رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رسمنا على القلب وجه الوطن

11-7-2021 | 21:05


عبد الرازق توفيق

«وتنساب يا نيل حراً طليقاً.. لتحكى ضفافك معنى النضال».. بيت شعر يتوسط النشيد الرسمى للجيش المصري.. الذى بدأ بالنيل.. وانتصف بالنيل.. وختم بالنيل.. ليشكل النيل جزءًا مهمًا من عقيدة أبطال الجيش المصري.. يتغنى به ويردده رجاله كل صباح.. لذلك كانت الورقة الأولى من كلمة سامح شكري، وزير الخارجية تحمل بيتاً من أبيات النشيد الرسمى لقواتنا المسلحة.. لتبعث برسائل الاطمئنان إلى المصريين.. وأيضاً رسائل من نوع آخر لكل من يهمه الأمر.. ولكل متعنت.. لكن الدولة المصرية وبكل مؤسساتها قادرة وجاهزة لحماية مياه النيل، شريان الحياة، وأصل الوجود.. ربما لا يتوقع أحد السيناريو الذى يوجد فى عقل الدولة المصرية التى ستتخذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.. «نشيد الجيش المصري».. رسالة اطمئنان وثقة.. أن حق مصر لم ولن يضيع.

سيظل الجيش المصرى أبد الدهر حارساً أميناً وسنداً وحصناً ودرعاً لهذا الوطن، يحمى البر والجو والبحر.. يصون الحقوق والثروات والمقدرات.. يفتدى الأرض والسيادة المصرية.. ويثق الشعب المصرى العظيم فى أبطال ورجال قواتنا الشرفاء.. ثقة بلا حدود.. ولديهم إيمان راسخ من تجارب وانتصارات وبطولات ومواقف وطنية مضيئة عبر التاريخ فى شرف العسكرية المصرية.. فهذا الجيش العظيم الذى يعد أقدم جيوش الأرض وأعظمها على الإطلاق.. ملك لهذا الشعب وجزء من نسيجه الوطني.. فأبناؤه.. هم أبناء المصريين.. ويعتز بأنه ملكهم ورهن لإرادة الشعب العظيم.. يستشعر نبضهم.. وينفذ إرادتهم، ويؤمن حياتهم.. ويحمى أرضهم وحدودهم، ويحافظ على مقدراتهم.. فهو السيف البتار الذى يقطع رقاب كل من يحاول المساس بحياة وكرامة المصريين.

الجيش المصرى العظيم صاحب عقيدة شريفة ركيزتها الدفاع عن المصلحة العليا للوطن، والانتماء والولاء للأرض.. لا يبتغون سوى وجه اللَّه والوطن.. يدافعون عن وجود وبقاء الدولة المصرية.. وشعارهم النصر والشهادة، لا يهابون الموت إذا تعرض أمن مصر للخطر.
يتغنى كل يوم أبطال ورجال قواتنا المسلحة الباسلة بأبيات من الشعر تمثل نشيد الجيش.. تجسد أسمى معانى الوفاء والفداء والانتماء لهذا الوطن والاستعداد الدائم للتضحية من أجله.. ويشكل نهر النيل والحفاظ على جريانه وتدفقه عند أبطال جيشنا العظيم عقيدة راسخة وثابتة، تجدها فى أبيات نشيد الجيش المصري: «رسمنا على القلب وجه الوطن.. نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً».. وهنا أتوقف عند هذا البيت لأجد تفسيراً يكشف ملامح صورة الوطن ومكوناته عند أبطال الجيش العظيم: «نخيلاً ونيلاً وشعباً» لنجد أن النيل مكون أساسى من مكونات الوطن.. وصورته الراسخة فى وجدان وقلوب خير أجناد الأرض.. فهل يمكن ألا يكون النيل موجوداً كأحد أركان بناء هذا الوطن؟!.. وهل لأحد أن يستطيع إيقاف جريانه وتدفقه؟!.. بطبيعة الحال.. لا أحد يستطيع.. لأنه بذلك يكون وطناً منقوصاً.. غابت عنه الروح والحياة.. فهو مصدر الحياة والنماء والخير لكل المصريين.. وبالتالى فلا يمكن وبأى حال من الأحوال أن يقترب أياً ما كان من المساس بنهر النيل.. لأنه أصل وشريان الحياة فى مصر.. ومصدرها لشعبها.
.. وأتوقف عند بيت آخر يعكس العديد من المعاني.. ويجسد الكثير من الحقائق والبطولات لهذا الجيش المصرى الذى ينشد ويتغنى رجاله ببطولاتهم وانتصاراتهم: «على كل أرض تركنا علامة.. قلاعاً من النور تحمى الكرامة».. فقد سطَّر جيش مصر العظيم فى مصر وخارجها أروع وأعظم الانتصارات.
و«يحميك بالدم جيش الكنانة».. وهنا فإن الحماية والدفاع عن هذا الوطن ومقدراته وثرواته وحقوقه وأرضه وحدوده، وأمنه القومى هى المهمة المقدسة لقواتنا المسلحة.. لا يتخلى فى تنفيذها بالروح والدم، وأعظم التضحيات.. ولنا فى التاريخ ملاحم كثيرة.. وانتصارات مدوية.. وتضحيات عظيمة.. سطَّرت أمجاد هذا الوطن وخلَّدت اسم مصر عالياً.. وجعلت رايتها خفاقة.
«وتنساب يا نيل حراً طليقاً.. لتحكى ضفافك معنى النضال».. هذا البيت من النشيد الرسمى للجيش المصرى العظيم الذى يردده أبطاله كل صباح، والذى جاء نصاً على غلاف كلمة السيد سامح شكري، وزير الخارجية المصرى أمام مجلس الأمن الخميس الماضى بشأن سد النهضة.. هذا البيت الشعرى الذى شكل قلب نشيد الجيش يبعث بالكثير من الرسائل والمعاني.. فالنيل هو جزء رئيسى وجوهرى فى عقيدة رجال قواتنا المسلحة: «وتنساب يا نيل حراً طليقاً».. فلا مجال ولا اختيار إلا أن يكون نهر النيل حراً طليقاً طالما أن هناك أبطالاً ورجالاً، وخير أجناد الأرض يضمنون جريان وتدفق مياه النيل كما أرادها اللَّه.. فما صنعه الخالق لا يغيره البشر.. وهذه العقيدة، وهى استمرار جريان وتدفق مياه نهر النيل لتروى وتبنى وتعمر وتبعث الحياة فى مصر.. وأن أى حقيقة أخرى غير ذلك أو أى محاولات للعبث، تكون دونها الرقاب، وتهون أمامها الحياة.. فلا اختيار إلا أن يجرى النيل العظيم، يحتضن مصر وشعبها.. ويكون دائماً مصدراً للحياة والنماء.
«وتنساب يا نيل حراً طليقاً.. لتحكى ضفافك معنى النضال».. فالنيل العظيم الذى يتغنى به المصريون ويشكل مصدر حياتهم ووجودهم وسعادتهم وخيرهم وفى القلب منهم رجال جيشهم الوطنى الشريف.. سيظل دوماً شاهداً على كفاح ونضال وانتصارات المصريين، وقدرتهم على الحفاظ على جريانه وسريانه، ينعم بالحرية وأن يكون أمامهم طليقاً يتدفق دون مساس.. لذلك جاء عنوان غلاف بيان الوزير سامح شكرى فى جلسة مجلس الأمن الخميس الماضى حول سد النهضة الأثيوبى معبراً ومجسداً وحاملاً للعديد من الرسائل لأصحاب العقول والفهم.. خاصة أن هذا البيت جاء من أبيات نشيد الجيش المصرى العظيم.. فمصر كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى لن تسمح بأن تنقص حصتها قطرة مياه واحدة.. ولن تسمح بأسر مياه النيل، أو منعها من التدفق.. فلا بديل إلا أن يكون النهر حراً طليقاً يجرى كما خلقه اللَّه عز وجل.. وكما كان ومازال مصدر الحياة والوجود عند المصريين.
«وتنساب يا نيل حراً طليقاً.. لتحكى ضفافك معنى النضال».. بيت من الشعر من النشيد الرسمى للجيش المصرى العظيم.. يقول كل شيء.. ويبعث برسائل الثقة والاطمئنان للمصريين بالحفاظ على حقوقهم فى مياه النيل، ورسائل أخرى واضحة لكل من يحاول المساس بمياه النيل، أو يحاول إيقاف جريانه.
سيظل النيل حراً طليقاً.. مادام جيش مصر العظيم يحمى ويصون ويدافع عن حقوق هذا الوطن.
وكما أن النيل كان فى البيت الأول من النشيد للجيش المصرى وفى القلب منه.. وتنساب يا نيل حراً طليقاً.. جاءت خاتمة النشيد تحمل معانى الفداء والتضحية من أجل الحفاظ على تدفق وجريان النيل.. وسالت مع النيل دوماً دمانا.. لنبنى لمصر العلا والرخاء.. فالنيل والحفاظ عليه.. واستمرار جريانه وتدفقه يعنى ويجسد الأمن المائى لمصر.. ومصدر الحياة والوجود.. وهو عصب الأمن القومى المصري.. لذلك فهو يمثل عقيدة قواتنا المسلحة والحفاظ عليه من أقدس مهام جيشنا العظيم.. لذلك جاءت كلمة وبيان سامح شكرى وزير الخارجية تحمل فى ورقة الغلاف.. أهم أبيات نشيد الجيش المصرى التى تحمل رسائل مهمة، والتأكيد على استمرار تدفق وجريان مياه النيل بحرية وانسياب.. وأنه سيظل طليقاً لا تستطيع قوة على الأرض أن تمنعه أو توقفه، أو تنال من حق مصر فيه.
فى افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية أيضاً جاءت الكلمات خلال حفل الافتتاح فى وحدة عسكرية تتبع قواتنا المسلحة.. تؤكد أن سعى مصر الدائم لامتلاك القوة يأتى من رغبتها فى تحقيق السلام.. فلسنا دعاة حروب أو نزاعات أو صراعات، لكننا فى ذات الوقت إذا فُرض علينا القتال دفاعاً عن حقوقنا ومكتسباتنا فنحن أهله.. ودروس التاريخ تؤكد للقاصى والدانى أن مصر وإن طال صبرها إلا أنها لا يمكن أن تفرط أبداً فى حق من حقوقها.. ستبقى مصر تنبض بالحياة لترفع أمتها العربية رأسها إلى عنان السماء.. وجاءت رسالة أخرى على لسان مقدم الحفل من القوات المسلحة لشعب مصر العظيم.. إن لم نكن قادرين على ذلك.. فباطن الأرض أولى بنا من ظاهرها.
النيل أمن قومي.. وحماية الأمن القومى المهمة الرئيسية والأساسية والمقدسة لقواتنا المسلحة.. لكن ورغم ذلك فإن الدولة المصرية بكامل مؤسساتها لديها من القدرة والجاهزية والأوراق والأساليب والسيناريوهات للحفاظ على أمن مصر المائي.. بشتى الطرق والوسائل المتاحة.. لا يقتصر هذا الحفاظ وآلياته ووسائله على مؤسسة بعينها.. فمصر دولة كبيرة وعظيمة وقوية لديها رؤية وقدرة وتمتلك كافة السبل والوسائل بما يضمن جريان مياه النيل وتدفقها إلى مصر دون أن تنقص قطرة واحدة.
الحل ربما لا يخطر على عقل بشر.. وخارج التوقعات.. ولا تجده إلا عند «مصرــ السيسي».. لكننى أردت أن أؤكد على رسائل الثقة والاطمئنان إلى المصريين، فإذا كان النيل العظيم هو مكون أساسى فى عقيدة قواتنا المسلحة الباسلة.. وأقوى جيش فى المنطقة وأفريقيا وأحد أقوى جيوش العالم، ويتغنى به أبطالها كل صباح فى نشيدهم الرسمي.. إذاً فلا يمكن أن نقلق .. فهذا الجيش العظيم الذى يحمى ولا يهدد، ويصون ولا يعتدي.. لكن إذا تعلق الأمر بأمن مصر وشعبها.. فلا يلوم المتعنتون والمتآمرون إلا أنفسهم.. وسوف يندمون يوم لا ينفع الندم.
لدينا قرارنا الذى سيظهر فى الوقت المناسب دون العجلة فى اتخاذه لأن صانع القرار صاحب الشرف والإخلاص والحكمة، يرى ما لا نراه نحن، جُل أهدافه هو الحفاظ على مصر وأمنها ومياهها وثرواتها ومقدراتها وحقوقها.. فلنطمئن ونثق ولندع أصحاب الأمر والقرار يديرون أهم ملف فى حياتنا ونحن نثق فى أن مياه النيل محفوظة بأمر اللَّه، ثم قوة وقدرة الدولة المصرية ومؤسساتها وهناك رجال شرفاء يعملون من أجل تحقيق الحفاظ على موارد ومكتسبات ومقدرات وحقوق وثروات المصريين.
فى اعتقادي.. أن مصر لديها ثقة كاملة وستبهر العالم، وسوف تصنع الفارق.. وسنجد أن هناك أحداثاً وإجراءات من خارج الصندوق.. تفوق التوقعات لأن الدولة المصرية وتحديداً «مصرــ السيسي» عودتنا على أن تبهر العالم.
فى كل الأحوال.. على كل مصرى أن يطمئن فهناك دولة تواصل الليل بالنهار وبما لديها من قدرات وقوة وثقل ومكانة وأوراق تستطيع أن تحفظ كل حقوقنا وتنتصر على كل التحديات والتهديدات.
تحيا مصر