قهرت قصر القامة برفع الأثقال.. الصدفة تصنع "حكاية حنان" (فيديو وصور)
ربما تلعب الصدفة دورًا في حياة البعض مِنّا، فتحول حياته من طريق كان شاحبًا، إلى آخر مليءٍ بالألوان، وتسافر بنا إلى عالم جديد، فتجعل منا أشخاصًا أكثر حبًا للحياة، يرسم هدفًا جديدًا يعيش لأجله.
هكذا كانت حياة حنان فؤاد، والتي تبلغ من العمر 53 عامًا، من قِصار القامة، والتي حصلت على دبلوم التجارة، واعتقدت أن حياتها انتهت إلى هنا، وذلك لسنوات طويلة، حتى لعبت الصدفة دورها الحقيقي، وبدأت مسيرتها الرياضية في رفع الأثقال منذ التسعينيات، حتى أصبحت بطلة صالات رفع الأثقال لسنوات طويلة.
بداية القصة
كانت حنان فؤاد تعمل في إحدى شركات الاتصالات الكُبرى، وقتما توجهت لها إحدى صديقاتها بالنصيحة، لتلعب الرياضة، وتلتحق بأحد مراكز الشباب، وبالفعل بدأت حنان التفكير في الأمر، وتوجهت للانضمام لأقرب مركز شباب لها، ومارت العديد من الرياضات، مثل العدو وألعاب القوى والرمح والقرص وغير ذلك.
تسللت حنان بين الألعاب المختلفة في مركز الشباب، حتى وصلت لصالة رفع الأثقال، والتي سيطرت على فكرها، وجذبتها بشكل غير مسبوق لم تجربه مع الألعاب السابقة؛ حيث شعرت بأن الحديد يُكسب الشخص صفاته في الصلابة والقوة والثقة، وعلاقتها الحساسة مع الحديد دفعتها للتغيير من شخصيتها الخجولة المنطوية على نفسها، انفتحت حنان على المجتمع وانصهرت داخله لا تُشعرهم بفرق، ولا يشعرون بغرابة.
قصة نجاحها مع رفع الأثقال
على مدار ما يقرب من العشرين عامًا، حازت حنان على العديد من الجوائز والميداليات، التي فازت بها في بطولات جمهورية وإفريقية، وعلى الرغم من مكوثها بضع سنوات في المنزل إثر وفاة والدها، عادت حنان تطحن الحديد من جديد.
وعام 2018 قررت حنان التغيير وشاركت في بطولة إفريقيا لكرة الريشة، والمُقامة في دولة أوغندا، فازت بثلاث ميداليات باسم مصر اثنتان فضة وواحدة برونزية، ولكن لم تستطع حنان استكمال مسيرتها في كرة الريشة؛ وذلك لتعارض تمارينها بتمارين رفع الأثقال وألعاب القوى، فكل رياضة منهما تمارينها تؤثر على الأخرى، وبالتالي كان عليها الاختيار بينهم، وبالطبع اختارت رفع الأثقال.
تكوين فريق كرة قدم لقصار القامة
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت حنان تتعرف على قصار قامة آخرين يمارسون الرياضة أيضًا، وبدأت التجمعات بينهم، والعلاقات تتزايد، ويتقابلون في المنافسات والبطولات الوطنية، وهنا كانت بداية تكوين فريق كرة القدم الأول لقصار القامة في مصر -الذي تحدثنا عنه في تقرير السابق- اتخذوا من مركز شباب الجزيزة مكان لهم يتقابلون فيه ويمارسون رياضاتهم المختلفة.
حنان مثال واحد من مجتمع كامل يعيش بيننا ولا نشعر بوجوده، لا نشعر بإنجازاتهم ولا نشاركهم الاحتفاء بها، ولا نشعر بمعاناتهم ولا نساندهم فيها، مجتمع قصار القامة فرض نفسه، ونجاحاته، ومعاناته بقوة على الساحة المصرية بل والعربية أيضًا.