نقيب البيطريين: «أعطونا فرصة للحفاظ على صحة الشعب.. والتعيينات متوقفة منذ 1995 (حوار)
- المطالبة بالتعيين هدف يتماشى مع خطة الدولة
- خروج أطباء على المعاش تسبب في عجز بالقطاع البيطري
- الطبيب الواحد يمارس عمل 3 من زملائه
- ليس لدينا حوافز مادية مجزية
- نحتاج 5500 طبيب في الوحدات البيطرية الحالية
- عقوبة منتحلي مهنة الطبيب البيطري لا تتعدى 50 جينها غرامة
- نسعى إلى تفعيل الاتحاد العام للبيطريين العرب تحت مظلة الجامعة العربية
مهنة الطيب البيطري لا تقل أهمية عن التخصصات الطبية الأخرى لكنها مثل كثير من القطاعات تعاني من مشاكل مالية، بل وعجز أيضًا في المورد البشري، هذا ما أكده الدكتور خالد سليم، النقيب العام للأطباء البيطريين، خلال حواره مع «دار الهلال»، حيث تساءل لماذا لا يتم تعيين الأطباء والاستفادة منهم؟! ولماذا لا يحصل خريجى كليات الطب البيطري على تكليفات أسوة بالزملاء في التخصصات الآخرى، كما حذر من خطورة نقص أعداد الأطباء البيطريين في الجمهورية على الأمن الغذائي وصحة المواطنين، وإلى نص الحوار..
ما التحديات التي تواجه القطاع البيطري؟
ليست مشاكل أو تحديات بقدر ما هي أهداف تتماشى مع خطة الدولة نحو التنمية والتطوير لأن المنظومة البيطرية جزء من المجتمع والدولة، ونرغب في المشاركة بدفع عجلة التقدم والتنمية إلى الأمام بالشكل المناسب وبنفس القوى والسرعة التى تسير فيها استراتيجية الحكومة حفاظا على الأمن الغذائي القومي للمواطنين وهذا دور الطبيب البيطري جزء من عمله وقائي وآخر علاجي.
ومن ضمن هذه الأهداف أن يكون هناك عدد كاف من الأطباء البيطريين في المزارع والفنادق والمطاعم بصفة عامة بما يغطي احتياج المجتمع الفعلى للكشف على مصادر اللحوم من أصل حيواني وداجني وسمكي ومقاومة أمراض الثروة الحيوانية و العمل على معالجتها.
هل خروج الأطباء البيطريين على المعاش يشكل حجز في القطاع؟
بالطبع العجز في عدد الأطباء وخاصة مع السنوات القادمة نتيجة خروج عدد على المعاش يشكل أزمة كبيرة ومطلوب علي وجه السرعة تعويض هذه الأعداد، بالإضافة للاحتياجات في المزارع والفنادق والتفتيش علي اللحوم حيث أن كل طبيب بيطري يقوم بعمل ٣ أطباء وهذا يشكل عبء عليهم في ظل عدم وجود حوافز مجزية.
ماذا بشأن تعيين أطباء جدد في الحكومة؟
العينينات في الحكومة للأطباء البيطريين متوقفة منذ عام ١٩٩٥ وحتى الآن و لا يوجد تكليف بعكس زملائنا في التخصصات الأخرى من الطب البشري والصيدلة وغيرها كل الدفعات لها حق التعيين بعد تخرجهم.
في السابق كان هناك تعيينات بشكل سنوى تصدر بقرار وزاري من وزير الزراعة أو يمكن ضم دفعتين مع بعض وآخر قرار وزاري بشأن هذا الأمر صدر في عام ١٩٩٤، وأصبح الأن هناك ٢٦ دفعة من خريجي الطب البيطري لم يتعين منهم سوي حوالى ٢٠٠٠ طبيب فقط عن طريق مسابقات أو عجز في أماكن محدد إذ أنه في ٢٠١١ اطلب من مديريات الطب البيطري في مختلف المحافظات كتابة احتياجتهم وصل الحاجة إلى ٦٠٠٠ طبيب اتوافق عليهم وتم تعيين ٢١٥٦ فقط وقيل فيما بعد سيعين باق العدد لكن هذا لم يحدث.
هل سد هذا تعيين هذا العدد فجوة العجز في الطب البيطري؟
بالطبع لا عددنا اليوم قيل جدا في الحكومة والمعاهد البحثية والهيئة العامة للخدمات البيطرية لا يتعدى ١١ ألف طبيب و لدينا حوالى ١٧٩٣ وحدة بيطرية على مستوى الجمهورية وهذا عدد غير كاف كما أنه يوجد وحدات بها دكتور واحد مع أن الحد الأدنى المناسب لعمل هذه الوحدات بشكل صحيح ٣ أطباء، في كل وحدة، ونحتاج بشكل فعلى نحو 5500 طبيب في الوحدات البيطرية الحالية التي هي في نظري غير كافية.
كيف يؤثر قلة عدد الأطباء البيطريين في الوحدات على الثروة الحيوانية؟
بالطبع هذا يضر بالقطاع الحيواني على مستوى الجمهورية لأن طبيب الوحدة لا يقوم فقط بالكشف والعلاج هو أيضا يقوم بالتحصين من خلال الحملات القومية وهذا فتح الباب للمربيين باللجوء إلى منتحلى الصفة وهذا يقودنا إلى قضية أخرى بتغليظ العقوبة على الأشخاص منتحلى الصفة الذين يمارسون المهنة دون أن يكون لهم حق أو علم و هذا فعل مجرم و لكن العقوبة الحالية عليها لا تتخطى ٥٠ جنيه فقط دون حبس وهذا يسبب كوارث نتيجة العلاج الخاطئ.
ما هو دور النقابة لمواجهة منتحلي الصفة؟
والنقابة تواجه هذا الأمر بكل قوة وقريبا سيتم تدشين حملة إعلامية في هذا الصدد وهناك ٣٠٠ مرض يمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان وتصل أبعدها إلى الوفاه، اللحوم نفسها يمكن أن يكون بها أثار متبقية من أدوية كان يتناولها الحيوان وهنا يجب وقف إعطاءها للماشية قبل الذبح بفترة بعد علاج الحيوان حتى لا تدخل في جسم الإنسان وهذه الأمور لا يمكن أن يدركها إلا متخصص، ومطلب النقابة بتعين أطباء ليس مطلب فئوى ده مطلب المجتمع كله يجب أن يطالب به" اعطونا فرصة للحفاظ على صحتكم ".
كيف يحصل الخريج على ترخيص مزاولة المهنة؟
الزميل عقب التخرج يتقدم بأوراقه للنقابة حتى يستطيع الحصول على ترخيص مزاولة المهنة من وزارة الصحة وبهذا يكون طبيب بيطري كامل الأهلية من حقة ممارسة المهنة.
ما الخدمات التي تقدمها نقابة البيطريين للأعضاء ؟
نحن نقدم دعم اجتماعي وطبي للزملاء بمعنى إذا كان في زميل حالته المادية متعسرة أو زميلة مطلقة أو أرملة تحتاج مساعدة نحن نقدم الدعم لعدد غير قليل من الزملاء في العام بميزانية تصل إلى٢ مليون جنيه.
وبالنسبة للدعم الطبي هناك زملاء يصابوا بأمراض مزمنة والنقابة نفسها بتقدم دعم طبي بنحو ٨٠ مرض على قائمة العلاج التى تقدمها النقابة كما أنه يوجد مشروع علاج بأسم اتحاد نقابات المهن الطبية يضم النقابات الأربعة البشريين والصيدلة والبيطري والأسنان
والاتحاد يقدم مشروع علاج بتخطية تأمينية في حدود ٤٠ ألف جنيه وهذا المشروع مفتوح لأسر الأطباء أيضا وكل عام الزملاء يجددو الاشتراك في حدود من ٢٠٠ جنيه إلى ٥٠٠ جنيه وهذا رقم ضئيل في مقابل ما يقدم من خدمات و هناك حوالي ١٧٠ الف عضو من الزملاء مشتركين به.
وماذا عن مصادر تمويل نقابة البيطريين؟
تتم من خلال اشتراكات الأعضاء والتي يتم استثمارها بالبنوك من خلال ودائع تدر دخلا حسب ما هو متاح طبقا لتعليمات البنك المركزي لسعر الفوائد.
ماذا عن الاتحاد العام للأطباء البيطريين العرب؟
الاتحاد العام للأطباء البيطريين العرب رأسته لمصر و نسعي إلى تفعيله بصورة أكثر نشاطا تحت مظلة جامعة الدول العربية.
ما هو تقيمك لأسعار اللحوم هذا العام؟
مسألة الأسعار عرض وطلب وهذا سوق حر كما يحكمها مواسم أيضا فأن ارتفاع أسعار العلف يساهم في زيادة أسعار اللحوم، وزيادة الاستيراد أو انتشار وباء في بلد نستورد منه أيضا هذا يؤدى إلى ارتفاع الأسعار والدولة تدخلت في هذا الشأن على مدار الفترات الأخيرة من خلال مشاريع تنموية كبيرة تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى كما أنه يضع قطاع الثورة الحيوانية ضمن أولوياته و هناك أيضا مشروع المليون رأس و دخول القوات المسلحة في هذا القطاع ساهم في إحداث توازن بصورة كبيرة داخل السوق وضبط الأسعار ونحتاج إلى تفعيل البورصة الرسمية للحصول على أسعار استرشادية.
ماذا بشأن الضبطية القضائية؟
تصدر من وزارة العدل للنزول و التفتيش لا بد من تصريح من وزارة العدل بحق الضبطية القضائية وذلك بالاتفاق مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية ونحتاج إلى التوسع في هذا الأمر ونحتاج أيضا إلى شرطة متخصصة من التفتيش في قطاع المجازر وهذا يعطي مساحة لتعظيم الدور الرقابي والأمني للمساعدة في اكتشاف حالات الغش ومنع حالات التعدي على الطبيب البيطري لأنه يسبب خسارة للجزار عند وجود مشاكل صحية للحيوان في حال إعدام الذبيحة أو جزء منها وحدث حالتين وفاة في السنوات الأخيرة لزملاءنا.
كيفة تطوير المجازر من وجهة نظرك؟
تطوير المجازر في الفترة القادمة لو تم بالصورة المناسبة بمعنى منع التعامل المباشر بين الطبيب و الجزار عن تطريق تسليم الجزار الحيوان برقم كودى واستلامه بعد الذبح وبهذا يعطي أريحية للطبيب في التعامل دون ضغط، إذ أنه في هذا الوضع يعامل ضميره فقط، كما أن الذبح خارج المجازر ممنوع قانونا والختم اساسي على اللحوم.
كيف تقيم عمليات غش الدواء البيطري؟
هناك قاعدة عامة أى منتج يتم تصنيه قابل للغش وليس الدواء البيطري فقط ويوجد حمالات رقابة من الدولة ولكن نحتاج إلى المزيد منها وزيادة عدد الأطباء المنوط بهم التفتيش على العيادات ومراكز بيع الأدوية لأن عددهم ضعيف للغاية على مستوى الجمهورية ويمكن الحصول على اللقاحات من معهد الأمصال واللقاحات البيطرية في العباسية وهو أعرق المعاهد في مصر بخلاف شركات القطاع الخاص.
حدثنا عن دور هيئة سلامة الغذاء؟
في الواقع هذه النقطة لها إشكالية كبيرة لأن الهيئة أنشأت في عام ٢٠١٧ بقانون يكفل لها نقل التخصصات الواقعة في نطاق الجور المحدد لها قانونا وهو ما لم يحدث، ولا يوجد درجات وظيفية بها وعدد أطباءها يكاد يكون معدوم والهيئة مختصة بكافة مصادر الغذاء من مزارع وأطعمة مستوردة وغيرها.
ولكن من سيقوم بهذه المهمة في مصادر البروتين من أصل حيواني وداجني وسمكي ومصنعاتهم هل ستتم بشكل مكتبي روتيني من خلال موظف ؟! أم إنها يجب أن تكون من خلال أطباء متخصصون وهذه الهيئات معمول بها في العالم والدول العربية.
واتساءل لماذا لا يتم تعيين الأطباء والاستفادة منهم؟!علم حرص الدولة الشديد علي صحة المواطن المصري ومن هذا المنطلق لابد من تواجد الأطباء البيطريين بشكل كاف وعدد مناسب لأداء هذا الواحب الوطني وهو الحفاظ على صحة الجمهور.
خالد مسلمى يكشف طرق تخزين اللحوم الصحيحة.. وكيفية تناول الكبدة النيئة (حوار)
الصحة: تسجيل 67 إصابة جديدة و7 وفيات بفيروس كورونا