فنانة من طراز خاص تخرج من تحت يدها أكبر وأشهر النجمات في مصر، هي عميدة ورائدة الرقص الشرقي، وملكة المسارح التي صنعت نجومية العديد من الفنانين من خلال فرقتها الأشهر في مصر، هي معشوقة الريحاني الممثلة والراقصة والمنتجة بديعة مصابني.

ولدت بديعة في حلب بسوريا في 25 فبراير 1892، لأب لبناني يدعى جورج مصابني وأم سورية أسمها جميلة الشاغوري، لديها 7 أشقاء 4 أولاد و3 بنات هي أصغرهم، عندما كان عمرها 7 سنوات أبحرت مع عائلتها إلي أمريكا الجنوبية وظلت هناك لمدة 7 سنوات في المهجر، وهناك التحقت "بديعة" بمدرسة داخلية تعلمت فيها اللغة الإسبانية وفنون التمثيل وظهرت موهبتها في الرقص.

كانت "مصابني" شديدة الذكاء وبجانب اللغة الإسبانية أتقنت عدة لغات منها التركية والفرنسية والإنجليزية التي تعلمتها في مصر بعد أول زيارة لها في 1912، عندما جاءت برفقة والدتها لقضاء فترة الصيف في القاهرة وكان حينها عمرها 12 عاماً، وفي إحدى الأيام كانت تمارس الرياضة وتتنزه في حديقة الأزبكية وتعرفت على المؤلف فؤاد سليم، الذي أعجب بها وعرض عليها التمثيل فوافقت وقدمها إلي جورج أبيض وتعلمت علي يده التمثيل واللغة العربية التي أتقنتها خلال 3 شهور".

صارحت والدتها برغبتها بالبقاء في مصر والعمل في التمثيل إلا أنها رفضت وأصرت على السفر معها إلي دمشق ما دفع "بديعة" إلي أن تظاهرت أمامها بالموافقة وعند السفر حجزت تذكرة قطار واحدة لوالدتها وعندما تحرك القطار هربت منها لتسافر والدتها بمفردها بينما بقيت هي في القاهرة، والتحقت بقرقة جورج أبيض وقدمت معه عدة أدوار، بعدها انضمت إلى فرقة عزيز عيد ثم فرقة أحمد الشامي وكانت فرقة متجولة تطوف بعروضها في الأرياف ومنها كانت الإنطلاقة إذ أصبحت بطلة الفرقة وقدمت دور البطولة في مسرحية "ابن الحارة".

‌قدمت عدد من العروض في عدة دول عربية منها الأردن، وسوريا، وفلسطين، ابتدعت ابتدعت رقصة شرقية خاصة بها عرفت باسمها، في 1929 وافتتحت صالة للرقص باسم "كازينو بديعة"، في ميدان الأوبرا، تخرج منها كبار ااراقصات في مصر منهن تحية كاريوكا، سامية جمال، ببا عز الدين.

‌

‌كونت بديعة مصابني فرقة غنائية ضمت أشهر المطربين أبرزهم" فريد الأطرش، أسمهان، محمد عبد المطلب، حورية محمد، محمد الكحلاوي، فتحية أحمد، وفاطمة سري، نجاة علي، الشيخ سيد الصفتي، محمود الشريف" وكان لها الفضل في اكتشاف موهبة إسماعيل ياسين.

‌

‌

‌حققت "بديعة" مكاسب مادية كبيرة من وراء مسرحها الذي أصبح أهم مسرح في مصر وبات مقصدا لكل الجمهور من مختلف الأماكن، وباختلاف طبقاته، وفي عام 1936 أسست شركة "أفلام بديعة للإنتاج السينمائي"، وأنتجت فيلم "ملكة المسارح" من بطولتها لكنه لم يحقق نجاحا فأغلقت شركة الإنتاج السينمائي وشاركت في عدة أفلام، منها " ابن الشعب، ليالي القاهرة، أم السعد، فتاة متمردة، ليالي القاهرة" وعدة مسرحيات منها "البرنسيسة، الشاطر حسن، مراتي في الجهادية، الفلوس ومجلس الأنس".

‌

‌ كما قدمت عدة أغاني أبرزها "غني يا بلابل، يا أهل القانون، ياما سهرت ليالي عليك، هاتلي شمعة تنورلي، جوزني يا بابا، الغيرة يا نار الغيرة".

‌

‌تعرفت بديعة مصابني على الفنان نجيب الريحاني وقدمت معه واحدة من أنجح المسرحيات، عن رواية "ليالي الملاح"، ولعبت فيها دور "قوت القلوب" وظلت تعرض لمدة عام كامل.

‌

‌تزوجت "بديعة" بالريحاني في 1925، ودبت الخلافات بينهما إذ قالت في حوار نادر لها مع المذيعة ليلى رستم "كان بيسهر طول الليل مع بديع خيري وينام طول النهار وأنا في النهار بكون عايزة أخرج أتغدى أو أعمل أي شئ اسأل عليه يقولوا لي نجيب نايم" وحدث الانفصال في عام 1943،" وخلال حوارها وصفت الريحاني بأنه فناناً عظيماً.

‌

‌ وفي مثل هذا اليوم 23 يوليو 1974 توفيت رائدة المسرح بديعة مصابني عن عمر يناهز 8 6 عامًا.

‌

‌