ناقش عدد من كبار أساتذة الطب النفسي في مصر علاج حالات الفصام خلال مؤتمر طبي انعقد بأحد الفنادق في القاهرة اليوم الخميس 15 يوليو 2021، حيث أوضح الدكتورعبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الوراثة تلعب أحيانا دورا مهما في حدوث الفصام، كأن يرث المريض الاستعداد للمرض ثم يحدث تفاعل بين العامل الوراثي والعامل البيئي، بالإضافة إلى اضطراب بعض العمليات الكيميائية في المخ، والعوامل البيئية مثل الضغوط النفسية في الأسرة والمجتمع.
وحذر من أن ترك الفصام بدون علاج يؤدي لتفاقم الأعراض لتصل إلى عدم القدرة على العمل بشكل مستقل وهو ما يؤثر على الأسرة بأكملها ويعطل أفرادها عن عملهم لعدم قدرة المريض على رعاية نفسه، بالإضافة إلى ميل المرضى غير المعالجين لإدمان الكحول والمخدرات، أو الميل للانتحار نتيجة الأصوات التي يسمعها أو الأفكار المضطربة، أو تنفيذ سلوك عنيف.
وأضاف عمر أن أدوية الفصام تعمل على تحسن الضلالات والهلاوس فهو يحسن أيضا الأعراض السلبية للمرض وهى من الأعراض الصعبة على المريض والأهل مثل فكرة الاهتمام بالذات والنظافة الشخصية، والاهتمام بوجود عزيمة أو نشاط، وحالات التأخر فى العلاقات الاجتماعية، والتأخر فى الأداء الوظيفى، والتأخر في العلاقات الشخصية عامة، وهذه الأعراض السلبية تؤثر على قدرات المريض الذهنية و بالتالى أدائه فى العمل أو الدراسة إذا لم يتلقى علاجا.
من جانبه، صرح الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة أن معدل الإصابة بالفصام في مصر هو ذاته المعدل العالمي 1% من الاشخاص، وذلك وفقا لإحصائيات الأمانة العامة للصحة النفسية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية WHO لعام 2017 ، مشيرا إلى أن من الاعتقادات المجتمعية الخاطئة حول الفصام هو اعتباره انفصالا في الشخصية، أي أن المريض يعيش بشخصيتين.
وأوضح أن الفصام هو اضطراب عقلي مزمن وشديد يؤثر في طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه، كما قد يسمع المصابون به أصواتًا غير موجودة، أو قد يعتقدون أن أشخاصًا آخرين يحاولون إيذاءهم، وغالبًا ما يصفه بأنه نوع من الذهان، وهذا يعني أن الشخص قد لا يكون دائمًا قادرًا على تمييز أفكاره الخاصة عن الأفكار التي تحدث في الحقيقة، مما يدفعهم إلى العزلة والخوف من الآخرين، كما يشوه المرض طريقة الشخص المصاب في التفكير والتصرف والتعبير عن مشاعره ويفصله عن الواقع.
وأضاف الحديدي أن الأعراض يمكن تقسيمها إلى أعراض إيجابية مثل الهلوسة والأوهام، واضطرابات التفكير مثل صعوبة التركيز وتشوش الأفكار، فضلا عن التغيرات السلوكية، والأعراض السلبية والتي تتواجد بنسبة 60% - 80% في مرضى الفصام و تتمثل في الميل للعزلة والانسحاب الاجتماعي وعدم الاهتمام بالمظهر والنظافة الشخصية، وفقدان الشغف وانعدام الإرادة، بالإضافة إلى تغير في نمط النوم وتقلب المزاج ووجود فتور في الشعور.