ما بعد جلسة الأمن.. خبراء: الاتحاد الأوروبي سيكون منحازا لمصر بشأن قضية سد النهضة
يهدد تعثر الجولة الأخيرة من المفاوضات الخاصة بسد النهضة بدخول الأزمة نفقًا مسدودًا، إذ يستمر الخلاف بين مصر والسودان وبين إثيوبيا حول سد النهضة، ما يوحي بأن هذه الأزمة ربما لن تجد طريقها للحل قريبا.
وتتمسك مصر والسودان بالدعوة لتوسيع الوساطة لتشمل أمريكا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي برئاسة الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي ترفضه إثيوبيا، داعية لاختيار مراقبين حسب المسارات التفاوضية بواسطة الدول الثلاث، مما تسبب في فشل المفاوضات الحالية المنعقدة في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطي.
الاتحاد الاوروبي في انحياز لحق مصر المائي
قال الدكتور أيمن سمير، المتخصص في العلاقات الدولية، إن موقف الاتحاد الأوروبي يختلف تمامًا عن موقف مجلس الأمن في مشكلة سد النهضة، مؤكدًا أن غالبية الدول في الاتحاد الاروبي هي قريبة من مصر لأنها ليس لديها نفس المشاكل التي تتعلق بدول مصب النيل والمنبع كما هو الحال في مجلس الأمن.
وعن المتوقع في الجلسة المقبلة بالاتحاد الأوروبي بشأن طرح أزمة سد النهضة، أكد "سمير" في تصريح خاص لـ "دار الهلال"، أن المتوقع أن يكون هناك انحياز للحق المصري والسوداني لأنها تخشى أن تكون سابقة بالنسبة لها.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي في صبيحة إلقاء مصر كلمتها في مجلس الأمن أعلن عن أسفه بقيام إثيوبيا بالملء الثاني لسد النهضة، مؤكدًا أن الإدانة من جانب الاتحاد الأوروبي لم نسمعها من أي طرف آخر كان مشاركا في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، مشيرًا إلى أن هناك فارقا جوهريا واختلافا كبيرا جدًا لصالح القضية المصرية في شأن سد النهضة من جانب دول الاتحاد الأوروبي.
ونوه على أن الاتحاد الأوروبي يستطيع أن يلعب دور المُيسر والمُسهل للمفاوضات القادمة عندما يرعاها هذا الاتحاد، مشيرًا إلى أن خبراء الاتحاد الأوروبي مازالوا متواجدون بالفعل في المفاوضات، حيث قامت السودان بالدعوة بأن يكون هناك وساطة رباعية تضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأفريقي ومصر؛ لكن إثيوبيا رفضت مثل ذلك الطرح؛ لكن الاتحاد الأوروبي يستطيع أن يقوم بدور فعال للمفاوضات خاصةً أن دول الاتحاد لها علاقة اقتصادية قوية مع إثيوبيا وبهذا تستطيع أن تؤثر على الدولة الإثيوبية.
وأضاف أن زيارة سامح شكري، وزير الخارجية إلى بروكسل تلعب في إطار هدف مصر في إحاطة مجلس الاتحاد الاوروبي بالموقف المصري بتفاصيل ما قدمته مصر من مرونة وصبر استرايتيجي استمر منذ 10 سنوات، مشيرًا إلى أن الوزير سامح شكري في تقديري سوف يقدم ملفا كاملا بالموقف المصري سواء في السابق وخريطة التحركات التي ستقوم بها مصر في الفترة القادمة حتى يكون للاتحاد الأوروبي بداعم للخطوات المصرية عندما تقدم الدولة المصرية عن أي خطوة سياسية أو قانونية في المستقبل.
مصر ترصد تحركات دبلوماسية كبيرة تجاه حل الازمة
فيما قالت جورجيت شرقاوي، الباحث في الشأن السياسي، إن هناك تحركات دبلوماسية كبيرة من وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع عدة من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، استطاع خلالها أن يُثبت مفهوما راسخا وخاصة لدي إستونيا التي اعترفت بقضية القنبلة المائية لـ١١٠ مليون مصري يحتاجون إلى مياه النيل، وماذا سيترتب على قلة نسبة مياه النيل في مصر وإرساء معلومات دقيقة وصلت إليه بطريقة سليمة.
وأكدت "شرقاوي" في تصريح لـ "دار الهلال" أن الموقف الأوروبي أكثر من ممتاز، مضيفة أن من المتوقع أنه سيتم اتخاذ إجراءات ضد إثيوبيا وستجبرها على وقف الملء الثاني وإيجاد اتفاق مُلزم.
وأشارت إلى أن الدبلوماسية المصرية الناعمة تلعب بلغة تهديد المصالح الأوروبية، وسيكون هناك تصعيد في قرارات عقابية في إقليم تيجراي كنوع من أدوات الضغط؛ كما ستلعب الدور الإيجابي الذي يدفع في اتجاه سد النهضة ويعقبها استثمار مصر من المكاسب الدبلوماسية التي سيتم تحقيقها، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يخشى من تصاعد مواجهات عسكرية تجعل مصالحه عرضة للمشاكل في الإقليم.
مصر استنفذت كافة الطرق السياسية والدبلوماسية
قال سيد الأسيوطي، المنسق العام لائتلاف إحنا الشعب لدعم الدولة والمتحدث الاعلامي، إن هناك دولا صديقة لها رأي وهي تعلم جيدًا المشكله لدى مصر، لافتًا إلى أن بناء السد هو خطر حقيقي ودائم، وأن تلك الدول تتفهم ذلك جيدًا ولكنها تتبع مصالحها الشخصية لأنها دول منبع، لذلك هم تحكمهم المصالح الخاصة، مؤكدًا أن مصر استنفزت كافة الطرق السياسية والدبلوماسية وقادت معركة قوة تدرس في كافة المحافل الدولية، ولكن مازالت التصريحات الاستفزازية والغير مسؤولة من الجانب الإثيوبي مستمرة؛ ولابد من رد حازم معها.
وأضاف "الأسيوطي" في تصريح لـ " دار الهلال"، أن الأزمة كبيرة وخطيرة وسد الخراب هذا له مخاطر عدة ليست حجز المياه فقط بل مخاطره الإنشائية والهندسية كما ذكر الخبراء والمختصين، مؤكدًا أن الهدف واضح ومعلن للجميع أنهت مؤامرة كبيرة تُحاك ضد مصر والسودان وإن كان الهدف في الأساس هو مصر وشعبها العظيم.
وكان وزير الخارجية سامح شكري، قد التقى اليوم الأحد، مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، جاء على هامش زيارته الحالية إلى بروكسل.
وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن شكري أكد على ضرورة التحرك العاجل نحو حلحلة الجمود الراهن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولًا إلى إطلاق مفاوضات سلام عادلة وشاملة.
وتوجه وزير الخارجية سامح شكري، صباح اليوم، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لتسليم رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي.
وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه من المقرر أيضًا أن يعقد الوزير شكري لقاءً مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي واجتماعات ثنائية مع عدد من نظرائه الأوروبيين وكبار المسئولين بالمفوضية الأوروبية لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.