رغم حالة التعنت الشديد التي مارستها إثيوبيا طوال فترة المفاوضات التي قاربت عشر أعوام مع دول المصب مصر والسودان، والتي جاءت تلك المفاوضات بحالة من الاستنكار الشديد، وخرجت من دائرة الاتحاد الأفريقي إلي الدول المعنية بحل النزعات ومن بينها الاتحاد الأوروبي الذي قدم بيان رسمي بأن ما تفعله إثيوبيا يؤدي إلي عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والولايات المتحدة الأمريكية أبدت انزعاجها من هذا التعنت الشديد الغير مُبرر، ومجلس الأمن تلك أخر الأبواب التي طرقتها دول المصب، حيث عبر المجلس أن الجلوس علي طاولة المفاوضات لتقديم حلول ترضي جميع الأطراف والذي قبل بالرفض من إثيوبيا.

طوال عشر أعوام خاضت مصر حرب المفاوضات مع إثيوبيا، حيث كانت النتائج سلبية من تجاه إثيوبيا، و كانت ردود القيادة المصرية بتوجهات الرئيس السيسي بالسعي نحو تحقيق الاستقرار بالمنطقة وتعزيز روح الانتماء والشراكة بما لا يضر احد، حيث أكد الرئيس المصري أن امن مصر المائي خط احمر، فمنذ أيام قليلة أعلنت إثيوبيا ببدء الملء الثاني للسد وسط ردود أفعال عالمية بأن هذا الملء الثاني قد يؤدي إلي الفشل السريع، وتناولتها الصحف العالمية التي أبرزت الحدث وحللت فشل الملء الثاني وبرهنت ذلك أن إثيوبيا لن تستطيع السيطرة علي تطفق الأمطار بسبب ارتفاع السد، كما نوهت الوكالات العالمية في تقاريرها المنفردة عن الأزمة بان تطفق الأنهار قد يؤدي إلي تدمير السد أو حدوث خلل جزئي، مؤكدة أن هناك نيه تشوبها التعنت من الجانب  الإثيوبي  تجاه دول المصب، دار الهلال تستعرض أراء خبراء للتوضيح هل هناك تأثير سلبي علي مصر والسودان في حالة انهيار السد الإثيوبي.

سدّ إثيوبيا يُهدد مصر بخطر كبير

قال الخبير المائي، الدكتور ضياء الدين القوصي، إن الملء الثاني لسد النهضة الأثيوبي لم يؤثر على مصر، مؤكدًا أن إثيوبيا لم تقوم بغلق بوابات السد مما جعل منسوب المياه يمر عبر تلك البوابات.

وأكد " القوصي" في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أن تأثير ما يعقبه خلال الملء الثاني للسد علي مصر له عدة شروط، مؤكدًا عند انهيار السد الإثيوبي بعد الملء بالماء بحوالي 74 مليار متر مكعب يهدد مصر والسودان بحدوث كوارث، كما يعرض السد العالي للخطر.

الحل العسكري مازال قائم

قالت جورجيت شرقاوي، الباحث في الشأن السياسي، إن الفشل الإثيوبي يتخلص في نقطتين هما: انسحاب المعدات من موقع السد قبل اكتمال الملء الثاني التي أعلنت عنه مسبقًا نتيجة لفيضان مفاجأة لم تعمل حسابه، وأن تشغيل اثنين فقط من تور بينات لتوليد الكهرباء كما هو معلن لم يحقق الغرض من بناء السد و لن يأتي بجدوي اقتصاديه علي الفقراء كما روجت له أثيوبيا علي مدار سنوات، و النقطة الثانية هي تكمن في إرغام إثيوبيا علي الرجوع للتفاوض لمدة ٦ اشهر في وجود الضامن البريطاني الذي سيقوم بالتسوية؛ و هي لم تكن ترغب فيه إثيوبيا، و لذلك فشلت في وضع مصر أمام الأمر الواقع و فالحل العسكري مازال قائم لعدم الاكتمال التام و الوصول إلي ١٣ مليار و هو الحال الذي روجت إليه إثيوبيا، و لذلك اجتازت مصر أخطر مرحله في السد الإثيوبي دون المساس بحقها المائي .

و أضافت، " شرقاوي" لـ " دار الهلال"، أن  فشل الملء الثاني بالتأكيد علي الفشل السياسي ووجود أزمة ستتفجر بالداخل الإثيوبي الأيام القادمة بجانب أزمة التجراي ربما تصل للانقلاب علي حكومة أبي أحمد، و المزيد من انفصال ولايته نتيجة فضح كذب تصريحاته للمرة الثانية بخصوص الرقم الصحيح للمليء و محاوله احتساب مراوغه انتصار وهميه، و هو ما يصب في مصلحه كشف الجانب الإثيوبي المخادع لدي المجتمع الدولي و عشوائية القرارات و ضرورة اشتراك دول المصب في ظروف الملء والتشغيل والكف عن إجراءات عشوائية بل خطوط استرشاديه وليس توصيات؛ و بالتالي لم تستطيع أديس أبابا الإعلان بشكل رسمي عن توقف الملء الإجباري.

ولفتت إلى أن مسألة القنبلة المائية بالنسبة لمصر محسومة إذا انهار السد استعدت لها مسبقًا القيادة المصرية جيدًا عن طريق مشاريع مثل سحارة سرابيوم و مفيض توشكي بإمكانيات كبيرة ستقلل من الأضرار حال وجدها، مؤكدة بأنها لن يترك أي احتمال للخطأ و هذا ما أصرت عليه مصر منذ البداية .