خبراء عسكريون: ثورة 23 يوليو أحد أهم ثورات القرن العشرين.. والعبور الأول في مصر الحديثة
تحتفل مصر بذكرى مرور 69 عاما على ثورة 23 يوليو 1952، الثورة المباركة التي غيرت وجه مصر، وقضت على الاستعمار البريطاني الذي ظل قابعا على قلب مصر 74 عاما وحولت نظام الحكم من الملكية إلى النظام الجمهورى، بما تبع ذلك من تطورات اجتماعية واقتصادية مهمة، واسترد المصريون من خلالها كرامتهم واستعادوا مصر، وتحققت مبائ الثورة الستة، القضاء على الإقطاع، القضاء على سيطرة رأس المال، إقامة جيش وطني قوي، إقامة عدالة اجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
وفي 23 يوليو عام 1952 انطلقت أهم الثورات المصرية علي مر العصور، ثورة بيضاء قادها الضباط الأحرار من أبناء الجيش المصري، ونجحت في تغيير وجه التاريخ المصري، وكانت شرار التحرر التي ساعدت في تحرير الدول العربية والإفريقية ودول العالم من الاستعمار واستعادة الحرية والعزة والكرامة والإنسانية.
التحديات التي واجهت ثورة 23 يوليو 1952
قال اللواء أركان دكتور حرب محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن ثورة 23 يوليو 1952 واجهت تحديات سواء من مؤامرات خارجية أو عدوان ثلاثي أو نكسة 1967 ربما تكون هي ذات المؤامرات الخارجية التي تسلطت على مصر بعد عام 2011 وما تلاها من احتلال في عام من عدوان ثلاثي أكثر من بشاعة على يد كل من قطر وتركيا وتنظيم الإخوان الإرهاربي، وكذا إرهاب داخلي ممول ومدعوما خارجيا، وحاليا التآمر الأثيوبي، للتأثير بسد النهضة على مصر مائيا
نتائج ثورة 23 يوليو
وأضاف " الشهاوي" في تصرحات خاصة لـ "دار الهلال" أن ثورة 23 يوليو عام 1952 بدأت بالتخلص من النظام الملكي وإعلان الجمهورية وإقرار الاصلاح الزراعي وبناء قلاع صناعية للحديد والصلب والألومنيوم والنسيج والوصول إلى معاهدة الجلاء وكسر احتكار السلح وتأميم قناة السويس والصمود أمام العدوان الثلاثي وبناء السعد العالي والانتصار في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973
وأكد مستشار كلية القادة والأركان أن مصر الآن تشابهات في نفس سيناريوهات الاستقلال الوطني والتخلص من حكم المرشد الإخواني، ونهضة تنموية شاملة وإجراء الاصلاح الاقتصادي، وتعزيز تنويع القدرات العسكرية ليصبح الجيش المصري في المرتبة التاسعة عالميا، والصمود أمام الإهارب والقضاء عليه ومواجهة تحديات إقليمية، مضطربة شرقا وغربا وجنوبا، والتعامل الرائع والاحترافي مع جائحة كورونا.
تغير صورة مصر بعد ثورة 23 يوليو وثورة 30 يونيو
وتابع: ومثلما تغيرت صورة مصر تماما بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 وتبوأت مكانتها الريادية إقليميا ودوليا وبالمثل أصبحت مصر كذلك بعد ثورة 30 يونيوعام 2013، استعادت سيادة قرارها وتبوأت مكانتها، وتفرض احترام إرادتها على كل الأصعدة، وهناك تشابه في دور مصر بعد ثورة 23 يوليو والآن في مساعدة الشعوب الإفريقية والعربية، في السابق ساعدت مصر الشعوب في التحرر من الاستعمار، والآن تساعد مصر الشعوب في إفريقيا وتدعم ليبيا في حربها ضد الإرهاب والميلشيات المسلحة، وكما أن الرئيس جمال عبدالناصر اتجه إلى العمق الإفريقي ودعم حركات التحرر الوطني والسعي لبناء منظمة الوحدة الإفريقية، عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي واتجه إلى إفريقية وكانت أول زيارة له لدولة إفريقية، ومصر ترأست الاتحاد الإفريقي واستطاعت أن تقوم بإنشاء مبادرة "اسكات البنادق" وإنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
ثورة 23 يوليو "العبور الأول" في مصر الحديثة
ومن جانبه قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن ثورة 23 يوليو عام 1952 تعتبر العبور الأول في مصر الحديثة، مضيفا أن العبور الثاني كان نصر أكتوبر المجيد عام 1973، والعبور الثالث ثورة 30 يونيو و3 يوليو عام 2013 في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
التحديات والتحول في مصر بعد 23 يوليو 1952
وأضاف "العمدة" في تصريحات خاصة لـ "بوابة دار الهلال" أن ما حدث في مصر بعد مرور 69 عام من ثورة 23 يوليو عام 1952 يؤكد أن هناك حجم التحديات والتهديدات على الدولة المصرية بسبب ثورة 23 يوليوعام 1952، مشيرا إلى أن حجم التحديات لم يحدث في التاريخ لأي دولة، وذلك لأن مصر كانت قد بدأت في مرحلة الاستفاقة من حكم الملك إلى حكم الشعب، والتحول من الملكية إلى الجمهورية، ومن الديكتاتورية إلى الديمقراطية، ومن حكم الفرد إلى حكم الشعب، ومن الفساد إلى القضاء على الإقطاع، والاستعمار، وسيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة جيش وطني قوي، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، والتي نحتفل بنتائجها اليوم.
وتابع: هذا يجعل من مصر دولة متقدمة، ودولة رائدة وصاحبة الكلمة العليا في المنطقة العربية بل ويعمل لها حساب على مستوى العالم، وهذا يقلق بعض الدول سواء في محيطنا الإقليمي أو على المستوى المحلي أو المستوى الدولي، مؤكدا أن نجاح وتقدم مصر يوجع البعض، مما يجعلهم يكيدوا لها المكائد، وزاد حدة وحجم وشكل التحديات الممنهجة على الدولة المصرية وذلك لأن مصر بدأت تتحول وتستعيد مكانها ومكانتها في المنطقة العربية والإفريقية والعالمية، وبناء عليه بدأت تصاغ لها الكثير من التهديدات والتحديات في صور مختلفة.
وواصل: البداية كانت في عام 1956 حيث تم اقحام مصر في معارك مع دول عربية شقيقة مثل حرب اليمن، والكويت، وعام 1967 ، حتى استعادنا الأرض والعرض والعزة والكرامة في حرب أكتوبر عام 1973 وحتى تحريرسيناء كاملة في عام 1989، ثم تلا ذلك موجه من العمليات الإرهابية من عام 1989 بعد انفصال القطبية الواحدة، لتبدأ مرحلة من الإرهاب تسود العالم كله، خاصة مصر، وبدأت تتحدد الأشكال حتى وصلنا إلى مخططات التقسيم بما يسمى بحروب "الجيل الرابع" من الحروب.
محاولات "كسر" و"تمزيق" مصر
وكشف الخبير العسكري أنه وصلنا إلى مرحلة طبقا لرؤى وتعريفات ساسة دوليين ليس لها هدف إلا كسر مصر، كما حدث وتم إسقاط العراق، الجيش الرابع في حرب 73 بالإضافة إلى محاولات تمزيق مصر والمنطقة العربية بما يسمى مخططات الجيل الرابع أو تقسيم المنطقة العربية، مشيرا إلى محاولات فرض فصيل معين على الدولة المصرية لهدمها وتدميرها، ليكون صاحب الغلبة وصاحب الصوت الواحد والكلمة العليا في مصر، ويجعل من مصر دولة منقادة ودولة تابعة، ويمكن أن تكيل بمكيالين أو تدخل تحت مصاف الدول تحت المظلات، وليست صاحبة القرار والسيادة الواحدة.
وأضاف أن ثورة 30 يونيو و3 يوليو كانت لهم بالمرصاد، حيث تم تحديد خريطة المستقبل، والحمد لله حالة من الاستقرار والهدوء يعيشها الشعب المصري خلال هذه الفترة، على الرغم أنه مازالت التهديدات والتحديات المحيطة بالدولة المصرية ولكن مصر أفضل، وفي وضع يمكنها من اتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت المناسب.
وذكر أن مصر عبر التاريخ دولة مستهدفة، ولكن الحمد لله الدولة المصرية استطاعت أن تقف على قدميها بثبات ورسوخ، وتسيطع أن تقول للعالم دائما وأبدا أنها دولة حر ذات سيادة كاملة على أراضيها، وقرارها السياسي حر، ولم ينجرف أو ينجذب أو يستقطب بتبعية أو لقوى عظمى لأن مصر هي مفتاح الحل لكل قضايا المنطقة الآن، والشاهد على ذلك ما يدور الآن وما تعيشه مصر من أحداث.
التفاف الشعب خلف الجيش أحد أسباب نجاح ثورة 23 يوليو
وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن أحد أهم أسباب نجاح ثورة 23 يوليو عام 1952 هو التفاف الشعب خلف الجيش والتفاف الجيش خلف الشعب، لافتا إلى إقتناع وثقة الشعب المصري بالجيش وكذلك التفاف الجيش خلف الشعب، لأنهم نسيج واحد ولهم مصلحة واحدة وهي مصر، ولولا ذلك لحدث تمزق ولم تنجح ثورة 23 يوليو.
عبدالناصر هو زعيم الأمة العربية
وأضاف أن الرئيس جمال عبدالناصر هو زعيم الأمة العربية وكفى، ويتمثل تحت هذا كل معاني الرجولة والصلادة والصلابة وعزة النفس والعلو والشموخ والإنسانية والشهامة، وكل مواصفات الزعيم تجدها في عبدالناصر،مضيفا أن الرئيس السيسي هو ناصر وسادات المرحلة الحالية.