بقلم: عادل عبد الصمد
فى عام ١٩٤١ تعهد الملك فاروق التصدى لمشكلة الحفاء التى كان يعانى منها الملايين من أبناء الشعب المصرى فى القرى والأرياف والحضر والنجوع فوجه ناظر الخاصة الملكية خطابا لمجلس الوزراء جاء فيه:
لما كان كثير من القرى والمدن يمشون لرقة حالهم حفاة الأقدام وذلك ما فيه من مضار صحية وأدبية؛ رأى مولاى أن يكون عيد ميلاده السعيد هذا العام ذا أثر كبير فى القضاء على هذه الحالة بالتيسير على أمثال هؤلاء لتحتذوا أحذية كل وما يناسبه.
وقد تفضل جلالته فأمرنى أن أبعث إلى دولتكم بمبلغ ٢٠٠٠ جنيه لهذا الغرض.
رجاء اتخاذ ما ترونه من تدابير لتحقيق هذه الرغبة السامية وتنفيذها بأسرع ما يستطاع.
وتسابق الموسرون من المصريين وغيرهم من مختلف الهيئات فى البذل لتعضيد هذا المشروع كفيل بدوام تمتع هؤلاء بذلك المظهر الحسن.
وإنى إذ أشرف بإرسال إذن صرف برقم (٩٠٥٥٩٧) بالمنحة المتقدم ذكرها
تحريرا فى ٦ فبراير ١٩٤١
ناظر خاصة جلالة الملك
استجابت وزارة حسين سرى باشا للأمر واعتمد رئيس الوزراء قرارا يقضى بشراء ( ٦٠ ) ألف حذاء للمصريين.
وتبنت مجلة المصور عدد ٢١ مارس ١٩٤١ تلك الدعوة بعد ما تطورت الفكرة واقتراح وزير الشئون الاجتماعية عبدالجليل باشا أبوسمرة ألا يقتصر مشروع مكافحة الحفاء على اختيار نموذج للحذاء بل يجب أن يتناول زيا شعبيا كاملا يشمل الملبس وغطاءً للرأس يقى الرأس والرقبة من أشعة الشمس وتم الاتفاق مع شركة (مصر للنسيج) على تصنيع وحياكة الزى المكون من الفاروقية وجاكت طويل وبنطلون من التيل الأبيض ويستبدل البنطلون الطويل بآخر قصير للفلاحين وسعر الطقم بالكامل بـ ٢٠ قرشا تدفع لجنة مكافحة الحفاء ٥ قروش على أن يكون ارتداء هذا الزى إجباريا بين العمال والصناع والفلاحين حتى يمكن الوصول إلى الزى الموحد.
ومساهمة المصور بإصدار عدد خاص مستعينة بآراء نخبة من قادة الفكر، على أن تتبرع بإيراد العدد كاملا لصندوق المشروع داعية قراءها إلى التبرع.
تبرع الملك فاروق من أمواله الخاصة بسخاء وفتح مطعما لصرف وجبات مجانية للفقراء وتبرع لنادى العمال وجامعتى فؤاد وفاروق الأول وقام بسداد مصروفات مئات الطلبة غير القادرين وتبرع بتفتيش ادفينا ومساحتها ١٣ ألف فدان والتى ورثها عن أبيه كوقف خيرى.
وتسابق المواطنون إلى التبرع، وقيل إنه تبرع ٢٢ مواطنا من وجهاء مصر وأثريائها بمبالغ وصلت أكثر من ٣٨ ألف جنيه وكان أقل تبرع هو مائة جنيه والأكبر مبلغ خمسة آلاف جنيه، وفى الوقت نفسه تبرعت ١٤ هيئة وشركة ومديرية بمبالغ وصلت إلى عشرة آلاف جنيه وتميزت مديرية أسيوط بأكبر تبرع وصلت إلى ٦٥٠٠ جنيه، وذلك بخلاف التبرعات الصغيرة ثم ظهر مشروع معونة الشتاء.