يحاول الديمقراطيين في أمريكا تمرير ما يقرب من 5 تريليونات دولار من الاستثمارات في البنية التحتية ورعاية الأطفال والتعليم والطاقة الخضراء في محاولة يمكن أن تحدد إرث الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وحسب شبكة "CNBC" الأمريكية، يواجه بايدن وتشاك شومر ونانسي بيلوسي تحدياً في إبقاء أعضاء حزبهم على المنصب أثناء محاولتهم في الحصول علي خطة بنية تحتية من الحزبين ومشروع قانون إنفاق ضخم منفصل من خلال الكونجرس، والذي يؤدي إلى مخاوف الجمهوريين بشأن إقتراح البنية التحتية والتي يمكن أن تغرقهم في مشاكل بمجلس الشيوخ.

وفي واشنطن علي مدي الأسابيع الأربعة المقبلة سيحاول بايدن والزعماء الديمقراطيون في الكونجرس، ختم إرث بايدن كرئيس تحويلي من خلال تمهيد الطريق لما يقارب من 5 تريليونات دولار من الاستثمارات الفيدرالية الجديدة في العقد المقبل، وهي أموال يمكن أن تغير بشكل في كبير عدد الاستثمارات التي يعيش بها الأمريكيون.

لكن نجاح الخطة ذات المسارين غير مؤكد، ويمكن أن تنهار بسهولة!!

ولإنجاز ذلك يحتاج بايدن والزعماء الديمقراطيون إلى كسب دعم مجموعتين متعارضتين: الجمهوريين المتشككون في مجلس الشيوخ العازمون على عرقلة أجندة الرئيس، وتجمع ديمقراطي مع مجموعة واسعة من وجهات النظر حول المبلغ الذي يجب أن تنفقه الحكومة، وهذا من أجل تعزيز الاقتصاد ومكافحة تغير المناخ.

قال السيناتور بيرني ساندرز الاشتراكي الديمقراطي ورئيس لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ، والذي يلعب دوراً رئيسياً في توجيه مشروع قانون الديمقراطيين إنه هذه المهمة ستتم  من خلال الكونجرس في عملية تسوية الميزانية.

تعد خطة البنية التحتية المكونة من الحزبين ومشروع قانون ديمقراطي منفصل لتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لبايدن، فسوف يوفي بوعد حملته الانتخابية الأساسية بأن يكون رئيساً للطبقة المتوسطة، وسيكون أيضاً بمثابة مثال علي كيف يمكن للديمقراطية الأمريكية أن توفر نوعية حياة أفضل مما يمكن للأنظمة الاستبدادية.

وبمجرد الموافقة علي مشاريع القوانين السنوية، سيتحول تركيز واشنطن إلي الحملات الانتخابية لانتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

يتمتع الجمهوريون بميزة تاريخية، حيث بفقد حزب الرئيس عادة مقاعد في الكونجرس خلال الانتخابات النصفية، وسيحتاج شاغلوا المناصب الديمقراطية إلى مكاسب سياسية لبيعها لناخبيهم إذا كانوا يريدون التمسك بالسلطة.

يشار إلى أن البنية التحتية هي ثاني أكبر مبادرة تشريعية لبايدن بعد أن أقر الكونجرس مشروع قانون مساعدات ضد فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار بعد أقل من شهرين من ولايته الأولي في المنصب.

ويهدف الرئيس الآن إلى وضع أجزاء من الخطة، بما في ذلك تعزيز الائتمان الضريبي للأطفال وإعانات تأمين صحي، ويبدأ مجلس الشيوخ في العمل يوم الإثنين، فقد عاد أعضاء المجلس إلى واشنطن لبدء فترة عمل مدتها شهر واحد، ويخطط خلالها زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ديمقراطي من نيويورك، لوضع اللمسات الأخيرة ومناقشة واعتماد إطار بايدن للبنية التحتية المكون من 1.2 تريليون دولار.

وسوف يخصص مشروع القانون استثمارات للأجيال في النقل العام والمياه النظيفة والوصول إلى إنترنت عريض النطاق، لكنها ستحتاج إلي كل أصوات الديمقراطيين و10 جمهوريين لتجاوز حاجز 60 صوتاً في مجلس الشيوخ.

ويخطط شومر أيضًا لاستخدام الشهر المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على قرار الميزانية وتقديمه في مجلس الشيوخ، والذي من شأنه أن يسمح للديمقراطيين بتمرير مشروع قانون أكبر بكثير في وقت لاحق من هذا العام في تصويت علي خط الحزب.