عن مئوية ميلاده الأولي أتحدث .. الموسيقار الكبير فريد الأطرش
بقلم : امينة الشريف
- هذا العدد الخاص جداً تصدره مجلة «الكواكب» بمناسبة مئوية ميلاد الموسيقار العظيم فريد الأطرش وأعترف مقدماً أنه مجهود بسيط جدا مقارنة بما قدمه هذا الفنان العظيم وهذا العدد- أيضا- يأتي من مسئولية هذه المجلة الفنية العريقة وإلتزامها برد الجميل ومنح ملك العود وهو أحد المسميات التي أطلقت عليه - بعضا من المكانة التي يستحقها وسط العباقرة العظام إلي جانب إعادة نشر بعض الموضوعات التي انفردت بنشرها عنه آنذاك مجلة الكواكب.
- المفاجأة أن هذه الموضوعات الصحفية لاسيما أن كثيراً منها ذيلت بتوقيع كبار الصحفيين والشخصيات العامة أمثال سكينة السادات ولطفي رضوان وغيرهما.. تعكس جوانب كثيرة في حياة هذا الفنان كانت مظلمة عن عشاقه ومحبيه وقراء المجلة- وهذا الأمر يؤكد علي ضرورة اهتمام المجلة دائما - بإصدار أعداد خاصة عن هذه الرموز في مجالات الفنون والتي لا يصلنا منها إلا أقل القليل أو الجزء الظاهر من جبل الثلج فقط.
وأعترف أنني تعرفت علي الكثير والكثير من سيرة هذا الإنسان الفنان كانت تخفي عني ربما لأن موسيقاه وألحانه كانت ومازالت عنواناً عريضا يكفي فقط لمعرفته ولكن القراءة في السير الذاتية لفريد الأطرش وغيره من العمالقة يجعلنا نستفيد ونتعلم من بعض الدروس والمواقف ونتأكد دائما أن الحياة لم تكن أبداً سهلة وبسيطة أو أنها معلقة من الذهب في أفواه هؤلاء الفنانين الذين كانوا يعانون أكثر مما يقدمون لنا السعادة والبهجة..
- فريد الأطرش رغم أن ألحانه تحمل شجنا يعكس معاناته وأسرته خاصة في بداياته، ربما هذا الشجن الواضح في أعماله جعلته متميزاً عن الآخرين ومنفرداً فيها وهذا أمر طبيعي لأمير ترك حياة الرفاهية والدعة وترك أهله وناسه وانطلق إلي مصر مع أمه وشقيقته أسمهان وفؤاد بحثاً عن الحرية ولكن رغم هذا الأطرش أيضا قدم أغنيات وألحاناً بديعة ومفرحة سواء كانت له أو غيره تعكس مدي رومانسيته وحبه للحياة وكما قال عن نفسه في أحد الحوارات مع المذيعة القديرة ليلي رستم أنا «مطرب عاطفي» لعلنا نتذكر «يا مجبل يوم وليلة» في فيلم «أنت حبيبي» مع شادية وهند رستم و«ياوحشني رد عليا» لمحرم فؤاد ..... حبيبة أمها لصباح وياحلاوتك ياجمالك لفايزة أحمد ومايكونش ده اللي اسمه الهوي لشادية وروحى وروحك حبايب لوردة وغيرها من الألحان الرشيقة الجميلة.
- مما يؤكد هذا الكلام أيضا تقديمه لأشهر أغنية ارتبطت بفصل الربيع وهي «أدي الربيع عاد من تاني» التى أصبحت أيقونة هذا الفصل سنوياً وبها كانت ومازالت تذكرنا الإذاعة المصرية بقدوم فصل الحب والورود والشقاوة والضحك والهزار.
وأصبحت ملازمة لها بعد ذلك أغنية «الدنيا ربيع والجو بديع قفلي علي كل المواضيع .. للسندريللا سعاد حسني وبهذه الأغنية دشن الأطرش موسما هائلاً للغناء هو حفلات الربيع وأصبحت حلبة للتنافس بين المطربين للغناء فيها.
- فريد أيضا ملك العود بلا منافس.. الله عليه عندما كان يقدم وصلة طويلة علي المسرح قبل أن يغني في حفلات الربيع ممسكاً بعوده الشهير الذي لم يكن يفارقه أبدا مبدعا في العزف عليه بأشهر أغانيه والجمهور يتشقون لسماعه ويصفق له طويلا الله يافريد .. الله عليك كمان.
- أعماله السينمائية كانت تعكس بعضا من مشاهد حياته صحيح أنها تركزت فقط علي شيء محدد هو بحثه عن الحب والاستقرار والزواج بمن يحب، لكن من يقرأ حياته يجد أنها مليئة بأشياء كثيرة تستحق أن نتوقف عندها..
- لهذا أتعجب من عدم ظهور أي عمل فني حتي الآن يحكي دراميا عن حياة هذا الفنان العظيم، صحيح أن شقيقته أسمهان عاشت سنوات عمرها القليلة وكأنها عاشت حيوات كثيرة ربما لإحساسها بأجلها القصير جدا بما جعلها أكثر شهرة منه كما يرى البعض وأعتقد أن فريد الأطرش تعلم من سيرة حياة شقيقته المعروفة للناس والتي ظهر بعضها في مسلسل يحمل اسمها بطولة سلاف فواخرجي،إخراج شوقي الماجري .. قرر أن يستفيد ويتعلم من سيرة شقيقته القصيرة وقرر أن ينأي بنفسه عن أمور كثيرة قد تبعده عن فنه الذي يعشقه وأن يصدّر فقط جانباً أحادياً من حياته يعرفه عشاقه ومحبوه ولهذا أطلب من علماء النفس والاجتماع أن يفسروا لنا أسباب هذا العزوف من جانب فريد عن عدم تصدير كواليس حياته للناس!!
- صحيح أن جمعية محبي فريد الأطرش وعاشقه ومحبيه يحتفون معنا بهذا العدد بمناسبة مئوية ميلاده ولكن السؤال سيظل قائما لماذا لم تظهر أعمال فنية عن حياته وكواليس مواقفه الإنسانية والفنية ولماذا لا يقوم المطربون في بداياتهم بتقليده كما يفعلون مع غيره وغيرها من الاسئلة نتمنى أن نجد الإجابة عنها.