رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اصطفافنا.. سلاحنا

14-7-2021 | 11:19


عبد الرازق توفيق,

«مصر عارفة بتعمل إيه».. فمن يقرأ التحركات المصرية.. ومن يحلل المشهد،  يخرج بنتيجة واضحة ان القادم سيحمل مفاجآت سارة.. لكن فى كل الأحوال احتشادنا والتفافنا حول قيادتنا السياسية هو أقوى سلاح.. ولابد أن نحتفظ بأهم عنصر للنجاح والانتصار.. هو أن نكون على قلب رجل واحد.. ولا نسلم عقولنا للمزايدين والخونة والمتآمرين.. ونثق تماما ان مشروع مصر الوطنى للبناء والتقدم بقيادة الرئيس السيسى سوف يكتمل أبى من أبى وشاء من شاء.. وأن المؤامرة التاريخية على ضرب المشروع المصرى للبناء والتقدم لن تفلح مع قيادة عظيمة وحكيمة.. وشعب على قلب رجل واحد

المهم أننا خلف الرئيس «واثقين»  فى كل ما يتخذه من إجراءات تحفظ حقوقنا وأمننا القومى،  فالنصر دائما للشرفاء فى زمن عز فيه الشرف.

الاصطفاف والاحتشاد خلف القيادة السياسية.. وأن نكون جميعاً على قلب رجل واحد فى مواجهة أخطر التحديات والتهديدات.. هو سر نجاحنا وانتصارنا

الاصطفاف والاحتشاد خلف القيادة السياسية.. وأن نكون جميعاً على قلب رجل واحد، هو السلاح المختبر الذى جربناه على مدار السنوات الماضية، وحقق نتائج وانتصارات مدوية، وعبرنا به كافة التحديات والتهديدات والمخاطر التى كان أهمها التحول من شبه دولة وأشلاء دولة إلى دولة قوية وقادرة وواثقة وتمتلك أدوات وأسباب التقدم.

العلاج الناجع.. والسلاح البتار أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى مراراً وتكراراً.. عندما قال «كونوا يا مصريين على قلب رجل واحد» وأشار بقبضة يده فى تجسيد لأهمية الاتحاد ووحدة الكلمة والإرادة فى مواجهة أخطر التحديات والتهديدات التى تمس أمننا القومى يعلو صوت الاصطفاف والاحتشاد الوطنى خلف قيادتنا السياسية التى نثق فيها بشكل مطلق، فهى قيادة وطنية شريفة واستثنائية وحققت على مدى الـ7 سنوات الماضية طفرات وقفزات على طريق البناء والتقدم وأعادت للوطن قوته وقدرته وهيبته وثقله ومكانته ولذلك هناك تجارب مع قيادتنا السياسية تصب فى خانة الثقة المطلقة لذلك من أهم أدواتنا وأسلحتنا فى معركة سد النهضة  الاصطفاف والاحتشاد وتفويض القيادة السياسية وما تراه من إجراءات وقرارات وأن نكون مطمئنين تماماً أنه لا تفريط ولا تهاون وأيضاً من المهم أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد ولا نترك مساحة أو فراغاً للمزايدين والمتآمرين الذين يراهنون على دفعنا دفعاً لاتخاذ قرارات انفعالية تحت مزاعم الضغط الشعبى أو محاولات التشويه.. لكن ورغم كل هذه المحاولات الرخيصة، فمصر دولة عريقة ودولة مؤسسات تعرف جيداً كيف تدير أمورها وأزماتها وتحدياتها بشكل احترافى، وبناء على تقديرات مواقف علمية وواقعية تحقق أهداف ومصالح الدولة المصرية وشعبها، ولن تستطيع أى قوة أو جماعة متآمرة جرها أو دفعها بما لا يتفق مع مصالحها وأهدافها، لذلك لنترك العنتريات والانفعالات وننحيها جانباً ونترك الأمور والإجراءات لقيادة فى أعلى درجات الحكمة والذكاء والحنكة لم تضيعنا من قبل ولن تضيعنا.

سيأتى يوم لنقص ونحكى.. وليعلم المتآمرون والمحرضون أى منقلب ينقلبون.. فأصوات البوم تنعق بالمزايدات وحملات التشويه والتشكيك لتحقيق هدف شيطانى واحد هو جر الدولة المصرية إلى منزلقات خطيرة، لكن الدولة المصرية وقيادتها أكبر بكثير من أضغاث أحلام تنظيمات وجماعات الإرهاب والخونة والمرتزقة الذين يطلون علينا بافتراءات وأكاذيب بعد أن انتزعت منهم كل أنواع الوطنية.. فهم لا يتمنون الخير لمصر وشعبها، وعليك أن تقرأ أحاديث الإخوان المجرمين الكاذبة والخائنة لتجد أنها تحمل نفس المضمون من الافتراءات والتشويه والتشكيك.. وصلت إلى حد التصفيق والتهليل لأعداء مصر.

توقفت أيضاً كثيراً أمام ما كان وما زال الرئيس السيسى يكرره ويؤكد عليه فى سباقه مع الزمن لبناء قدرات الدولة المصرية.. فقد قلت فى مقال سابق إن عبارة الرئيس السيسى «إحنا معندناش وقت وإحنا متأخرين جداً فى العمل.. وإحنا فى سباق مع الزمن» يومها قلت فى اعتقادى أن الرئيس السيسى لا يقصد أن مصر تأخرت عن ركب التقدم خاصة فى ظل اقتراب انطلاق تجربة مصر مع اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى بدأت بعدنا وسبقتنا.

ليس هذا فقط.. بل قلت إن الرئيس السيسى وكأنه يستشعر تحديات قادمة هى الأخطر.. وتهديدات وجودية وجب الاستعداد لها بكل ما أوتينا من قوة ولابد أن نكون أكثر جاهزية واستعداداً وهذا يستوجب أن نسابق الزمن نعمل ليل نهار.. هذه الرؤية الاستشرافية للرئيس السيسى سبقت عصرها ووقتها ولم تكن لمواجهة خطر الإرهاب فقط ولكن تهديد أكثر خطورة يرتبط بوجود الدولة المصرية.

هنا أتوقف وأتوجه بالتحية إلى الرئيس السيسى القائد العظيم الذى استشرف المستقبل بكل ما يحمله من تحديات وتهديدات ومخاطر وجودية وبنى على أساس ذلك قدرات عظيمة للدولة المصرية لمجابهة هذه التحديات والتهديدات.. لم يكن هذا البناء العبقرى لقوة وقدرة الدولة المصرية قاصراً على تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات القتال فى العالم.. ووصوله إلى أقوى جيش فى المنطقة وإفريقيا وواحد من أقوى جيوش العالم وأكثرها جاهزية ولكن فى بناء قدرة الدولة الشاملة والمؤثرة دولة لديها مقومات النصر وتوفير الحياة الكريمة لشعبها فى كل الاحتمالات والسيناريوهات.. دولة تمتلك أيضاً التوهج والثقل والأوراق سواء على المستوى الإقليمى والدولى.

اختلفت مع بعض الأقلام.. حتى الوطنية منها فى أن مصر فشلت فى مجلس الأمن.. ولم تستطع الحشد الكافى لأسباب كثيرة.. إن إثيوبيا لم تنجح فى تغييب عقل بعض الدول ولم تفلح فى ترويج خطابها ومزاعمها بقدر ما أن هذا العالم تحكمه المصالح وتصفية الحسابات.. وأيضاً النوايا الخبيثة فى إطار مشروع شيطانى يحاك ضد مصر طبعاً لسيناريو التركيع والإفشال ومحاولة عرقلة وتعطيل ووقف وتحجيم المشروع المصرى للتقدم الذى أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه.. وسوف تنجزه وستصل مصر إلى أهدافها وتحقق تطلعات شعبها والتواجد فى مقدمة صفوف العالم.. المشروع الذى تم ضربه فى عهد محمد على وجمال عبدالناصر.. لكن مشروع «مصر ــ السيسى» للتقدم وبناء مصر سوف يكتمل ويحقق أهدافه لأن لدينا قيادة سياسية قارئة جيداً للتاريخ.. تعرف كيف تحافظ على نجاح مشروعها بالحكمة والحنكة والاستفادة من دروس الماضى.. فقد وصلت مصر إلى النضج وأعلى درجات الحكمة فى إدارة ملفاتها وأزماتها الدولية.. ولا تسمح لأى قوة أن تستفزها أو تجرها.. فهى دولة تمتلك القدرة الكاملة على اتخاذ القرار الصحيح وبما لا يفرط فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل.

البعض نظر إلى جلسة مجلس الأمن الأخيرة نظرة قاصرة.. ولم يضع فى حساباته المواقف المصرية الشريفة والشامخة.. فمصر ترفض المساس بسيادتها تحت أى ظرف من الظروف.. ومصر ليست كغيرها من دول المنطقة.. ولا تسمح لأى دولة أن تستبيح سيادتها وأراضيها.. ومصر دولة ليست تابعة لأحد.. أو يطلب منها فتنفذ وتستفيد ومصر أيها الشعب العظيم لا تجلس فى الصف الثانى فى مقاعد العالم.. ولكن تجلس فى مقدمة الصفوف.. ومصر لا تسلم نفسها لأى قوة كبرى فى العالم بل تتعامل بندية وشموخ.. وترفض وبشكل قاطع أن تُجرح أو تُمس سيادتها وكرامتها.. وإذا كان هذا المعنى مغلقاً ويحتاج لقراءة لكن هذه السطور تفسر مواقف دولة كبرى.. أرادت شيئاً يمس السيادة المصرية.. ليعرف المصريون المعدن النفيس لقيادتهم السياسية.. وليس كل ما يعرف يقال.. لكن على من يكتبون وينهشون حتى بحسن نية فى عظمة الدبلوماسية المصرية أو الدولة المصرية ومؤسساتها أن يراجعوا أنفسهم ويعيدوا قراءة المشهد من جديد ليفسروا جيداً مواقف دول بعينها ولماذا ارتمى هؤلاء فى أحضان أعدائنا.. وبدت مواقفهم مائعة أو فى صالح عدونا.. فلا غرابة من هذه المواقف لكن على المصريين أن يفخروا بقيادتهم التى تحظى بالشموخ والشرف.

مصر ياسادة.. هدف أعدائها بعد أن فشلت كل المؤامرات والمخططات.. وآبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى.. لا يتصرف من ذاته أو خياله ولا يتعنت من تلقاء نفسه.. فمصر هى قلب «الخرشوفة».. وهى الهدف والغاية والحل الوحيد أن نكون وبقوة فى حالة اصطفاف واحتشاد خلف قيادتنا السياسية لأنها تؤدى بعبقرية تستحق التحية والتقدير.. وعلى كل من يسعى لمعرفة الحقيقة أن يقرأ الملعب الدولى جيداً.. ويدرك معنى التحركات المصرية جيداً.. وكيف توجه الصاع صاعين لأصحاب المواقف التى تستهدف تركيع مصر.. لأنها عصية على أى ضغوط أو أى محاولات تمس السيادة.. وأيضاً علينا قراءة المشهد جيداً.. لنخرج بنتيجة مهمة للغاية أن الدولة المصرية تبذل أقصى جهودها وتعزف سيمفونية إبداع وتعمل باطمئنان وثقة للحفاظ على الحقوق المصرية.

ليس شرطاً أن نعالج ونحقق أهدافنا بالحرب على الإطلاق.. فالدولة المصرية لديها من الأوراق والبدائل والقوة والقدرة ما تحقق به أهدافها.. فالحرب كلمة صعبة لا يدركها إلا العسكريون.. والمزايدات التى تمس هذا الجانب مقصودة وممنهجة.. وتسعى لاستفزاز مصر.. التى لا تعمل ولا تدير أمورها وسياساتها بالانفعال والعنتريات لكن تستطيع أن تحقق أهدافها وتصون حقوقها بالعديد والعديد من الوسائل المتاحة وكل الخيارات مفتوحة ومطروحة.. وكل الوسائل متاحة لكن بحسابات دقيقة.. وكل قرار يصدر فى توقيته المناسب.

مواقف الدول تتحدد طبقاً لمصالحها وحساباتها فمنها ما يرتكز على تصفية حسابات مع دولة رفضت المساس بسيادتها وتعتبر أن بعض المطالب غير مشروعة ولا يمكن الحديث فيها فهى خطوط حمراء.. ومنها من يرى أن قفزات وطفرات ونجاحات مصر تضر بمصالحها.. ومنها من يرى أن قوة مصر وقدرتها وتنامى هذه القوة والقدرة والتمدد يتعارض مع رغبتها فى الهيمنة.. وهناك مواقف تتسم بالميوعة السياسية أو الوقوف فى المنطقة الرمادية.. كل هذه المواقف التى تبدو ضدنا ترتكز على حسابات المكسب والخسارة ولا تعنى مواقفنا الثابتة والشريفة التى تقف ضد المساس بسيادتنا واستقلالنا.. إننا خاسرون.

فى النهاية.. إن الذهاب لمجلس الأمن فى كل الأحوال هو إثبات حالة واستيفاء أوراق وشروط وإجراءات وإبراء للذمة المصرية.. يعنى أن مصر عداها العيب.. وفعلت أقصى ما فى وسعها.. وأصبح صبرها الاستراتيجى نموذجاً يحتذى به لكن عندما لا يقوم مجلس الأمن بمسئولياته أو يتجاهل دوره فى التصدى لمحاولات توتير المنطقة أو تهديد الأمن والسلم الدوليين فإن مصر لديها الحق فى الدفاع عن حقوقها ووجودها.. فالنيل هو بالفعل خط أحمر وهو مسألة حياة ووجود للمصريين لا يمكن التهاون أو التفريط فى قطرة من حصتها.

الندابون والمولولون على جلسة مجلس الأمن فاتتهم أشياء وحسابات وتقديرات كثيرة.. ولم يقرأوا المشهد بشكل كامل وهنا لا أعنى الإخوان الخونة ولكن بعض الأقلام الوطنية النقية.

التعويل على مجلس الأمن أنه سوف يمنحك الصك أو يعيد لك الحقوق على طبق من ذهب هو رهان خاسر أو أنه ترمومتر لقياس ثقلك.. ونفوذك الدبلوماسى والسياسى.. هى حسابات خاطئة.. فالدول لا تتعامل ولا تتخذ مواقفها على الصداقة أو العلاقات التاريخية ولكن طبقاً للمصالح أو المكايدات السياسية الدولية أو ربما نتجت عن مواقف شريفة وثابتة وشامخة من قبل الدولة المصرية رفضت أن تجرح سيادتها وتعاملت مع هذه القوى بكبرياء وشموخ وندية.. إن هناك تفاصيل كامنة خلف مواقف بعض الدول.. لا تسمح أسرار الدولة بالبوح بها.. وهناك قاعدة مهمة أن صديق اليوم هو عدو الغد.. والعكس صحيح.. فالسياسة مصالح وحسابات دقيقة.. لكننا كل يوم نتعرف على من هو الصديق ومن هو العدو بل وهناك الشقيق الذى يمكن أن يلعب دوراً أكبر.. ويتخذ قرارات أهم لتحقيق مصالح مصر التى تعنى علامة الوجود والبقاء.. ولكن فى كل الأحوال مصر لديها القدرة منفردة على الحفاظ على حقوقها وأمنها القومى ومكتسبات ومقدرات شعبها.

الحل يا مصريين واحد.. ولا حل غيره الاصطفاف والاحتشاد خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى.. والثقة فى الدولة المصرية وقدرتها على الحفاظ على حقوق مصر وأمنها القومى.. ومن حسن القدر أننا أدركنا فى وقت التحديات والتهديدات والخطر مقاصد وأهداف الرئيس السيسى فى السباق مع الزمن.. وتنفيذ مشروعاتنا فى أقل وقت وأدركنا أهمية أن نكون على قلب رجل واحد.. لأنه الحل والسلاح لمواجهة تحدياتنا ودحر التهديدات.. لنبقى أمة عظيمة لا تهزها ريح المتآمرين والمستعمرين وقوى الشر أو قوى الشيطان الخفية التى هدفها ضرب مصر ومشروعها الوطنى للبناء والتقدم.. وتذكروا عبارة قالها الرئيس السيسى «كلما سعت مصر للتقدم حاولوا كسر قدميها».

 

تحيا مصر