محمد رياض.. بطل «الشاه والسلطان»: الإنتاج فى مصر عنده مُشكلة مع التاريخ!
حوار : ولاء جمال
«الإنتاج فى مصر عنده مشكلة مع التاريخ»، هكذا تحدث الفنان محمد رياض بكل صراحة عن قلة إنتاج الأعمال التاريخية في مصر، مضيفاً في حوار مع «المصور» أن «الدراما المصرية تأثرت تأثر شديد جداً بخروج إنتاج الدولة.. والآن لا توجد مسلسلات تاريخية لأن القطاع الخاص هدفه الأساسى الربح».
«رياض» يُقدم هذا العام فى رمضان المسلسل التاريخى الوحيد من بين المسلسلات وهو مسلسل “الشاه والسلطان”، ويُجسد شخصية الشاه إسماعيل الصفوى.. والمسلسل إنتاجه ضخم ويضم فنانين عرب. ويؤكد «رياض» أن التاريخ يُعيد نفسه وأن هذا المسلسل هام جداً.. كما تحدث أيضاً عن مُشاركته في مسلسل رعب خلال شهر رمضان.
كيف تم الاستعداد لبطولة مسلسل “الشاه والسلطان”؟
أخذت مجهوداً كبيراً جداً، خاصة وأننى أول مرة اتعرض لهذه الفترة التاريخية، فقد عملت من قبل مسلسل “ابن حزم”، “والإمام الغزالى”، هذا كان آخر إنتاج للتليفزيون، إلى أن جاء مسلسل “السلطان والشاه».
في اعتقادك.. لماذا لا يتم إنتاج أعمال تاريخية خاصة أن تاريخنا مليىء بالأحداث والشخصيات؟
هناك جمهور كبير للأعمال التاريخية، بدليل الأعمال التى نراها فى تركيا مثلاً «حريم السلطان» مسلسل تاريخى يسرد فترة ما بعد سليم الأول، نحن نتحدث عن فترة سليمان القانونى ابن سليم الأول، واشتغلنا على الفترة التى ما قبل “حريم السلطان”، فترة سليم الأول نفسه، بالعكس حريم السلطان نجح جداً والناس فى مصر استقبلته استقبال كبير جداً.
لكن لماذا الإنتاج التاريخى ضعيف فى مصر؟
الإنتاج فى مصر عنده مشكلة مع التاريخ، يخافون من الأعمال التاريخية، لأنها مُكلفة نظراً لوجود ملابس وديكورات وجرافيك.
في رأيك، لماذا لم يخافون من قبل أيام إنتاج الأعمال التاريخية الكثيرة مع أن التكاليف كانت وقتها كبيرة؟
الدراما المصرية تأثرت تأثر شديد جداً بخروج إنتاج الدولة، فالدولة حينما خرجت من الإنتاج المتمثل فى «قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامى وشركة صوت القاهرة» إنتاج الدراما المصرية تأثر.. أى أننا كل سنة كُنا نُقدم مسلسل دينى على الأقل فى رمضان، الآن لا توجد مسلسلات تاريخية لأنه لا يوجد الآن غير القطاع الخاص وهو هدفه الأساسى الربح.. فالدولة كانت تستطيع أن تعمل هذا التوازن ما بين القيمة المُهمة للأشخاص والربح يأتى بعد ذلك، والقطاع الخاص ليس لديه هذا التوازن لكن يهمه الربح ولا استطيع أن ألومه لأنه مهموم بالربح، ولو الأعمال التاريخية هذه كانت تحقق مكاسب مادية، كنا وجدنا القطاع الخاص يقوم بإنتاج أعمال تاريخية.
الشركة التى أنتجت مسلسل “السلطان والشاه” تحمست ولم تخاف من التاريخى.. لماذا؟
هى شركة خاصة، أرسلو لى المسلسل وقرأته وأعجبنى جداً، وبدأنا نشتغل عليه، وهم كانوا مؤمنين بهذا الموضوع ويريدون أن يقدموه.. وهذه الشركة بالتحديد تحب الأعمال التاريخية وقدمت السنة الماضية مسلسل تاريخى، فالمسلسل رائع ومهم جداً خلال المرحلة التي نعيشها الآن، فالوطن العربى يعاني من الانقسامات، وهناك دول تحاول فرض السيطرة. فإذا شاهدنا سوريا مثلاً سنجد صراع دول كبيرة جداً فى سورياً وليست سوريا نفسها.. فما يحدث فى الوطن العربى هو ما يناقشه المسلسل.
حدثنا عن الشخصية التي تؤديها؟
أجسد شخصية الشاه «إسماعيل الصفوى» وهى شخصية دموية قليلاً، وهو مؤسس الدولة الصفوية فى فارس، وكان صراعه مع الدولة العثمانية على النفوذ والسيطرة، فإسماعيل الصفوى كان لديه استعداد لعمل أى شىء فى سبيل أحلامه وطموحاته على حساب أى شىء.. فهى شخصية مركبة جداً وفيها تناقضات كثيرة جداً.. وبإذن الله تعجب الجمهور.
وهل قرأت عن هذه الشخصية خلال التحضير للعمل؟
ظللت أذاكر فيها كثيراً، قرأتها ودرستها وعملت معسكر قبل دخول التصوير.. وأخذ التحضر للعمل حوالى شهرين قبل التصوير.
ماذا وجدت فى التاريخ عند قرأتك عن الشخصية؟
مقولة إن التاريخ يعيد نفسه هذه حقيقة، فعلاً كأن ما حدث من قبل يحدث اليوم بالضبط بكل ما فيه، ولذلك إذا لم تأخذ من هذه التجارب وتدرسها جيداً، فتتجنب السلبيات وتأخذ الإيجابيات، فكأنك لم تفعل شيئاً، لأنك ستقع فى نفس الحكاية مرة أخرى، فالأعمال التاريخية مهمة جداً، واتمنى من الدولة أن تعود لإنتاجها مرة أخرى.
ولماذا الدولة متوقفة عن الإنتاج حالياً رغم أن الفن سلاح هام؟
يُمكن أن الدولة ترى أن لديها أولويات، لأن لديها تحديات كثيرة جداً؛ لكن أرى أن من ضمن هذه التحديات هى الفن، لأن تأثيره قوى جداً.
وما رأيك فى مقولة إن الفن مرآة المجتمع؟
هذه مقولة حقيقة؛ لكن أنا مؤمن بفن آخر!.
عندما تُعرض مسلسلات تصف سيدات مصر بالسوء.. هل كلهن كذلك؟
لا طبعاً، لكن الفن يختار جزء من الشخصيات الموجودة فى المجتمع ويشتغل عليها، هو لا يُعمم؛ لكنه يأخذ جزءا، عندما مثلاً قدم أفلام عن العشوائيات، هل مصر كلها عشوائيات؟، هو ناقش مشكلة العشوائيات و»عمل عليها فوكس»، نحن نعمل فى الفن نصلت الضوء على مشكلة معينة ليست بالضرورة أن تكون هذه المشكلة عامة أو ظاهرة؛ لكن أنا أعمل جرس إنذار أن فيه مشكلة، فالفن له دور مؤثر وخصوصاً إذا أخذت هذه الأعمال بعين الاعتبار.
هناك مدرسة أخرى فى الفن تقول إن «الواقع كما يجب أن يكون»، أنا مؤمن بهذه المدرسة؛ لكن هذا ليس فى كل الأحوال، فإذا كنت تريد أن تناقش مشكلة أو ظاهرة كبيرة، فيجب أن يكون العمل الفنى صارم من أجل أن يحرك مثلما حدث.
وأنتجت أفلام عن تحرش البنات والسيدات فى الشارع، وهى ليست ظاهرة، لا نستطيع أن نقول إن مصر كلها «متحرشين»، لكن هذه الحوادث تتكرر من فترة لأخرى في المناسبات، فمتى نطلق عليها ظاهرة عندما تتكرر فى عدة أماكن وأزمنة مختلفة إذا أصبحت ظاهرة، وقتها الفن يظهر ويبرز هذه الظاهرة، ويجب أن يكون العمل صادم ليبدأ المسئولين في التحرك، فمدرسة الواقع كما يجب أن يكون فهذه لها دور، والأخرى لها دور، لا أستطيع أن ألغى الفن الصادم، أو أن أقدم الواقع كماهو، فبعض القضايا محتاجة تقدمى الواقع كماهو.. وبعض القضايا محتاجة تقدمى الواقع كما يجب أن يكون.
شاركت فى مسلسل “قسمتى ونصيبك” وكان من الأعمال الراقية التى فوجئنا بها؟
نجح جداً وهو مسلسل يُغرد خارج السرب وعمل قيم جداً مليء بالقيم، وهناك أعمال تبعث الأمل في النفوس، لكن الشكل التجارى الغالب هذا يعود إلى غياب الدولة.
وهل القراءة مُرتبطة معك بمراجعة شخصية تاريخية مثلاً؟
لأ طبعاً، فأنا أحب القراءة فى الأوقات التى ليس لدى فيها تصوير، فأحب القراءة ليس لهدف معين، فمن زمان تعلمت هذه الحكاية، كان هناك موضوع للعقاد اسمه “لماذا هويت القراءة” فكان يتحدث عن الإنسان الذى يصنف نفسه فى مجال واحد، غالبًا ما يكون عنده نقص مُعين؛ لكن الإنسان الذى يُحب القراءة هذا يجب أن يقرأ فى جميع المجالات، وهناك طبعاً المقولة الشهيرة “الإنسان عدو ما يجهل”.. أحياناً الإنسان عندما يجهل شىء تجده رافضًا له تمامًا؛ لكن القراءة للقراءة نفسها تتحرك من كل شىء، فأصبحت القراءة نفسها هى الهدف والمتعة، كونك تستخدمها فى عمل أو لا.
معروف عنك الإلتزام وعدم تقديم إلا الأعمال الهادفة.. ما الأشياء التي أثرت في شخصيتك وجعلتك هكذا؟
الإيمان بأن بعد الموت حساب، ما لا أحب أن تراه لى الناس، أكون حريص قدر المستطاع أني أبتعد عنه، فلا أستطيع أن أقول إن لدي الحرية المطلقة إننى أرفض وأقبل، لأن الحياة فيها ضغوط؛ لكن بقدر الإمكان أحاول أن أختار؛ لكن ليس عندى الحرية الكاملة للاختيار، وربنا وفقنى الحمد لله أن اختياراتى ليست فيها ما أخجل منه.
كنت تمتلك شركة إنتاج.. لماذا توقفت؟
أنتجت فيلم ومسلسل وعدة برامج ومسلسل إذاعى، ثم توقفت لأن الإنتاج مسألة صعبة جداً و»محتاجة فلوس وكذلك علاقات».
وكيف هى علاقاتك؟
علاقاتى مباشرة، والعلاقات التى تكون صحيحة فى الحياة هى التى أعملها؛ لكن أى علاقات أخرى أبتعد عنها، أنا مؤمن تماماً أن هذا رزق من ربنا سبحانه وتعالى، فعلاقاتى واضحة ليس لدى ما أقدمه؛ إلا الشغل والحمد الله بفضل الله شغلى هو ما جعلنى موجود واسير على هذا النهج وناجح فيه ولا أحتاج أن أغيره.. وأتمنى أن ينال مسلسل “الشاه والسلطان” إعجاب الناس لأن أهم لحظات بالنسبة لنا هى لحظة العرض طبعاً تكون لحظات سعيدة جداً، عندما ينجح العمل والمشاهد يثنى على شغلى.
وما الشخصية التى تقدمها فى مسلسل “كفر دلهاب” مع يوسف الشريف؟
هو شخص من الأعيان صاحب ثروة ونفوذ، وهي شخصية محورية فى أحداث المسلسل، فالمسلسل به رعب حقيقى، أعتقد الناس سوف تصدق جداً ما نقدمه لأن كل الناس التى اشتغلت فى هذا العمل مصدقين ما يجسدونه.. والمسلسل فكرة يوسف الشريف وسيناريو وحوار سمير عاطف وإخراج نادر جلال، والشركة المنتجة لهذا العمل وفرت كل الإمكانيات ليخرج بصورة لائقة.. ومتفاءل جداً بهذا العمل، فأنا لم اشتغل مطلقاً طوال تاريخي في مسلسل به رعب، لكن الرعب فى هذا المسلسل أنا أصدقه جداً، فأحمد نادر جلال مخرج رائع وشاطر جداً، وعمل شغل ومجهود رهيب، ويوسف الشريف اجتهد جداً.