يعد ترشيد استهلاك المياة والحفاظ على موارد مصر المائية من القضايا التي تولي الدولة اهتماما كبيرا بها، حيث أكد خبراء أنه الحفاظ على المياه تعد مسؤولية مجتمعية في الأساس، ويجب على جميع المواطنين الحفاظ عليها وترشيد استهلاكهم خاصة داخل المنازل والحقول، مشيرين إلى أن المشروعات المائية الكبري التي تنفذها الدولة الغرض منها هو تحسين طرق الري وتحسين  نوعية المياة وترشيد الاستخدام، حيث تسعي إلى تحويل نظام الري في الأراضي القديمة من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط، ولكن ذلك يحتاج إلى شبكة ري مخصصة وخراطيم وأجهزة ضغط المياه، فضلا عن تمويل البنوك للمزراعين بالقرض بدون فوائد مع الأخد في الاعتبار أن تكون فترة التسديد على فترات طويلة، لافتين إلى ضرورة توعيتهم بكيفية استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، هذا بجانب الاعتماد على زراعة المحاصيل التي تحتاج إلى مياه أقل استهلاكا، مطالبين بضرورة المشاركة المجتمعية من الجميع مع الجهات المعنية ممثلة في وزارة الري والموارد المائية ووزارة الزراعة، وجهودها لتأمين كافة الاحتياجات المائية لكافة الاستخدامات، وترشيد الاستهلاك من كل قطرة مياه.

وفي هذا الصدد، كشفت وزارة الموارد المائية والري المصرية، أنه "تم وضع استراتيجية حتى عام 2050 بتكلفة تصل إلى 900 مليار جنيه وخطة قومية للموارد المائية حتى عام 2037 تعتمد على 4 محاور تتضمن ترشيد استخدام المياه وتحسين نوعية المياه وتوفير مصادر مائية إضافية وتهيئة المناخ للإدارة المثلى للمياه.

تحسين شبكة الري وترشيد استهلاك المياه

ومن جانبه، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن وزارة الري تعمل بكل جهد لترشيد استخدام المياه من خلال بعض الطرق، منها تحسين طرق الزراعة والري، واستخدام المياه في زراعة محاصيل معينة أقل استهلاكا للمياه من محاصيل أخري مثل بنجر السكر مقارنة بقصب السكر، لأنه يحتاج إلى مياه أكثر.

وأكد الشراقي في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن هناك توفير لمياه الري عن طريق تبطين الترع، لافتا أن هناك مشروع لتبطين حوالي 7آلاف كيلو متر من الترع المصرية التي يبلغ أطوالها أكثر من 30 ألف كيلو متر، ولكن تم اختيار مجموعة من القنوات التي بها مشاكل من ناحية تسرب المياه أو عدم وصول المياه إلى نهاية الترع أو مشاكل تلوث.

وأوضح أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أنه تم البدء بهذه القنوات، حيث تم تبطين ما يقرب من 2000كيلو متر، وتكلفة هذا المشروع تقترب من 20 مليار جنية، كل ذلك يساعد في تحسين الخدمة وتوصيل المياه إلى المزارعين، هذا بالإضافة إلى المشروعات المائية الكبرى وإقامة قناطر جديدة مثل إثني ونجع حمادي وأسيوط.

وأشار إلى أنه جاري إنشاء قناطر جديدة بدلا من قناطر ديروط، لأنها من المنشآت الهامة التي تخدم أكثر من 200 ونصف فدان في 6 محافظات، فكل هذه المشروعات الغرض منها تحسين شبكة الري وترشيد استهلاك المياه وتحسين نوعيتها.

وأضاف شراقي أنه من ضمن المشروعات التي تقوم بها الوزارة، هي تحويل نظام الأراضي القديمة من الري بالغمر إلى الري الحديث والمتطور، مؤكدا على ضرورة توعية المواطنين بكيفية ترشيد استهلاك المياه، خاصة داخل المنازل والحقول، حيث يجب على كل مواطن مصري القيام بدوره والحفاظ على المياه.

مسؤولية مجتمعية في الأساس

وفي ذات السياق، قال المهندس إبراهيم الفيومي، رئيس مشروع ربط نهر النيل بنهر الكونغو والخبير المائي، إن ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها  يعد مسؤولية مجتمعية في الأساس، كما أنه يتم من خلال أليات تضعها الدولة، لأن المياه تعد مسألة أمن قومي ولا يمكن التفريط فيها.

وأكد "الفيومي" في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن أنه يجب على كل مواطن الحفاظ على المياه، خاصة في الاستخدمات اليومية للمياه داخل المنازل، هذا بجانب ترشيد استهلاك المياه في الزراعة، باعتبارها تمثل النسبة الأكبر من أجمالى مصر من المياه.

وأوضح رئيس مشروع ربط نهر النيل بنهر الكونغو، أن استخدام طرق الري الحديثة في الزراعة بدلا من الري بالغمر يحتاج إلى شبكة ري مخصصة من خراطيم وأجهزة ضغط المياه وأدوات، مشيرا إلى أنه يجب على البنوك تمويل شبكات الرى بالتنقيط للفلاحين والمزراعين بقروض طويلة الأجل بفائدة بسيطة، والتسديد أيضا على فترات طويلة.

وأضاف الخبير المائي أن اللجوء إلى تحلية مياه البحر لترشيد استهلاك المياة تكلفتها عالية وتصل إلى مليارات، وأنه لابد من توعية المزارعين بكيفية استخدام التقنيات الحديثة، لافتا أن للإعلام دور كبير في توعية المواطنين بطرق وكيفية الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها.

وتابع الفيومي أنه لابد من المشاركة المجتمعية من الجميع مع الجهات المعنية سواء وزارة الري والموارد المائية ووزارة الزراعة، وتأمين كافة الاحتياجات المائية لكافة الاستخدامات، وترشيد الاستهلاك من كل قطرة مياه.

اقرأ أيضا:

وزير الري: الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه في مصر (فيديو)

وزير الري: الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق الإدارة المثلى للموارد المائية في مصر (فيديو)

وكيل «الري»: خطة لتأمين احتياجات مصر المائية حتى عام 2050