رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«العيد في القرى».. وتطوير الريف المصري ولا في الأحلام

19-7-2021 | 22:42


عبد الرازق توفيق

اليوم.. أول أيام عيد الأضحى المبارك ندعو الله أن يعيده على مصر بالخير واليمن والبركات.. ويحفظها قيادة وشعباً من كل شر وسوء.

ونحن نعيش ملحمة تطوير وتنمية الريف المصرى تذكرت أيام الصغر ونحن نقضى العيد فى القرية.. السعادة والفرحة وتقاليد ذبح «الأضحية».. لم تختلف كثيراً بل كانت «الأضحيات».. من الأبقار والجاموس تجوب البلدة ليلة الوقفة والعيد وسط فرحة وسعادة الأطفال.. وخلفها جمع غفير من الناس.

كانت أحلامنا بسيطة.. تجمعنا صلاة العيد ومشاهد ذبح الأضحية.. وساعات من التزاور الأسرى والعائلى بالملابس الجديدة وينتهى العيد ربما قبل التاسعة صباحاً ليذهب كل واحد إلى عمله وإلى أنشطته الطبيعية ومواجهة الحياة فى ظروف بيئية صعبة وخدمات غير موجودة.. ربما كان الحلم أن ننزل المحافظة لمشاهدة فيلم العيد فى دار السينما الوحيدة بالمحافظة.

وأنا استرجع شريط الذكريات مع أيام العيد فى القرى المصرية.. قفزت إلى ذهنى الأرقام والخدمات والتطوير والشكل والمضمون الذى يشهده المشروع القومى لتطوير وتنمية الريف فى إطار مبادرة «حياة كريمة» تذكرت كلمة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى الاستاد من أرقام حول التكلفة والميزانيات التى تتجاوز الـ 700 مليار جنيه تذكرت.. نوع الخدمات المقدمة للمواطن.. الحديث عن توصيل الغاز لـ4 ملايين وحدة سكنية.. عن 14 ألف فصل دراسى جديد.. عن عشرات المستشفيات والمستشفيات المركزية الجديدة.. عن خدمة الكهرباء بلا انقطاع أو أعطال. 

خدمات النت السريع والفايبرات والالياف الضوئية وتكنولوجيا الاتصالات والتحول الرقمى فى القرى المصرية من مراكز الخدمات الزراعية لمساعدة الفلاح.. ومراكز للخدمات الحكومية أشبه وأقرب إلى الوزارات.. وأكثر من ألف مركز شباب جديد بالإضافة إلى تطوير القديم ومليار ونصف المليار لدعم المشروعات متناهية الصغر وتبطين الترع حول ضفافها إلى كورنيش مصغر من النيل ووفر تكلفة التطهير وأوصل المياه إلى نهاية الترع.. يعنى صحة وتعليم وزراعة وصرف صحى ومياه نظيفة وكهرباء واتصالات ونت سريع ومراكز شباب وملاعب رياضية.. وخدمات بلا معاناة.. وفرص عمل.. ومراكز ترفيهية.. وبيوت ومنازل تحمل البصمة الجمالية.. يعنى قرية ولا فى الأحلام.. كل ما يحلم به الناس فى القرى والريف.. والذى كان مجرد التفكير فيه درباً من الخيال.. كل ما ينشده المواطنون يجدونه فى الريف المصرى الجديد بعد التطوير.

تفتكر أن الأجيال الحالية من أبناء الريف والقرى المصرية ممكن بعد انتهاء عمليات التطوير والتنمية وإدخال كل الخدمات فى القري.. ممكن تقضى العيد ازاي.

باختصار الريف المصرى الجديد أو المشروع القومى الأضخم والعملاق سيغنى أهالينا فى القرى والريف عن الذهاب خصيصاً إلى المدن والعواصم الكبرى والحضر من أجل قضاء الحوائج.. وطلب الخدمات سواء تعليم أو صحة.. بعد أن توفرت كل الخدمات وما يحتاجه ويطلبه المواطن فى أكثر من 58٪ من سكان مصر لو حسبناها.. اقتصادياً وصحياً ونفسياً.. نجد عوائد تطوير الريف وتوفير كافة احتياجات المواطنين فى قراهم أكثر جدوى بكثير من عدم التطوير.. وأن ما كان يهدر من طاقة وتكاليف وترقيع خلال العقود الماضية. 

وما كان يتكبده المواطن من معاناة السفر والترحال إلى القاهرة والإسكندرية والجيزة، من أجل البحث عن خدمة  سـواء العـــلاج أو التعليم أو العمل أو حتى الترفيه وما يهدر من إنفاق على البنزين والسولار وتحميل على الطرق والمرافق.. كل ذلك سوف نكتشف أن تكلفته على المدى القريب تزيد من تكلفة مشروع تطوير وتنمية الريف المصري.

لا يتخيل.. أو يتوقع أحد شكل الحياة فى الريف المصرى بعد التطوير.. وشكل العيد بعد التطوير.. سأحرص على أن أقضى العيد فى قريتنا بعد التطوير الكبير والتاريخى لأرى الشكل الجديد للعيد.. وفرحة هذه الأجيال من الشباب والأطفال والكبار.

هل سيختلف الريف بعد تطويره عن المدن الكبرى.. فعندما نتأمل الخطى المصرية فى مجال البناء والتنمية.. نجد أن مصر تبنى المدن الجديدة على أحدث كود المدن العالمية الذكية وفى نفس الوقت تقود أكبر ملحمة غير مسبوقة فى تطوير وتنمية قرى الريف المصرى فى 4500 قرية و28 ألف تابع تستهدف تغيير حياة 58٪ من سكان مصر إلى الأفضل وتوفير الحياة الكريمة لهم.. مما يرفع المعاناة عنهم ويضمن وصول عوائد التنمية إلى الجميع ويحقق العدالة ويجسد مدى الاهتمام والرعاية والأولوية التى توليها القيادة السياسية لبناء الإنسان المصري.. وتخليص الفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية من الفقر والعوز.

مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى مش مجرد عمل إنشائى وحجارة ولكن أسلوب حياة.. وحياة مختلفة أهم أهدافها هو بناء إنسان مصرى عصرى يخرج من رحم الهوية والشخصية المصرية متمسك بأهداب الأصالة ومواكب التطوير.. قوى الانتماء والولاء للوطن يعمل فى إطار الحرية المسئولة من خلال وعى حقيقى بالتحديات التى تواجه الوطن مدركاً لقيم ومبادئ الجمهورية الجديدة وأهدافها ومتطلباتها.

مشروع تطوير وتنمية الريف «حدوتة مصرية».. تقول الحكاية من البداية.. وتكشف عن إنسانية القيادة السياسية واستشعارها ورصدها وإحساسها بكل مشاكل المصريين ومعاناتهم وليكون العمل والمشروعات والإنجازات والتنمية تستهدف توفير الحياة الكريمة للمصريين وفى القلب منها المناطق التى تعانى صعوبة فى الحياة والفئات الأكثر احتياجا.

ولا فى الأحلام.. ولا فى الخيال هو لسان حال المصريين خلال عهد الرئيس السيسى.. مين كان يحلم بكل اللى احنا فيه.. حتى أهالينا فى الريف من فرط معاناتهم فى العقود الماضية ظنوا أن الحياة لهم انتهت ولا أمل.. لكن الرئيس السيسى صانع الأمل وجابر الخواطر وبانى مصر.. وهذه والله ليست مبالغة ولكنها الحقيقة.. فمن عاش وشاهد الحال فى ريف مصر.. وفى كل ربوع مصر فى الماضي.. ليس كمن سمع.. لذلك أدرك جيداً قيمة ما يقدمه السيسى لهذا الوطن.

تحيا مصر