حياة كريمة.. مشروع قومي يعيد تشكيل الريف المصري
منذ أكثر من عامين أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي المشروع القومي "حياة كريمة"، ذلك المشروع الذي يعد بمثابة نقلة حضارية في الريف المصري لتوفير سبل العيش الكريم والآمن للأهالي في القرى الأكثر فقرا، والنهوض بمستوى معيشتهم في كافة المناحي وتقديم التدخلات العاجلة التي توفر لهم سكن كريم وخدمات أفضل.
وترتكز المبادرة على عدة محاور ويجري تنفيذها على 3 مراحل، التكلفة المخصصة لكل منها 200 مليار جنيها، ليصل إجمالي المبالغ المالية المخصصة للمبادرة 600 مليار جنيها حسبما أكد الرئيس السيسي، بهدف تطوير التعليم والصحة والاتصالات والزراعة في القرى والمراكز المحددة، للنهوض بمستوى المعيشة.
وتستهدف المبادرة التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر، وتحقيق التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية، وكذلك الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة، وتوفير فرص عمل لتدعين استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية بما يسهم في إشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم، وتنظيم صفوف المجتمع المدني والاستثمار في تنمية الإنسان المصري بما يؤدي إلى سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها.
مراحل مبادرة حياة كريمة
وتم تقسيم مراحل حياة كريمة، وفقا لتقسيم القرى الأكثر احتياجاً المستهدفة وفقاً لبيانات ومسوح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية، حيث تشمل المرحلة الأولى من المبادرة القرى ذات نسب الفقر من 7٠ % فيما أكثر: القرى الأكثر احتياجاً وتحتاج إلى تدخلات عاجلة.
واستهدفت المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة عدد 377 قرية الأكثر احتياجاً والأكثر تعرضا للتطرف والإرهاب الفكري، والتي تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، بإجمالي عدد أسر 756 ألف أسرة (3 مليون فرد)، 11 محافظة.
أما المرحلة الثانية من المبادرة هي القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى ٧٠ % هي القرى الفقيرة التي تحتاج لتدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى، أما المرحلة الثالثة من المبادرة هي القرى ذات نسب الفقر أقل من 50% تحديات أقل لتجاوز الفقر.
قرى حياة كريمة
ويتم اختيار قرى حياة كريمة وفقا لعدد من المعايير الأساسية لتحديد القرى الأكثر احتياجاً وهي ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، وكذلك الاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، بجانب ارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.
وتستهدف المبادرة العمل في 20 محافظة لخدمة 18 مليون أسرة، حيث عملت المرحلة الأولى على تطوير 375 قرية، وأسهمت في التخفيف من حدة تأثيرات فيروس كورونا على حياة 4.5 مليون مواطن، وهو ما ساعد في خفض معدلات الفقر في بعض القرى بنسبة 14 نقطة مئوية، وتحسن معدل إتاحة الخدمات الأساسية بحوالي 50 نقطة مئوية في بعض القرى، ورفع كفاءة 12 ألف منزل.
إنجازات المرحلة الأولى من حياة كريمة
كما ساهمت المرحلة الأولي ساهمت في تغطية 47 قرية بخدمات الصرف الصحي باستثمارات أكثر من مليار جنيه، وزيادة معدل التغطية بخدمات مياه الشرب من 86% الي 94% ومضاعفة كمية المياه المنتجة بالقرى المستهدفة من 74 الف م3/يوم الي 141 م3/يوم باستثمارات 128 مليون جنيه، كما تم تنفيذ 125 مشروعا في مجال الكهرباء والإنارة العامة باستثمارات 240 مليون جنيه.
وكذلك تم رصف 188 كيلو طرق باستثمارات حوالي 319 مليون جنيه، كما تمت إضافة 1100 فصل تعليمي جديدة تستوعب حوالي 44 ألف تلميذ وتطوير شامل لـ51 لوحدة صحية باستثمارات 457 مليون جنيه وتطوير 22 مركز شباب باستثمارات 38 مليون جنيه، بالإضافة إلى رفع كفاءة 16 ألف منزل استفاد منها حوالي 80 ألف مواطن، وتقديم الخدمات الصحية المجانية لحوالي 117 ألف مستفيد، وتقديم قروض ميسرة بقيمة 277 مليون جنيه وتنفيذ عدة برامج تدريب حرفي ساهمت في خلق 28 ألف فرصة عمل، فضلا عن توفير حوالي 330 ألف فرصة عمل مؤقتة بالمشروعات الإنشائية.