الاتحاد الأوروبي يدعو لبدء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية دون تأخير
دعا جوزيف بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسية والأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جميع القوى السياسية اللبنانية إلى تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل، مؤكدًا ضرورة بدء الاستشارات النيابية لهذا الغرض دون تأخير.
وأكد بوريل - في بيان له اليوم تعقيبًا على اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة - أن لبنان يحتاج إلى حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة الرئيسية والتحضير لانتخابات المرتقبة العام المقبل، مشددًا على ضرورة إجرائها في الموعد المحدد.
وعبر بوريل، عن أسف الاتحاد الأوروبي لاستمرار الجمود السياسي في البلاد، فضلاً عن عدم إحراز تقدم في تنفيذ الإصلاحات العاجلة، حيث ظل لبنان بدون حكومة ذات صلاحيات كاملة لمدة عام تقريبا، مما أدى إلى أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، ولا يزال الشعب اللبناني يواجه عواقبها المأساوية.
وأضاف أن القادة اللبنانيين تقع على عاتقهم مسئولية حل الأزمة الراهنة، مشددا على ضرورة الاصطفاف والتحلي بالمسئولية لمواجهة التحديات المتعددة وتلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني.
وأوضح أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي يظل ضروريا لإنقاذ البلاد من الانهيار المالي، مجددا دعم الاتحاد الأوروبي القوي والمستمر للبنان وشعبه، لاستقراره وأمنه وسلامته الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي.
ويتم تسمية رئيس الحكومة في لبنان عقب استشارات نيابية ملزمة يجريها رئيس الجمهورية اللبنانية مع أعضاء مجلس النواب والكتل البرلمانية على أن يتم تكليف المرشح لتشكيل الحكومة الحاصل على أغلبية الأصوات عقب الاستشارات النيابية.
كان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري قد أعلن اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة أمس وذلك عقب اجتماعه مع الرئيس اللبناني أمس للتشاور بشأن التشكيل الجديد للحكومة، معتبرا أن عون طلب تعديلات جوهرية بالتشكيل بالإضافة إلى وجود خلافات متعلقة بالثقة وتسمية الوزراء المسيحيين.
وأوضح الحريري أنه طرح على الرئيس اللبناني مزيدا من الوقت للتفكير في التشكيل الحكومي الذي طرحه عليه خلال لقائهما بالأمس، مشددا على أن المؤشرات تؤكد أنه لن يتوافق مع الرئيس عون.
وفور اعتذار الحريري، انهار سعر الليرة اللبنانية لمستوى غير مسبوق حيث وصل سعر صرف الليرة إلى 21500 ليرة للدولار الواحد، فيما خرجت مظاهرات أغلقت عددا من الطرق في العاصمة بيروت وعددا من المدن بالمحافظات المختلفة وتطورت الأحداث في عدد من المناطق لأعمال عنف سرعان ما انتهت بساعات الليل وعادت الحركة للطرق بعد تدخل الأجهزة الأمنية.