كنوز تاريخية .. أسمنت الخراب كانت تصدر القمح والدقيق إلى روما
في قلب الصحراء الغربية وعلى بعد 850 كيلو مترا من القاهرة وتحديدا بواحة الداخلة بالوادي الجديد تقع مدينة كاليس أقدم المدن المسيحية المصرية القليل منا يعرفها والكثير يجهل قيمتها الدينية والتاريخية .
سميت قديما بكلس تعبيرا عن الرخاء والنعيم الذي كانت تعيش فيه الواحات المصرية القديمة وأنهار الخير التي كانت تتدفق من باطن أراضيها حيث تعنى الكلمة باللغة القبطية القديمة مخزنا للغلال وهو ما يؤكد أن الواحات المصرية كانت مخزنا للغلال للإمبراطورية الرومانية القديمة.
أطلق أهالي أسمنت البلد على المنطقة اسم أسمنت الخراب بسبب تهدم أبنيتها، وهي عبارة عن مدينة قبطية كبيرة ضمت أكثر من 100 منزل، وقد عثر فيها على كتابين من الخشب باللغة القبطية، ذكر فيه اسم المنطقة القديم وهو "كلس" ويعني المخزن؛ حيث تذكر هذه النصوص القديمة أن الواحات الداخلة كانت تصدر القمح والدقيق إلى روما، وهو ما يؤكد أن كلمة "كلس" تشير إلى مخزن الغلال.
وشيدت بالكامل من الطوب اللبن أثناء العصر اليوناني الروماني والقبطي في القرن الرابع والخامس الميلادي كما يوجد بالمدينة معبد خصص لعبادة المعبود توتو والذي شكل على هيئة أبو الهول برأس أدمى وجسد أسد أما الذيل فكان على هيئة ثعبان الكوبرا وهذا المعبود هو بن المعبودة نيت معبودة سايس صان الحجر الحالية وهو المعبد الوحيد للمعبود توتو الذي عثر عليه في مصر حتى الآن كما يوجد بالمدينة كنيسة تعد من أقدم الكنائس المصرية حيث شيدت عام 350 ميلاديًا كما عثر بالمدينة على آلاف البرديات التي تحتوى على ثروة هائلة من المعلومات التاريخية النادرة.
ومن خلال دراسة أطلال المنازل الأثرية أمكن التعرف على تخطيط المنزل القبطي الشائع في أسمنت الخراب: فهو عبارة عن مدخل كبير يؤدي إلى طرقة تتصل بقاعة يحيط بها مجموعة من الحجرات تستخدم للإعاشة والسكن، ويوجد سلم يصعد منه إلى الطابق الثاني، كما يلحق بالمنزل حوش، وحجرات صغيرة لتربية الدواجن، وحجرة للفرن، وغيرها.
كذلك تضم المنطقة ثلاث كنائس تعتبر من أقدم الكنائس في مصر، وقد بنيت اثنتان منها على الطراز القبطي بينما شيدت الثالثة على الطراز البازيليكي، بالإضافة إلى معبد روماني وهو معبد الإله توتو، كما تضم المنطقة مقابر ترجع إلى العصر القبطي.