بقلم –  خالد ناجح

بصفتى أحد أبناء قنا المقيمين بالقاهرة تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية ومحادثات الفيس بوك للرد على تساؤلات أهلى وبلدياتى عن زيارة الرئيس لقنا وما أكثر الاتصالات والمحادثات التى تحدثت عن فرحة كبيرة عمت الشارع القنائى بزيارة الرئيس لقنا، التى استمرت لأكثر من خمس ساعات قضاها الرئيس وسط أهلنا وناسنا فى الصعيد الجوانى.

عانينا يا ريس كثيرا من انقطاع الكهرباء وندرة مياه صالحة للشرب وعدم وجود صرف صحى نهائيا؛ ولذلك عندما يأتى إلينا الرئيس ويناقش مشاكلنا ويسمعنا، وأيضا يحضر لافتتاح مشروعات ويشرفنا فى قنا لأكثر من خمس ساعات كان لابد أن نقول له “نورت قنا يا ريس” شرفتنا ونورتنا.

الصعايدة لم يهتم بهم أحد من قبل، وكانوا يتوقون لزيارة أى مسئول فما بالك بالرئيس هو الذى يزورهم ويسمعهم ويناقشهم، الصعايدة لا يعرفون التجمل أو المجاملات، فالصعايدة يحبون الرئيس السيسى حتى إن أحد الأفراد المكلفين بالتأمين وهو بلدياتى عندما حكى عن الزيارة فى بوست على الفيس بوك، قال إن الرئيس السيسى “قعد عندينا أكتر من خمس ساعات فى المراشدة يسمع من كل واحد وجهة نظره وياخد قرارات سريعة ومفيش رئيس قبل كده كان يستحملنا نص ساعة يبقى تحيا مصر”، وبالطبع لم ينسَ أن يخبرنا أن الشمس “سلقته”؛ لكنه قدم التحية لشخص الرئيس الكريم وعمله الجاد على أرض الواقع، ودعا للرئيس أن يعينه الله واختتم كلامه بجملة عبقرية مخاطبا الرئيس أنت مكسب لمصر.

الصعايدة فى قنا ليس لديهم سوى الحديث عن نجم قنا الجديد “حمام على عمر” من قرية المراشدة بقنا،، هذا الرجل الذى فاجأ الحضور أثناء افتتاح مشروعات بقرية المراشدة، بأن طلب من الرئيس السيسى، شرح عدة مشاكل تواجه القرية، مما دفع الرئيس لدعوته بطرح رؤيته، وترتب عليه عدة قرارات من أهمها منح القرية ألف فدان توزع عليهم، وتدفع القوات المسلحة ثمنها لشركة الريف المصرى، هذا الرجل الذى عرض شكواه على الرئيس، حتى إنهم فى قنا يمزحون بأن عم حمام أصاب الحكومة فى الرأس تعليقا على وضع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء يده على رأسه أثناء حديث عم حمام للرئيس، أثارت شكوى الحاج حمام أو “الفلاح الفصيح”، ردود أفعال واسعة، إذ وصفه البعض بـ”البطل” لطرح شكواه دون تخوف على رئيس الجمهورية، بينما اتخذه البعض الآخر قدوة له فى قلب الصعيد.

الرئيس “جبر خاطر” الصعيد بافتتاحه هذه المشروعات من قنا وبصراحة أكثر الصعايدة وخصوصا أبناء قنا من إهمال على مدار سنوات طويلة وبزيارة الرئيس لنا فى قنا جبرت خاطرنا وتأكدنا أننا فى عقلك وقلبك.

كنا نشعر بأن الرؤساء لا يحبذون زيارة قنا تحديدا، نعم نحن فرحون بالزيارة وما حدث فيها، فالصعايدة وبروح الود والفرح قالوا الرئيس هيرجع لمصر حقها من قنا عندما وجه الرئيس السيسى تحذيرا شديد اللهجة لواضعى اليد على أراضى الدولة، قائلا: “أنا بصراحة زعلان قوى فى الموضوع ده، إن حد ياخد أراضى مصر وناس مش لاقية تاكل، وناس تمد إيديها بـ١٠ آلاف فدان، و٢٠ ألف فدان ياخدوهم ويقولوا دول بتوعى، والله العظيم ولا فدان واحد”، موجها حديثه للجهات المعنية بشكل مباشر بالقول: “من فضلكم ده تكليف للجيش ووزارة الداخلية، اللى زارع أرضه يقنن وضعه ويدفع دلوقتى، واللى مش زارع الأرض ترجع فورا وتنضم لشركة الريف المصرى لإعادة توزيعها على المواطنين”.

نعم يا ريس عندك حق مصر فى حاجة لثورة إدارية تواجه البيروقراطية التى تعج بها مؤسسات الدولة، الحكومة الموجودة ليست على المستوى اللى تعمل نهضة فى البلد وتساعدك وتنفذ كلامك بصدق ودقة وبصراحة لولا “الجيش بيزق ويساعد ويشتغل كانت الدنيا وقعت”.

نعم الرئيس سمع لنا ويكفى رسالته عندما وجه اللواء كامل الوزير بمنح أهالى المراشدة ١٠٠٠ فدان، مساهمة من ميزانية الجيش، وداعب الرئيس السيسى الحاج حمام قائلا: “مرضى يا حاج حمام” ليس مهما الألف فدان فالأهم هى الرسالة التى وصلتنا من الرئيس وأنه سينفذ طلباتنا ما استطاع.

نعم فرحنا بزيارتك لقنا وكنا نتمناها أن تستمر أكثر، فعلى رأى المثل “الخير على قدوم الواردين” .. يا ريس الناس فرحانة بيك وبزيارتك ويكفيك دعوات كل عامل يعمل وسيعمل فى هذه المشروعات ودعوات الفلاحين فى المزارع وبين أغصان الشجر، دعوات الأمهات والشيوخ والأطفال فى المدارس.