لا أنتظر حتى الأحد أو السبت لأقوم بالتحضير لها؛ بل تحضيري للمباراة مستمر، وامتداد للبطولة قبل بدايتها وامتداد لمتابعتي للأخبار والتحاليل والمعلومات والقنوات، ولو أخبرتني بأن المباراة ستبدأ بعد ساعة من الآن فأنا سأكون جاهزًا للتعليق عليها، والعبارات التى أقولها خلال التعليق عفوية، ولكن أقوم بتدوين أرقام ومعلومات قبل المباراة فقط.
"حطها في الجول يا رياض".. صف لي إحساسك في لحظة تسديد رياض محرز للكرة؟
هذه العبارة ماركة مسجلة بالنسبة لي؛ لأنها اختلطت فيها مشاعر الرغبة والأماني في تسجيل رياض محرز، والشعور أننا اقتربنا من تسجيل هدف التأهل لنهائي كأس الأمم الأفريقية، ورأيت في مخيلتي الهدف قبل أن يسجله رياض، وتمنيت أن يكون بهذا الشكل فكان؛ وبالتالي تلك اللحظة كانت آنية ولم أُحضر لها.
هل يجب أن يُظهر المعلق الرياضي انتماءاته ويتحيز لفريق خلال التعليق؟
المعلق يجب أن يكون محايدًا بكل تأكيد، حتى إذا كانت مشاعره مع منتخب بلاده؛ فالحياد مطلوب "مهنيًا"، وفى شبكة قنوات "بي ان سبورتس" لدينا هامش من الحرية للتعبير عن مشاعرنا عندما يكون منتخب بلادنا يتنافس مع منتخب غير عربي، وعندما يتعلق الأمر بمنتخبين عربيين فأنت مطالب بأن تكون محايدًا، وأنا في مباريات منتخب بلادي برغم أمنيتي في الفوز، اتجه بكل الأدب والاحترام للمنافس وأعطي له حقه كما ينبغي، وهذا بحكم التزامي بأخلاقيات المهنة وبمبدأ الحياد الذي هو أساس مهنتنا.
هل الجيل الحالي لمنتخب الجزائري قادر على تكرار إنجاز مصر بحصد لقب كأس الأمم الأفريقية 3 نسخ متتالية؟
بالطبع الجيل الحالي للمنتخب الجزائري قادر على تكرار إنجاز الفراعنة، والاستمرارية واضحة فى أداء محاربي الصحراء بعدم الخسارة لـ 32 مباراة متتالية حتى الآن؛ فالمنتخب الجزائري المرشح رقم 1 لحصد لقب كأس الأمم الأفريقية 2022 بالكاميرون، ومرشح بقوة لحجز إحدى بطاقات التأهل لكأس العالم 2022 بقطر، طالما المدرب جمال بلماضي مستمر في قيادة الفريق، واللاعبون نفسهم موجودون والمدرب يسعى لضخ دماء جديدة في الفريق باستمرار من اللاعبين الشباب البارزين.
شايف الجزائر فين مع جمال بلماضي؟
جمال بلماضي أضاف الكثير للمنتخب الجزائري، ومعه تطور الأداء بشكل كبير، بعد حملات التهديم والتحيطم التى تعرضت لها معنويات اللاعبين، والتى وصلت إلى التشكيك فى وطنية وولاء بعض اللاعبين، مجيء بلماضي غير الكثير من المعطيات أهمها وجود هوية لعب جديدة سمحت للاعبين من تفجير طاقات اللاعبين التي كانت مكنونة، والذي فشل جميع المدربين السابقين فى إخراجها، وأتمنى استمرار بلماضي في قيادة الفريق لأطول فترة ممكنة، وأتوقع تحقيقه إنجازات كثيرة مع المنتخب.
الجزائر لعبت في مصر وحصلت على بطولة الأمم الأفريقية من الأرض الطيبة طبقا لتعليقك.. متى نشاهد لاعبين جزائريين في الملاعب المصرية.. والعكس؟
اللاعبون الجزائريون الذين خاضوا تجارب احترافية بالدوري المصري قليلون للغاية، أتذكر قاسي سعيد لاعب نادي الزمالك السابق، وأمير سعيود الذي خاض تجربة احترافية قصيرة في الأهلي بسن صغير ولم يكن قد نضج، ولعب مع جيل مميز للأهلي يضم محمد أبو تريكة ومحمد بركات فى ذلك الوقت؛ اللاعبون الجزائريون يحبون خوض تجارب احترافية فى أوروبا لأنها قريبة، ولإدراكهم أن اللعب لمنتخب الجزائري يجب أن يمر على اللعب لأندية أوروبية، وأتمنى أن يكون هناك لاعبين جزائريين فى مصر والعكس فى القريب العاجل.
«كم نحن بحاجة إلى من يشعر بنا».. بالنسبة لتصرف رئيسة كرواتيا بعد مواجهة نهائي كأس العالم.. ما الخواطر التي دارت بذهنك عند التعليق على المشهد وخاصة أن هذه رئيسة دولة؟
طبعا ما قلته فى نهائي كأس العالم 2018 يدل على أن كل شيء كان عفويا؛ فكانت صور مفاجئة يجب أن تتجاوب معها وتعلق عليها، وتضع نفسك فى مكان المشاهد، وتحاول أن تعبر عما يفكر فيه المشاهد، وهامش الحرية الذي نتمتع به في قنوات "بي ان سبورتس" يجعلنا نقول ما نفكر فيه ولا نفكر فيما نقول، طالما بأدب واحترام، وما دام لا يمس احترام الأخلاقيات واحترام مشاعر الناس والتقاليد والأعراف فى وطننا العربي، فيمكنك قول ما تريده، وكان ذلك تعبير وصفي لصورة كانت جميلة جدا آنذاك، ربطتها بوضعنا فى عالمنا العربي حتى لو كان الأمر يتعلق برئيسة دولة.
من تتوقع أن يفوز بيورو 2020؟
منذ بداية اليورو، وأتوقع بلوغ إيطاليا وإنجلترا للمباراة النهائية، وأتوقع تتويج إيطاليا بلقب كأس الأمم الأوروبية؛ نظراً لما أظهره منتخبها من قدرات كبيرة خلال البطولة بغض النظر عن مواجهة إسبانيا الأخيرة التى كانت صعبة جدا على الفريقين، والمتعة ستكون مضمونة والإثارة أيضًا والمجال مفتوح لكلا المنتخبين للتتويج، ولكنى أرشح إيطاليا.
ما سبب فشل ميسي فى حصد الألقاب مع منتخب التانجو برغم الوصول للمباريات النهائية؟
فشل منتخب الأرجنتين فى تحقيق الألقاب ليس مرتبط بميسي، ولكن مردود مهاجم برشلونة مع التانجو لا يختلف عن مردود لاعبين كثيرين متألقين ومتميزين ولا يتألقون مع منتخبات بلادهم ماعدا رونالدو الذي تمكن من حصد يورو 2016 مع منتخب البرتغال، وهناك لاعبون قدموا أداء قويا للغاية فى الموسم الماضي مع أنديتهم، ولكن فى يورو 2020 لم يقدموا الأداء المرجو منهم، وهذا أمر طبيعي لأن المنتخبات تضم أفضل اللاعبين فى كل بلد، وأتمنى أن ينهى ميسي مشواره بالتتويج بلقب كوبا أمريكا أو كأس العالم.
هل مبابي وهالاند قادران على إعادة المنافسة الذي دامت سنوات طويلة بين ميسي ورونالدو في تحقيق الألقاب والإنجازات؟
صعب جدا أن تجد من يعوض ثنائية ميسي ورونالدو سواء هالاند ومبابي أو غيرهم، لكل وقت جيله ولكل جيل مميزاته وقدراته، وما عشناه مع ميسي ورونالد على مدار العشر سنوات الماضية أعتقد لن يتكرر فى القريب العاجل، ومن الصعب أن يظهر مثلهما فى المهارة والبراعة خلال الوقت الراهن.
ماذا ينقص المنتخبات العربية للفوز بكأس العالم؟
الفوز بكأس العالم هو ثقافة وتقاليد والكثير من العمل الجاد، وصعب أن تحقق فيه مفاجأة، ووارد أن يحدث مفاجأة خلال مباراة واحدة، ولكن على مدار 7 مباريات بالبطولة صعب للغاية، وأعتقد أن فوز المنتخبات العربية يتأجل لوقت أطول، وما ينقص منتخباتنا العربية فى كل المجالات سواء سياسية، فكرية، علمية، اقتصادية، ثقافية، وأخلاقية، ولا أعتقد أنه يمكن فوز منتخب عربي بالمونديال فى هذا القرن على الأقل.
من أفضل محترف عربي خلال الفترة الحالية من وجهة نطرك؟
ليس هناك لاعب محترف أفضل بالمطلق من آخرين، وهناك العديد من اللاعبين العرب الذي يتألقون فى أوروبا على غرار صلاح ومحرز وحكيم زياش وأشرف حيكمي وغيرهم من اللاعبين المصريين والجزائريين والتوانسة، ممكن ليس بدرجة محرز وصلاح، ولكن هناك عدد كبير من اللاعبين يتألقون ولا يمكن الحديث عن تألق لاعب واحد مقارنة بالآخرين.
من هو فخر العرب الحقيقي من وجهة نظر حفيظ دراجي "صلاح أم محرز"؟.. ولماذا؟
حتى فى هذا المجال لست من دعاة من يتحدثون عن فخر العرب أو فخر أوروبا وغيره، محمد صلاح فخر نفسه ومصر، ورياض محرز فخر نفسه والجزائر، والقضية لا تحسب بالقومية والعروبة وهو كلام جماهير وإعلام، وأنا لا أنساق وراء كل هذا، بالنسبة لي صلاح فخر مصر ومحرز فخر الجزائر، أم أن تكون فخر أمة؛ الأمر كبير على لاعب كرة أن يكون مفاخرة لأمة فيها وعليها، والكرة تبقى جزء بسيط من مجالات أخرى أكثر أهمية للإنسان.
هل الجيل الحالي لمنتخب مصر قادر على العودة لمنصات التتويج القارية؟
بالتأكيد طالما الأهلي والزمالك متميزان على الصعيد القاري ويصلان للنهائيات ويتوجان بالألقاب، وهناك جيل بالموازنة مع ذلك ينشط فى أكبر الدوريات الأوروبية، واللاعب المصري الآن لم يكن لديه أي عقبة للعب فى أي نادي أوروبي، وبالعكس الآن اللاعبون يحلمون باللعب في أوروبا، الجيل الصاعد أصبح حلمه أن يكون مثل محمد صلاح ويلعب في الدوري الإنجليزي والإسباني والألماني ويتميز في الخارج، ومصر ولادة وقادرة في أي لحظة أن ترجع لمستوى المنتخب، ممكن اليوم مستويات الفرق الأفريقية أصبحت أقوى مما كانت عليه، واليوم يوجد تونس والجزائر والمغرب وغيرهم، كلهم منتخبات صارت تنافس على الألقاب القارية لذلك أصبح الأمر صعباً على أي منتخب عربي أو غير عربي للسيطرة على 3 دورات متتالية مثل ما فعلت مصر في السابق.
حفيظ دراجي يشجع أي فريق مصري؟
أشجع كل ما هو جميل ومبدع ويبذل جهد، طبعا الأهلي يخليك تشجعه لأنه متميز ويفرح جماهيره فى كل مرة، ومستمر في المستوى العالي، وأقدر الجهد والبراعة أينما كانت، والأهلي رمز لذلك، والدليل هو ألقابه ومستوياته العالية فى كل موسم؛ فهو ليس مجرد فريق لكرة القدم، وأي شخص يحب الكرة يحترم الأهلي والزمالك بالتأكيد.
بالنسبة لنهائي دوري أبطال إفريقيا.. من الأقرب للتتويج بالبطولة من وجهة نظرك؟
الأهلي مرشح بدون منازع للتتويج باللقب القاري العاشر له، والثاني على التوالي، أمام كايزر تشفيز بطل جنوب أفريقيا؛ نظرًا لما أظهره في مبارياته السابقة وقدراته هذا الموسم، بالإضافة لحفاظه على توازنه ولاعبيه، ودعم جمهوره الكبير له، وأرشحه للتتويج بالبطولة.