رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الصعيــدى الفصيــح ومعاناة أهل الصعيد

17-5-2017 | 14:46


بقلم –  عزت بدوى

لم تكن كلمات الصعيدى الفصيح حمام على عمر ابن قرية المراشدة بمحافظة قنا للرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الأحد الماضى أثناء افتتاحه مجموعة من المشروعات التنموية بمحافظات الصعيد تعبر عن معاناة وقهر قرية المراشدة إحدى أفقر ١٠ قرى بمصر فقط، وإنما تعبر عن المعاناة والقهر والتهميش والحرمان الذى يعيشه أهل الصعيد بالكامل. على مدى عصور طويلة مما جعلهم يستحوذون على نصيب الأسد فى قائمة أفقر قرى مصر بالكامل ويحسبهم الجاهل أغنياء من شدة تعففهم واعتزازهم بكرامتهم وأنفسهم.

لقد جسد الصعيدى الفصيح حقائق ما يحدث فى صعيد مصر وأسباب معاناة أهله، رغم ما يملكه من ثروات وخيرات تضمن له الحياة الكريمة لأهله والمعيشة الرغدة لهم بداية من أكبر كنوز الآثار فى العالم أجمع إلى الثروات الطبيعية من ذهب وحديد وألمونيوم وفوسفات وغيرها ناهيك عن الزراعة، وخاصة المحاصيل الرئيسية التى كانت تصدر للخارج من قبل كالقطن والبصل وغيرهما.

خير الصعايدة يذهب لغيرهم وما يتم إنشاؤه من مشروعات على أرضهم يستفيد منها الغرباء عنهم وما حدث فى قرية المراشدة من تعويض المعتدين على أرض الشركة اليابانية بمنحهم ٣٠ ألف فدان مستصلحة وحرمان أهالى القرية الفقيرة بالكامل من الحصول على أية مساحات من هذه الأرض يتكرر فى كل قرى صعيد مصر وظهيرها الصحراء وعدم تشغيل أى من أبناء قرية المراشدة العاطلين فى مشروعات الصوامع التى تم إنشاؤها على أرضها يتكرر فى الغالبية العظمى من المشروعات التى يتم تدشينها فى صعيد مصر، فالتعيينات فى هذه المشروعات تأتى بتأشيرات من القاهرة وبالوساطة والمحسوبية لأقارب نواب البرلمان والوزراء وغيرهم، أما أبناء القرى الفقيرة الذين يتم انشاء المشروعات على أرضهم فعليهم تسول العمل فى شوارع القاهرة والسويس والإسكندرية.

لقد فجر الصعيدى الفصيح قضية أرض وضع «اليد» على أراضى الدولة فى صعيد مصر التى أصبحت أسرع الطرق للثراء الفاحش، أهالى القرى فى الصعيد يبحثون عن فدان أرض واحد لزراعته، بينما المحاسيب من الأغنياء والنواب وأبناء الوزراء وأقاربهم يضعون أيديهم على آلاف الأفدنة من الأراضى الصحراوية التى تقع فى زمام القرية وكأن الدولة منحتهم تفويضًا على بياض فى التصرف فى أملاكها لحسابهم الخاص، حتى وصل سعر الفدان الصحراوى وضع اليد إلى ٢٥٠ ألف جنيه وإذا ما تم تقنينه يرتفع سعره إلى نصف مليون جنيه لتكون تجارة أراضى وضع اليد على أراضى الدولة أسرع وسيلة للثراء الفاحش تفوق أرباح تجارة السلاح والمخدرات وللأسف الشديد تساهم جميع أجهزة الدولة فى رواج هذه التجارة ليزداد الأغنياء ثراء، بينما يظل أهل القرى على فقرهم يندبون حظهم العثر ولا يجدون سبيلا للخروج من هذا الواقع الغريب.

إن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الأحد الماضى بتكليف القوات المسلحة وأجهزة وزارة الداخلية باسترداد كافة أراضى وضع اليد من مغتصبيها فى موعد أقصاه نهاية مايو الجارى وتقنين أوضاع من وضع «يده» على أراضى دولة وقام بزراعتها بالفعل بعد سداد حقها للدولة. هو البداية الحقيقية للتصدى لمافيا أراضى وضع اليد على أملاك الشعب وتحصيل حقوق الشعب من مغتصبى أراضيه مهما تكن مواقعهم أو نفوذهم.

وإذا كان الصعيدى الفصيح قد كشف أسباب المعاناة الحقيقية لأبناء الصعيد وحصل بأمر رئاسى لأبناء قريته على ألف فدان هدية من قواتنا المسلحة بعد استصلاحها وتجهيزها لتوزيعها بالعدل على جميع أبناء القرية فإنه نجح فى أن يضع نهاية لعصابات ومافيا الاستيلاء على أراضى الشعب بنظام وضع اليد وكشف سلبيات ما يحدث فى مشروعات التنمية فى الصعيد.

إن ما يشهده الصعيد الآن فى عهد الرئيس السيسى من اهتمام على أرض الواقع يعد نقلة نوعية غير مسبوقة تبشر بميلاد فجر جديد لصعيد مصر وأهله ونهاية مرحلة السنين العجاف.