ملك العزاب يغني للزوجين .. وبوفيه في بدروم سمعة!
سهر النجوم - نجوم السينما وليست نجوم السماء - سهروا هذا الأسبوع في حفلتين من حفلتين من حفلات الموسم.
وكانت السهرة الأولي في بيت الزوجين نعيمة عاكف وحسين فوزي، بمناسبة ذكري زواجهما الثاني.
ويبدو أن تقليعة الاحتفال بأعياد الزواج قد أخذت تحتل مكانتها عند نجوم السينما، فمنذ بضعة أسابيع احتفل الوسط الفني بزفاف أنور منسي وزوجته النجمة صباح للمرة الثالثة..
والواقع انها تقليعة مستحبة، جربها الغربيون قبلنا وأثبتوا بها أن الأزواج يستطيعون أن يكرروا بهجة ليلة الزفاف في كل عام، وأن يجددوا عمر العواطف التي تكون بعد مرور أثني عشر شهرا في درجة برودة الثلج، فلا تلبث أن تصبح - عند الاحتفال بعيد الزواج - في درجة حرارة خط الاستواء!
حبذا
وكثيرون من الأزواج الطاعنين في السن لا يزالون يحتفلون كل عام بأعياد زواجهم، ليشعروا بأنهم شبان في سن الشيخوخة، وليحسوا بأنهم «يدخلون الدنيا» من جديد وهم في الحقيقة علي أبواب الآخرة!
وحبذا لو تفشت هذه التقليعة في المجتمع المصري فتحد من المشاكل الزوجية، وتخفف العبء عن المحاكم الشرعية، بل وربما تغري الشبان علي الزواج، إذ يعرفون مقدما أنهم سيكونون «عرسانا» مرة في كل عام!
ولقد جمعت حفلة حسين ونعيمة عددا كبيرا من الفنانين الأزواج، كان منهم يوسف وهبي والسيدة زوجته، ونيازي مصطفي وزوجته كوكا، وأنور منسي وزوجته صباح، وسعيد أبو بكر وزوجته مدام فورتينيه!
وجاءت هدي سلطان بدون زوجها فريد شوقي الذي كان علي سفر، ولكن أختها هند علام قامت نيابة عنه بدور الزوج خير قيام!
ولم تخل الحفلة من العزاب التقليديين، وهم فريد الاطرش، وعزالدين ذوالفقار، وعبدالسلام النابلسي ومنير مراد.. وكان علي رأسهم امبراطورة العزاب زينب صدقي!
وقد سئل حسين فوزي، لماذا دعا هؤلاء العزاب في حفلة زوجية، فقال:
- علشان نحنسهم!
ولكن احتفال المتزوجين لم يمنع سعيد أبوبكر من أن ينظر إلى فريد الأطرش في حسد وهو يقول له:
- بابختك يابن الايه!
بطل الموائد
وقد حفلت مائدة العشاء بما لنوطاب من أصناف الأطعمة... أو هكذا كانت المائدة قبل أن يقع عليها نظر سعيد أبو بكر، ثم أصبحت بعد دقائق حافلة بأصناف الأطباق الفارغة!
وسعيد أبو بكر نفسه مسدودة فى هذه الأيام!
وبعد أن "مسحت" المائدة، تبعثر المدعوون فى "شلل" فرأست زينب صدقى شلة مكونة من كوكا وهدى سلطان ومنير مراد.. وهات ياقفش!
وانتحت شلة يوسف وهبى وزوجته وسعيد أبو بكر والنابلسى ركنا بعيدا وأخذوا يتحدثون عن أحدث النكت، وقد ظهر أن النابلسى نفسه هو أحدث نكتة فى السينما المصرية!
والتأمت شلة مكونة من صباح وأنور منسى وعزالدين ذو الفقار وهند علام، وأخذ عزالدين يروى لهم كيف أن ابنته نادية دعيت لتتسلم شهادة تقدير بالنيابة عنه من المركز الكاثوليكى فى حفلة رسمية.. فقالت له صباح:
- كان حقك رحت بنفسك ياعز... يمكن يدوك الشهادة بالوزن!
غناء وفكاهة
وانفردت شلة رابعة مكونة من فريد الأطرش، ونعيمة عاكف ونيازى مصطفى، والمنتج السينمائى فهمى داود، بركن من أحد الصالونات وأخذ فريد الاطرش يغنى "أنا وأنت لوحدنا" بينما رقصت نعيمة على نغماتها الراقصة، وقام الباقون بمهمة الكورس.
وبعد أن انتهى فريد من الغناء، مضى يروى النكت بسرعة عشر نكت فى الدقيقة، وكانت كلها "نكت" غرامية قصد بها تحية الأزواج.. أو بعبارة أدق الترفيه عنهم من متاعب الحياة الزوجية!
وفى الساعة الثانية صباحا تثاءب المدعوون.. والباقى مفهوم..
4 ساعات لقلبك
وكانت السهرة الثانية للنجوم هذا الاسبوع أيضا فى فيللا إسماعيل ياسين بالزمالك.
أما المناسبة فكانت الاحتفال بعيد الميلاد السادس لابنه الوحيد ياسين، وبشفاء أم ياسين من العملية الجراحية الكذا والعشرين!
وكانت السيدة فوزية "أم ياسين" تستقبل المدعوين بنفس الابتسامة التى اعتادت أن تستقبل بها الاطباء الذين يعالجونها، والتى تستقبل بها احدى نكت إسماعيل ياسين أيضا!
وقد أتعبها مجهود استقبال المدعوين - وكان عددهم كبيرا - كما أتعبها هروب ياسين بين حين وآخر من الحفلة إلى غرفة النوم وهروب إسماعيل ياسين من غرفة النوم إلى الحفلة، وانزوت قليلا بعد أن أصابها دوار بسيط.. ثم عادت وهى تضع على وجهها قناع الصحة.. وأخذ إسماعيل يقفز من الفرح ويقبل كل من يصادفه - وكنت فى طريقه لسوء حظى - ولما سألته عن السر فى هذا السرور المفاجىء، قال لي:
- فوزية تعبانة شوية!
فقلت له فى أسف:
- لا بأس عليها ما تزعلش نفسك دلوقت تخف
فقال على الفور:
- تخف إيه .. ده أخو ياسين فى السكة!
وهكذا - وبعد ست سنوات - سيكون "سمعة" والدا للمرة الثانية.. هذا بخلاف المرة التى انقلب فيها "والدة" فى أحد الأفلام!
أوسع من ذلك
وقد لوحظ أن المدعوين إلى الحفلة كانوا أكثر من أن تتسع لهم غرف الفيللا على اتساعها، ولذلك أضطر إسماعيل أن يهيىء مائدة العشاء فى البدروم، ولما علم الحاضرون بوجود المائدة فى البدروم تركوا مكانهم فى الطابق الأول وتكدسوا هناك، وعاد الزحام من جديد
وقالت زوجته:
- البدروم مش مكفى
فقال لها إسماعيل:
- طيب وأعمل إيه؟
فقالت له:
- أفتح لهم "بقك" يقعدوا فيه!
نجوم السهرة
وقد كان الفنانون الذين حضروا أقل من نصف المدعوين، أما الباقون فكانوا أصدقاء إسماعيل ومن الصحفيين.
ومن الفنانين الذين حضروا فريد الاطرش، وحلمى رفلة، والسيد بدير، واستيفان روستى، ولولا صدقى، وسميحة توفيق، وزينات صدقى، وحفصة حلمى، ونعمت مختار، وعصمت رأفت، ومأمون الشناوى، وفهمى عمر وعدد من الموسيقيين ونجوم برنامج ساعة لقلبك يوسف عوف وفؤاد راتب "بيجو"، ولطفى عبدالحميد زكى، وممدوح "الفصيح" وأحمد الحداد.
لغز صعيدى
وافتتح إسماعيل ياسين البوفيه وكان يشرف بنفسه على إطعام المدعوين ويقدم لهم أصنافه بعد أن يذوقها من باب التشجيع، وبعد قليل كان إسماعيل قد التهم الطعام كله بهذه الطريقة!
وفى أثناء انهماك المدعوين فى تناول الطعام، أخذ فهمى عمر يصيح:
- مفيش شيالة بسنان... أدونا شيالة من أم سنان ياناس جبل الأكل ما يخلص.
وقد حاول إسماعيل أن يفهم ماذا يقصد فهمى عمر من كلمة "الشيالة أم سنان" فسأله:
- شياله أم سنان يعنى إيه يافهمى!
- البتاعة اللى عاتاكلوا بها دى!
وأشار فهمى على الشوكة!
وعندما وصلت الشوكة إلى يده.. كان المائدة قد أصبحت "معبدة".. بعد أن كانت "معبأة!
قفشات زيناتية
وكانت زينات صدقى توزيع قفشاتها "الخفافى" على الجميع، وعندما رأت السيد بدير - وكان قد التهم جزءا كبيرا من مائدة العشاء - قالت له:
- أنت ماكلتش ليه بابو السيد!
فقال سيد:
- أنا كلت
فعادت تقول له:
- ما أنا عارفة.. قصدى ماكلتش المعازيم ليه!
دخول الحمام
وبعد أن اختفت مائدة العشاء، رقصت نعمت مختار ثم التف الجميع حول نجوم ساعة لقلبك، واستمعوا إلى الكثير من فكاهاتهم التى لا يتسع المجال للاحاطة بها..
وكان أكثر "المسخسخين" من الضحك إسماعيل ياسين!
وكان الحداد قد القى نكتتين داعبه بهما، قال فى الأولى أن رجلا ريفيا قطع تذكرة لدخول فرقة إسماعيل فلما قاده العامل نحو الصفوف الامامية صاح به:
- ياعم أنا جاى أتفرج مش أمثل!
وقال فى الثانية أن اتنين من المساطيل وقفا يطالعان اعلانا عن فيلم لاسماعيل ياسين، فسأل أحدهما الآخر:
- مش برضه ده إسماعيل ياسين!
فقال الآخر:
- والله هو يا إسماعيل ياسين ياشين ياصاد!!
وخرج المدعوون بعد السهرة فى حوالى الساعة الثالثة صباحا، وقد امتلأت بطونهم بعد أن كانت خاوية.. و"تلخبطت قيافتهم" بعد أن كانوا فى بداية السهرة "على سنجة عشرة"!
وقال إسماعيل ياسين وهو يودعهم:
- ابقوا تعالوا.. إحنا حانعزل بكره!
الكواكب 191 29 مارس 1955