أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "بيرتلسمان" الألمانية أن 60% من مواطني الاتحاد الأوروبي يشعرون بالرضا تجاه الوضع الديمقراطي داخل دول الاتحاد، في ظل الإجراءات التقيَُدية التي يتخذها قادة الدول لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأشار مُعِدو الاستطلاع، الذي نقلته صحيفة "بروكسل تايمز" اليوم /الجمعة/ عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن جائحة "كورونا" شكَّلت اختبار ضغط للحوكمة بالنسبة للسياسيين في جميع أنحاء العالم ، موضحين أنه "في حين أن إجراءات الإغلاق هدفت بوضوح إلى تلبية احتياجات الصحة العامة، إلا أنها وفرت، مع ذلك، سُبلًا للدول لفرض مزيد من القيود على الحقوق الديمقراطية الأساسية".
ورأى الباحثون في تقريرهم أن "السيطرة على الوباء تستدعي اتخاذ إجراءات تنفيذية سريعة وقوية، وبالطبع، لجأ العديد من قادة الحكومات إلى اتخاذ إجراءات استثنائية وقاسية في بعض الأحيان، شملت تقييد حركة الأفراد، وفرض متطلبات التباعد الاجتماعي، وتكليف الشركات بإغلاق أبوابها".
وذكر التقرير أن "الإجراءات الحالية تحمل مخاطر السماح للقادة بالانخراط في تجاوزات تنفيذية أكثر ديمومة، من شأنها أن تسفر عن تقويض المعايير الديمقراطية الليبرالية الرئيسية في المجتمع".
كما شدد على أن المخاوف بشأن تراجع الوضع الديمقراطي على خلفية تفشي الوباء تؤكد أهمية دراسة نظرة المواطنين الأوروبيين إلى الديمقراطية وسيادة القانون في بلدانهم.
وشمل التقرير أيضًا البيانات التي أظهرها الاستطلاع والتي بيَّنت أن 58% من المشاركين فيه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي يؤمنون بقدرة حكوماتهم على إدارة جائحة "كورونا"، مع وجود اختلافات كبيرة في النسب بين البلدان، إذ أعرب
غالبية المشاركين في الاستطلاع في ألمانيا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا وبولندا عن ثقتهم في اتخاذ حكومتهم الإجراءات الصحيحة لمكافحة الوباء.
كما أظهر الاستطلاع أن مواطني الاتحاد الأوروبي أكثر رضاء عن الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي بشكل عام.
من جانبها، أعلنت مؤسسة الملك بودوان، المتخذة من بروكسل مقرًا لها، التي شاركت أيضًا في هذا الاستطلاع، في بيان صحفي لها، أنه "مع استمرار الوباء والقيود التي ينطوي عليها، تزايد القلق في الأشهر الأخيرة من أن الرضا العام عن الديمقراطية قد يتأثر".
وقد رصد الاستطلاع آراء حوالي 12 ألف شخص عبر دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.