«قدها وقدود يا أهلي».. والحذر كل الحذر
سألنى الناس كثيرا قبل انطلاق المواجهة الكبرى بين الأهلى بطل مصر وإفريقيا وكايزر تشيفز بطل جنوب إفريقيا فى نهائى دورى الأبطال الإفريقى.. كيف ترى هذه المواجهة التى أشاع الكثيرون وأفاضوا فى الحديث عن سهولة مهمة الأهلى فيها؟ فأجبت بدون تردد أن تلك الشائعة هى مكمن الخطورة، لأن النهائيات لا تقاس بموازين القوى التقليدية، ولا يمكن من خلالها إطلاق التوقعات والتنبؤات على علاتها.
الأهلى -بإذن الله- على موعد مع تتويج جديد بلقب إفريقى، هو العاشر فى تلك البطولة القارية، بعد مشوار حافل بالانتصارات والانكسارات، ولكنه بخبرة لاعبيه ومهارتهم وبقيادة مدرب الواقعية الكروية بيتسو موسيمانى الجنوب إفريقى نجح فى الصمود، وأزاح من طريقه عددًا من المنافسين الكبار فى مقدمتهم بالطبع صن داونز الجنوب إفريقى والترجى التونسى، وكان أكبر الأسلحة التى يعتمد عليها الأهلى فى هذه المعارك الكروية الصعبة ميزة كبرى وغاية فى الأهمية وهى "احترام" المنافس وتقدير قوته بشكل حقيقى واقعى ودون أى تقليل من إمكاناته وبلا أى ذرة غرور أو ثقة زائدة فى النفس، ولعله يكون أقوى الأسلحة التى يجب أن يتسلح بها أصحاب الرداء الأحمر فى مواجهة كايزر الصعبة رغم كل محاولات القلة القليلة للتهوين من مستوى المنافس، وهو ما أكد عليه سيد عبد الحفيظ مدير الكرة الناجح فى كل تصريحاته حول المباراة، واتفق معه تماما، ولهذا فرض الجهاز الفنى على الفريق حالة معتادة من التركيز فى أجواء المباراة التى يستضيفها مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء المغربية.
ولعل من أبرز ما يمكن أن أذكر به لاعبى الأهلى الحرص على تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، ومنع المنافس من خطف هدف مباغت، ثم بناء التحصينات الدفاعية المتينة التى يشتهر بها لاعبوه، وأعتقد أن المباريات الأربعة التى لعبها الأهلى مؤخرًا فى الدورى شهدت الكثير من التجارب المفيدة من خلال قدرة الأهلى على فك طلاسمها، وكانت أشبه بالمراجعة الأخيرة قبل الامتحان الإفريقى، والمؤكد أن موسيمانى سيكون له دور كبير فى سبر أغوار مواطنه كايزر تشيفز، وكلى ثقة أن الأهلى قادر على تحقيق هدفه وإسعاد جماهيره وبعثته الرسمية التى يقودها كالمعتاد نجمه الأسطورى ورئيسه محمود الخطيب الذى اعتقد ان وجوده وسط ابنائه بشكل مستمر فى المباريات الأخيرة له مفعول السحر فى رفع الروح المعنوية والقتالية والأداء الفنى للأهلى.
ورسالتى واضحة للفئة القليلة صاحبة الصوت العالى التى تستضيفها للأسف الشديد منابر إعلامية عامة وأصبح شعارها "البجاحة كنز لا يفنى" وهم يعلنون على الملأ أنهم يتمنون فوز كايزر.. أقول لهم "عيب عليكم ما تفعلون لا تجعلوا التعصب يعمى أعينكم، وحتى إذا كنتم تشجعون أى نادٍ مصرى آخر فلا تجاهروا بالكراهية إلى هذا الحد اليوم حتى لا تحترقوا بنارها غدًا."
قبل ساعات من المواجهة المنتظرة، نؤكد أن ثقتنا كاملة فى ممثل مصر العظيم، ونعلم أن الأهلى "قدها وقدود".. وبإذن الله نحتفل مع الأهلى مساء غد السبت بالعاشرة التى يسعى لتحقيقها بكل قوة جيل من اللاعبين يسعى لتحقيق المجد الكروى، وكتابة تاريخ ولا أروع.