اليورو.. وللعنصرية وجوه أخرى
انتهى يورو 2020 بحلوه ومره، وتوج منتخب إيطاليا بطلا لأوروبا على حساب المنتخب الإنجليزى بركلات الترجيح 3/2، ولكن ما لا يمكن التغاضى عنه هو أن تطل علينا العنصرية برأسها مجددا لاستهداف الثلاثى الإنجليزى من أصحاب البشرة السوداء الذين أخفقوا فى تسديد ضربات الترجيح، رغم كل ما قدموه من عرق وجهد طوال البطولة حتى النهائى.
فلم يكن أحد يتوقع ونحن فى القرن 21 أن نشهد مثل هذه العنصرية الدنيئة، دون مراعاة للمشاعر الإنسانية من جانب جماهير كرة القدم، التى تعكس ما يخفيه العقل الباطن عكس ما هو معلن ونرفعه من شعارات الحرية والمساواة والمواطنة والديمقراطية فى مجتمعاتنا المتحضرة، وما شهدته اليورو لا يختلف كثيرا عما نراه بين الحين والآخر فى مواقف فردية هنا أو هناك، لا نتوقف عندها كثيرا، من فرط الثقة أنها ردة فعل وقتية!
وما تعرض له "راشفورد" و"سانشو" و"ساكا" على مواقع التواصل الاجتماعى شىء مقيت وصعب ومحبط، وعلى الفور جاء الدعم والتعاطى مع الحدث سريعا وعلى أعلى المستويات بداية من الأمير وليام ورئيس الوزراء والعديد من المشجعين الذين أعربوا عن دعمهم للاعبين الثلاثة.
وأعلن بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا أنه سيلتقى مع المسئولين الكبار لمواقع التواصل الاجتماعى من أجل اتخاذ خطوات سريعة لتتبع المسيئين من أجل معاقبتهم.
ومن المقرر أن يتخذ الاتحاد الأوروبى قرارات عقابية ضد الكرة الإنجليزية، ربما تصل إلى الحرمان من حضور الجماهير ومنع اللعب فى ويمبلى على خلفية الأحداث العنصرية، وما وقع من أحداث شغب واعتداء على الجماهير الإيطالية عقب النهائي.
تبقى الاشارة إلى أن للعنصرية وجوها أخرى هنا وهناك.. ويعلم الجميع أن بلوغ المنتخب الإنجليزى للنهائي، جاء على حساب الدنمارك بهدف من ضربة جزاء مشكوك فى صحتها تحصل عليها رحيم ستيرلينغ "ذوالبشرة السمراء" أيضا.
واحتفل به المتعصبون والعنصريون رغم أن الهدف لايزال يثير الجدل فى أوساط الرياضة الإنجليزية والعالمية، ويكفى المدربان الكبيران جوزيه مورينيو وأرسن فينجر أجمعا على أن اللعبة لا ترتقى لتحتسب ركلة جزاء، كما ان روى كين ومايكل أوين نجما الكرة الإنجليزية اتفقا على أنها مشكوك فى صحتها!.. وكتبا ذلك على صفحتهما الخاصة بهما، ولم يتم اتهامهما بالخيانة أو العمالة ولم يخرج علينا إعلامى فى قناته أو محام برفع قضية عليهما لسحب الجنسية الإنجليزية منهما، ترى وتخيل معنا ماذا كان يحدث عندنا فى مصر عندما يكتب زميل صحفى مصرى تعليقا على هدف للمنتخب الوطنى أو الأهلى أو الزمالك؟! بالتأكيد لن يسلم من التحفيل عليه واغتياله وأسرته معنويا وربما طالبوا بإعدامه فى ميدان عام، لأنه تجرأ وقال رأيه بصراحة وحياد فى لعبة كرة القدم.
كان الله فى عوننا بعد أن تم تصنيفنا أهلاوية وزملكاوية وتحيا الآلة الإعلامية للناديين!