كان حلمه تطوير جامعته في ضوء التغيرات المعاصرة، وإصراره على الحلم جعله يبدأ التحقيق بالفعل على أرض الواقع، بحصوله على درجة الدكتوراه، حيث لم تقف إعاقته الحركية عائقاً أمام حلمه ليؤكد للجميع أن ذوي الإعاقة يثبتون يوما بعد يوم أنهم أصحاب عزيمة وإرادة قوية .

شهدت جامعة أسيوط مناقشة رسالة دكتوراه مقدمة من الباحث أسامة محمد محمود عبدالعال ، والذي يعد أول متحدي للإعاقة يحصل على درجة الدكتوراه في مجال عمله عن "استراتيجة تطوير برامج كليات التربية بجامعة الأزهر" .

التقت "دار الهلال" الدكتور أسامة محمد محمود عبدالعال، مدير العلاقات العامة بجامعة الأزهر فرع أسيوط، والذى قرر أن يواجه الظروف التي تعرض لها وحالته الصحية ويحصل على الدكتوراه.

وأوضح أسامة أنه يترأس العلاقات العامة على مستوى الوجه القبلي من المنيا إلى أسوان، ويخدم فرع جامعة الأزهر حتى جنوب الصعيد، قائلا :"الحمد لله إعاقتي لم تمنعني أبداً من تأدية واجبي وعملي على أكمل وجه، وكرمت هذا الأسبوع من نائب رئيس الجامعة ومحافظ أسيوط ومساعد قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، وهذا التكريم كان تكليلا للمجهود الذي أقوم به أنا وزملائي بفرع الجامعة" .

وعن إصابته قال أسامة، "إنه أصيب في طفولته بشلل أطفال وتعرض لبعض المتاعب، وجاب به والده ووالدته وساعداه في طفولته وتقدم مراحله العمرية، في رحلات العلاج بداية من العلاج بالجلسات الطبيعية والعمليات الجراحية حتى وصوله لهذه المرحلة من الإعاقة ، في سن 14 سنة، وكان يرتدي جهازا تعويضيا وعكازين وهذه كانت نهاية المطاف بإجرائه عملية جراحية، على إثرها يتحرك حتى الآن بعكاز بدون جهاز تعويضي .

وقال أسامة، لم يتركني والدي حتى اكتمال تعليمي وكان يتكبد تعب الانتقال للمدرسة، وكنت من المتفوقين في دراستي ودائماً ما كنت أحصد المراكز الأولى، حتى وفاته وأنا في الصف الثالث الثانوي وهذه أصعب مراحل حياتي لأنني كنت أعتمد على والدي في كل شيء والذي كان يعمل دكتورا جامعيا، وساعدتني والدتي حتى التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية" .

وأضاف : "وتخرجت والتحقت بعملي بجامعة الأزهر حتى وصلت مديراً للعلاقات العامة، ولم أترك تعليمي وأكملت الدراسات العليا وحصلت على دبلومتين وماجستير في التربية الخاصة وكنت أول شخص من ذوي الإعاقة يحصل على درجة الماجستير من كلية التربية ثم حصولي على درجة الدكتوراه في" إستراتيجة تطوير برامج كليات التربية بجامعة الأزهر " .

وتابع : "حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في القصة القصيرة في مسابقة الحلم المصري، والتي ترعاها وزارة الشباب والرياضة، وفي المجال الرياضي حصلت على المركز الأول في مجال السباحة، والمركز الثالث في مسابقة تنس الطاولة .

ووجه أسامة رسالته لأصحاب الهمم والشباب، قائلا : "إن كل شيء لا يأتي إلا بالمثابرة والاجتهاد وأدعو الشباب ألا يقف عند مرحلة معينة أو نقطة معينة ،لابد من التعب والكفاح والمثابرة لتحقيق الأهداف".

واختتم كلمته داعياً الله أن يكلل مسيرته بالتدريس في الجامعة، لتكون هذه رسالة أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرين على التدريس والعطاء وقادرين على المشاركة في المجال العلمي .