قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الثقافة المجتمعية وما تشمله من القيم الأخلاقية، والدينية، تعرضت للتشويه، من خلال الاقتداء بالثقافات الآخرى، فلم نتمكن من المحافظة على الثقافة المصرية القديمة، ولا اكتساب الثقافة الجديدة بشكل مرغوب به.
وأوضح فرويز، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الثقافة المجتمعية دخلت في حالة من المسخ الثقافي، وانهارت القيم الأسرية، والعلاقات الطيبة بين الزوجين، وبينهم وبين الأبناء، وانعزال كل منهم عن الآخر، وانهيار العلاقات القائمة بينهم، والتسبب في فجوة كبيرة، بالإضافة إلى انهيار جزء كبير من القيم الدينية، وافتقار التمتع بالسلوكيات المحمودة، والتي حثت عليها الأديان.
وأكد أن العلاقات الأسرية فقدت قيمتها، وانهارت مكانة الأب، والأم، والزوجة، مما يدفع الأبناء للحصول على معلوماتهم، من الميديا، والتي تزخر بمشاهد العنف، والقتل، والاعتداء على الأهل، وقتل الأزواج لبعضهم، وتجسيدها في صورة عادية، وأنه أمر هين، مما يدفع البعض للقيام بالسلوكيات التي يرونها، منوهًا إلى أن الميديا بشكل عام تلعب جزء كبير في تكوين قيم الفرد، وفي حالة افتقار الفرد للثقافة فإنه يميل لتقليد ما يشاهده.
وأشار إلى أن الولع بالتقليد أحد أهم الأسباب الأساسية لتفاقم جرائم القتل، خاصًة إذا تسببت جريمة القتل في إلحاق الشهرة بالجاني، مما يدفع المهوسين بالشهرة إلى القيام بنفس الجريمة، أو جريمة مشابهة لها، لجني الشهرة، بصرف النظر عن العواقب التي ستلحق بهم.
وأضاف فرويز: "إن ما نشهده الآن من جرائم أسرية بمثابة جرس إنذار ينذر بأن الأسوء قادم، مما يحتم ضرورة توخي الحذر والاهتمام بنشر الوعي حول كيفية إحياء العلاقات الأسرية الطيبة، والتحكم في السلوكيات، والتعامل مع المشكلات بشكل واعي، وذلك من خلال التعاون بين جميع الجهات المعنية، ومن أهمها وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم، ووسائل الإعلام، والكنائس، والأزهر الشريف، والقيام بالدور المطلوب منهم على أكمل وجه".